القس بولس بشاي كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط
القس بولس بشاي كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط
تعودنا أن نتكلم عن سر القوة، سر النجاح، سر البركة. أما أن نتحدث عن سر الضعف فذلك ربما يثير استغرابك، لكن يبدو أنه من المفيد أن نتعرف على واحد من الفيروسات الذى ينهك كل طاقة روحية فى الإنسان و هو اهمال الصلاة، الأمر الذى سبق و حذر الرب تلاميذه منه حتى لا تخور قوتهم “اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا فى تجربة” (مت٤١:٢٦). و يبدو أنهم استهانوا بهذه النصيحة الغالية فناموا و نامت فيهم الحمية الروحية و حتى القوة النفسية.
و المقصود بالصلاة هنا الحديث الجاد الذى يسيطر عليه إيمان قوى بإقتدار و عظمة و فى نفس الوقت محبة شخص الله الذى نقف فى حضرته بل نرتمى فى حضنه. لا نعلم لماذا لم يصلى يونان على ظهر السفينة لما هاجت الرياح و الأمواج ولا نعلم ما السيناريو الذى كان سيتم لو أنه سمع لنصيحة البحارة “قم اصرخ إلى الهك” (يون٦:١)، لكننا لا ننكر أنه لما صرخ إلى الرب فى جوف الحوت تبدلت الهزيمة إلى نصرة و اليأس إلى رجاء و الموت إلى حياة “أعود أنظر إلى هيكل قدسك” (يون٤:٢).
ببساطة شديدة فارق كبير بين أن أهرب من الله و أن أهرب إلى الله فالصلاة هى هروب من ضعفى إلى مصدر القوة و الخروج من فشلى إلى منبع الرجاء و من هوة السقوط إلى روعة النصرة و من حيرة الارتباك إلى الثقة و الثبات.