في وقت ازدادت فيه إصدارات الكتب غير الخيالية، نجحت في الاستحواذ على انتباه مُحكمي أبرز الجوائز، ما بين التاريخ والسياسة والنقد الأدبي والرحلة الاستقصائية، اهتم عدد من هذه الأعمال عبر استقصاء أحد جوانب قضيّة ملحة أو إعادة النظر في التاريخ الذي قد يكون أثره في الراهن حاضرًا بشكل ملموس أو غير جلي.  

كتب تاريخية تُوجت بجوائز 

تعد جائزة "ولفسون" من أهم الجوائز المخصصة لكتب التاريخ في المملكة المتحدة، والتي تضع سهولة قراءة الكتاب مع أهميته وجديته أولوية في اختيار الأعمال الفائزة. 

ووقع اختيار حكام الجائزة هذا العام على كتاب “أرض الشيطان: ”إنجلترا تحت الحصار  1588- 1688" من تأليف مؤرخة كامبريدج كلير جاكسون.

تقدم جاكسون حقبة شهدت على إخفاق إنجلترا، فهي الحقبة الأكثر اضطرابًا في التاريخ الإنجليزي، عانت خلالها من التطرف الديني، والانهيار الملكي، والحرب الأهلية ويفحص الكتاب تعقيد التداخلات الجيوسياسية وأثرها آنذاك. 

الجائزة الثانية في التاريخ؛ جائزة "كونديل"، التي تسلط الضوء على كتب دولية مثيرة للاهتمام، كانت من نصيب مؤرخة هارفارد تيا مايلز عن كتابها "كل ما حملته- رحلة آشيلز"، وفيه تُلقي الكاتبة الضوء على معاناة ثلاثة أجيال من النساء ذوات البشرة السمراء من التمييز العنصري منذ تشريع "قوانين جيم كرو". 

أما في الولايات المتحدة، فذهبت جائزة "بوليتزر" للتاريخ إلى كتابين. الأول: " كوبا: تاريخ أمريكي" من تأليف أدا فيرير، ويغطي 500 عام من التاريخ تبدأ قبل وصول كريستوفر كولومبوس وحتى وفاة فيدل كاسترو في عام 2016. يبدأ الكتاب بمغادرة الكاتبة نفسها من كوبا إلى نيويورك عندما كانت طفلة.  

أما الكتاب الثاني فهو "الظلام: قصة قتل وعدالة السكان الأصليين بأمريكا المبكرة "لنيكول يوستاس وفيه تركز الكاتبة على عام واحد هو 1722، والذي شهد الصدام الأول بين السكان الأصليين لأمريكا والمستعمرين الإنجليز.

الكتب السياسية

“في المرة الرابعة، غرقنا" عنوان كتاب للصحفية الأيرلندية سالي هايدن، التي حصلت على جائزة "أورويل للكتابة السياسية"، وكذلك "جائزة الأكاديمية البريطانية للكتاب". 

يتناول الكتاب الفظائع التي تحدث في طريق الهجرة من شمال إفريقيا إلى أوروبا، والأداء المتهافت لكل من الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية في حماية الأشخاص المعرضين للخطر، تشير الكاتبة إلى أن الوضع المأساوي في الصحراء الكبرى والبحر الأبيض المتوسط ​​مرعب، ورغم عدم وجود حل سهل، فإن هذا الوضع يعبر عن فشل كبير يشهده العصر الحالي. 

كتب عامة 

نالت الكاتبة البريطانية كاثرين رونديل، مؤلفة الأطفال والمتخصصة في أدب عصر النهضة، جائزة "بيلي جيفورد"، المعروفة باسم جائزة صموئيل جونسون حتى عام 2015، عن كتابها "منتهى اللا حدود: تحولات جون دون". 

تكشف الكاتبة في عملها عن جوانب من حياة الشاعر البارز؛ عمله واعظًا مشهورًا ومغامرًا في عرض البحار وباحثًا في القانون ونائبًا وبرلمانيًا وعميدًا لكاتدرائية بولس، فضلًا عن صفحات من طبيعة عصره الإليزابيثي وانطباعاتها حول أشعاره وشغفها بها.

ومن بين الكتب الحائزة على جوائز أخرى في فئة الكتب الواقعية العامة، كتاب "جنوبًا إلى أمريكا: رحلة تحت ماسون ديكسون لفهم روح أمة" لإيماني بيري، أستاذ الدراسات الأمريكية الإفريقية في جامعة برينستون، يقدم الكتاب تأملات حول رحلة إلى جنوب الولايات المتحدة ، بدءًا من بلدة هاربرز فيري ذات الأهمية التاريخية.

وحاز كتاب "الطفلة الخفية: الفقر والبقاء والأمل في مدينة أميركية"، للصحفية أندريا إليوت، على جائزة بوليتزر. 

ويتتبع الكتاب حياة فتاة مشردة في مدينة نيويورك على مدار سنوات عديدة ومعاناتها من العنصرية والإدمان والجوع؛ فرغم ثروة نيويورك الهائلة، هناك 22000 طفل بلا مأوى.

كُتب في العلوم

"جائزة الجعمية الملكية للكتاب العلمي" من أبرز الجوائز الممنوحة للكتب العلمية، وتأسست في وقت مبكر في إنجلترا لتعزيز التميز في العلوم لصالح البشرية. 

ووقع اختيارها هذا العام على كتاب بعنوان "تاريخ قصير جدًا، للحياة على الأرض"، وهو كتاب يغطي 4.6 مليار سنة في 12 فصلاً قصيرًا نسبيًا، للكاتب هنري جي، المحرر في مجلة "ناتشر".