بدأت خطابات وتصريحات السياسيين المغاربة تتغير شيئا فشيئا اتجاه باقي سياسيي وصناع القرار من مختلف مناطق العالم، خصوصا بعد خطاب الملك محمد السادس والذي اعتبر أن المغرب ينظر للعالم بنظارة الصحراء المغربية والتي تعتبر هي المعيار الذي تقيس به المملكة قوة ونوعية علاقاتها مع باقي البلدان الأخرى.
في الإطار ذاته، خلقت مشاركة المنتخب الوطني المغربي خلال هائيات كأس العالم بقطر 2022، نوعا من الاعتزاز والفخر بما تقدمه المملكة في شتى المجالات، وهو ما جعل أحد السياسيين بالمغرب يصرخ في وجه وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين.
حيث قال فتح الله ولعلو وزير المالية السابق ما بين 1998 و2007، في مداخلة أمام مستشار الملك محمد السادس، أندري أزولاي، ووزير الخارجية الفرنسي السابق، هوبير فيدرين، “انطلاقا مما أشار إلى أزولاي، يجب التأكيد على أن المغرب كما هو بتنوعه الكبير وتاريخه وكذا نظامه، فإن المغرب ليس لديه أي عقدة”.
وأضاف خلال مشاركته في النسخة 11 من المؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية” بمراكش، أن المغرب ومنذ استقلاله مد يده إلى فرنسا وإسبانيا، مضيفا أنه “لا يجب أن ننسى أن حتى إسبانيا التي احتلت شمال المغرب، وأيضا صحرائه مددنا يدنا إليها بدون عقد ونسينا كل التمزقات، ولدين كل القدرة لنسيانها أيضا”.
وأكد أن العلم يتغير ويعرف العولمة أيضا، كما قمنا بمد اليد للولايات المتحدة الأمريكية والصين، ولكن لم ينسى المغرب الجغرافيا ولا التاريخ”.
كما أضاف ولعلو “فيما يتعلق بفرنسا، فقد حافظ المغرب على علاقته بها، كما حافظ على علاقته أيضا مع إسبانيا”، مضيفا أن المملكة المغربية أصحبت الرابط الأساسي بين أوروبا وأفريقيا”.
وأشار إلى أن الجرافيا جد مهمة، قائلا “لنا الحق أيضا في الحوار والتواصل مع باقي دول العالم كما تفعل فرنسا وأوروبا وإسبانيا”.
وأكد أن المهم هو أن تعرف كيف تدير علاقاتك مع الأخذ بعين الاعتبار عامل القرب والعولمة”.
وفيما يتعلق بمباراة منتخبي المغرب وفرنسا، قال ولعلو، “نحن سعداء بهذا اللقاء، حيث خرج الملك محمد السادس للشارع للاحتفال بالشارع وهو يرتدي القميص الوطني، كما فعل كل المغاربة، وذلك جد مذهل”، مضيفا أن كل من حققناه من هذا هو أن “لدينا الحق في انتزاع الاحترام من الآخرين، حيث يجب أن يعلموا أن لدينا الحق أن نكون مثلهم”.
وأشار المتحدث نفسه، إلى أن المغرب مستعد ليحترم العالم أجمع ويمد يده له، “ولكن بشرط أن يحترمنا الجميع”، وقال “نطلب الاحترام وهذا هو الذي تدركه فرنسا وإسبانيا جيدا من خلال تاريخ وجغرافيا المنطقة”، مضيفا أنه ‘لذلك تقع عليهم مسؤولية احترام المغرب”.
