انتهى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، ممثلاً فى شركة «النصر» للكيماويات الوسيطة، من إنشاء أحدث مصنعين فى مصر والشرق الأوسط لإنتاج الغازات الطبية والصناعية، فى مجمع الصناعات الكيماوية بالمنطقة الصناعية فى أبورواش بمحافظة الجيزة، وذلك تزامناً مع «اليوبيل الذهبى» لـ«شركة النصر»، التى أنشئت على مساحة 250 فداناً فى عام 1972.

وأجرت «الوطن» جولة ميدانية فى «مجمع أبورواش»، لتفقّد المصنعين الجديدين، وهما مصنعان أقيما بأحدث تكنولوجيا عالمية، بالاستعانة بالخبرة الألمانية، بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص الوطنية الجادة، بهدف توفير احتياجات الأكسجين الطبى، والغازات الطبية لقرابة 155 مستشفى إضافياً فى جميع محافظات الجمهورية.

توجيهات رئاسية بتعميق التصنيع المحلى لسد الاحتياجات الداخلية والتصدير إلى الخارج.. وإنشاء شبكات غازات بديلة لـ«الأنابيب» 

يأتى ذلك فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، لـ«شركة النصر»، بالعمل على تعميق التصنيع المحلى فى المجالات ذات الأولوية للدولة المصرية، ومن بينها قطاعات الغازات الطبية، وتوفير الأسمدة والكيماويات لسد احتياجات السوق المحلية منها، والتصدير إلى الخارج.

وخلال جولتنا فى «مجمع أبورواش»، شاهدنا خزانات ضخمة للأكسجين بالقرب من المصنعين الجديدين، وهما خزانان لاستيعاب الإنتاجية الضخمة المتوقعة من المصنعين، وذلك فى إطار جهود الدولة المصرية لتكوين احتياطى استراتيجى من الأكسجين الطبى، وتوفير الاحتياجات بصفة دائمة للمستشفيات على مستوى الجمهورية، وذلك حسبما صرَّح مسئولو الشركة التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة.

ويوضح مسئولو الشركة لـ«الوطن» أن المشروع الجديد أصبح جاهزاً للافتتاح قريباً، وهو مشروع سيضاعف الطاقات الإنتاجية للشركة من الأكسجين الطبى بقرابة من مرتين ونصف؛ حيث تنتج الشركة 100 طن من الأكسجين الطبى يومياً قبل افتتاح المصنعين الجديدين، ومن المُقرر أن ترتفع الإنتاجية حتى 340 طناً فى اليوم.

ويؤكد المسئولون أن الشركة ستغطى قرابة 40% من حجم السوق المحلية بالأكسجين، ليتم تغطية 285 مستشفى فى مصر، بدلاً من 130 مستشفى حالياً، مشدّداً على وجود توجيهات من القيادة السياسية للبلاد، بعدم السماح بوجود أى أزمة فى ملف توافر الأكسجين الطبى، وتكوين احتياطيات استراتيجية منه.

ويلفتون إلى افتتاح «شركة النصر» محطة طاقة ثلاثية داخل الشركة، مما وفر قرابة 25% من المحروقات المستخدَمة فى توليد الطاقة.

وتتكون شركة النصر للكيماويات الوسيطة من 39 مصنعاً، لإنتاج الكيماويات والأسمدة، ومنها مجالات الغازات الطبية، والصناعية، والكلور، والشبة.

ويُعتبر «مجمع أبورواش» المقر الرئيسى لـ«شركة النصر»، إذ يضم 21 مصنعاً، بعد المصنعين الجديدين، منها مصانع الغازات الطبية والصناعية اللازمة للمستشفيات والمراكز الطبية، والمصانع المختلفة.

ويوضح مسئولو الشركة أن الشركة وصّلت بالفعل الأكسجين الغازى والسائل، والغازات الطبية إلى قرابة 135 مستشفى ومركزاً طبياً متخصّصاً، مع توصيل احتياجاتها من الأكسجين وتلك الغازات لها بصورة مستمرة، مع تسخير أحدث التكنولوجيات العالمية لتوصيل الهواء إلى غرف المرضى، والعناية المركّزة، وغرف العمليات، ومن بينها مستشفيات معهد ناصر، ومستشفى الحسين الجامعى، وغيرها، كما لعبت «الشركة» دوراً مهماً فى إنشاء شبكات الغازات الطبية لبعض المستشفيات العسكرية.

ويشيرون إلى إمداد «الشركة» شركات ومصانع الهيئة القومية للإنتاج الحربى، وشركات ومصانع الهيئة العربية للتصنيع، إضافة إلى شركات قطاع البترول، والشركات الصناعية الكبرى باحتياجاتها من الغازات المختلفة، كما تمد الشركة، هيئة الإسعاف المصرية بقرابة 30 ألف أسطوانة أكسجين طبى سنوياً.

ويوضحون أن «الشركة» تمتلك مصنعاً لإنتاج المُطهرات والمُعقمات، بناءً على توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، بدعم الجهود الطبية فى الوقاية أثناء جائحة فيروس كورونا المستجد، مع إمداد الجهات المختلفة بالدولة بكمامات مُسطحة، والكمامات عالية الترشيح طراز N95 بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 ألف كمامة يومياً.

كما عملت شركة النصر على إنشاء مصنع إنتاج «فوق أكسيد الهيدروجين» فى عام 2019 بطاقة (23) ألف طن سنوياً، والذى يُستخدم فى صناعة المنسوجات والورق وفى الكثير من الصناعات الدوائية والصناعات الغذائية ولصالح قطاع البترول.

ويوضح مسئولو الشركة أنها تضم قرابة 5 آلاف عامل ومهندس، وتوفر مئات الآلاف من فرص العمل، كما نجحت الشركة فى منع أى انبعاثات ضارة من مصانعها، بما يتوافق مع الاشتراطات البيئية وفق المعايير العالمية، عبر استخدام أبراج امتصاص وفلاتر لمنع الانبعاثات الغازية والصلبة.

وأشاروا إلى استخدام محطات متقدّمة لمعالجة الصرف الصناعى لتوفير مياه نظيفة يمكن استغلالها فى الصناعة ورى المساحات الخضراء فى المجمعات الصناعية بالشركة بفروعها الثلاثة.