اتهمت روسيا الاثنين أوكرانيا بشن هجمات على أراضيها خصوصاً بواسطة طائرة مسيّرة استهدفت قاعدة جوية في الأراضي الروسية على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة، في ثاني عملية من نوعها هذا الشهر.

من جانبه، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) الاثنين أنه "قتل مجموعة مخرّبين" حاولوا العبور من أوكرانيا إلى منطقة بريانسك الحدودية الروسية.

ولم تعلّق السلطات الأوكرانية كالعادة على هاتين الحادثتين.

وحسب وكالات الأنباء الروسية، أُسقطت طائرة أوكرانية دون طيار عندما كانت تقترب من قاعدة "إنغلز" في منطقة ساراتوف ليلاً، على بعد نحو 600 كيلومتر من أوكرانيا.

ونقلت وكالة "تاس" عن وزارة الدفاع أنه "نتيجة سقوط حطام الطائرة قُتل ثلاثة فنيين روس كانوا على أرض المطار".

وأكّد الحاكم الإقليمي رومان بوسارغين على حسابه على تليغرام مقتل ثلاثة جنود.

وفي السادس من ديسمبر/كانون الأول استهدفت طائرات أوكرانية دون طيار قاعدة إنغلز التي تضم قاذفات استراتيجية روسية وفقاً لموسكو، مما يدل على قدرة بعض الطائرات الأوكرانية على خداع الدفاعات الروسية المضادة للطائرات.

كما أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) الاثنين أنه قتل مجموعة "مخرّبين" من أوكرانيا حاولوا العبور إلى منطقة حدودية روسية.

وقال الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي في بيان أوردته وكالات أنباء روسية "نتيجة اشتباك وقع في 25 ديسمبر 2022، قُتل أربعة مخرّبين حاولوا دخول أراضي منطقة بريانسك من أوكرانيا".

وأضاف أن أسلحة أجنبية و"متفجرات" كانت بحوزتهم.

وأظهر تسجيل مصوّر بثته وكالة أنباء ريا-نوفوستي ونسب إلى "FSB" جثثاً ملقاة على الأرض لأشخاص بملابس شتوية مموهة ويحملون أسلحة نارية.

استبعاد موسكو من الامم المتحدة


وفي سياق آخر، دعت أوكرانيا الاثنين إلى استبعاد روسيا من الأمم المتحدة بعد أكثر من عشرة أشهر على بدء هجوم القوات الروسية، وهو مطلب لا فرص له بالنجاح إذ تتمتع موسكو بحق النقض في مجلس الأمن الدولي.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان إن "أوكرانيا تدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (...) إلى حرمان روسيا الاتحادية وضعها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي واستبعادها كليّاً من الأمم المتحدة".

وأشارت الخارجية الأوكرانية إلى أن روسيا "تحتل بشكل غير قانوني مقعد الاتحاد السوفييتي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" منذ عام 1991 وتفككه إلى 15 دولة جديدة.

وأعربت كييف في بيانها عن أسفها لأن "هذه العقود الثلاثة من الوجود غير القانوني في الأمم المتحدة تميزت بالحروب والاستيلاء على أراض من دول أخرى، وتغيير قسري للحدود المعترف بها دولياً ومحاولات لتلبية طموحاتها الإمبريالية الجديدة".

وفي تغريدة، أعتبر وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا أن "وجود روسيا في مجلس الأمن وفي مجمل الأمم المتحدة غير شرعي".

وأعلنت أوكرانيا الاثنين أنها ستبدأ "عملية معقدة" في الأمم المتحدة إذ تتمتع روسيا بحق النقض في مجلس الأمن يمكنها من منع أي قرار صادر عن دولة عضو أخرى فيه.

زيلينسكي يطلب مساعدة الهند

وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين إنه طلب مساعدة الهند في تنفيذ "صيغة سلام"، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وتأتي المحادثة في وقت تسعى فيه الهند لتعزيز العلاقات التجارية مع موسكو فيما تفرض دول الغرب إجراءات جديدة لتقييد تمويل روسيا للحرب.

وكتب زيلينسكي على تويتر "أجريت مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي وتمنيت له رئاسة ناجحة لمجموعة العشرين".

وأضاف "جاء إعلاني صيغة السلام من تلك المنصة والآن أعول على مشاركة الهند في تنفيذها".

وطلب زيلينسكي من دول مجموعة العشرين الشهر الماضي تبني صيغة السلام الأوكرانية المؤلفة من عشر نقاط وإنهاء الحرب. وستتولى الهند الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين لمدة عام.

وقالت الحكومة الهندية في بيان في وقت متأخر الاثنين إن الزعيمَين بحثا فرص تعزيز التعاون الثنائي.

وأضافت "شرح رئيس الوزراء الأولويات الرئيسية خلال رئاسة الهند لمجموعة العشرين، بما يشمل منح صوت لمخاوف الدول النامية حول مشكلات مثل الأمن الغذائي وأمن الطاقة".

وجاءت الهند، التي لم تندد علناً بحرب روسيا على أوكرانيا، في المركز الثاني بعد الصين أكبر المشترين للنفط الروسي هذا الشهر، إذ اشترت براميل خام الأورال بما هو أقل من سقف سعري فرضه الغرب عند 60 دولاراً للبرميل.

وقال وزير الخارجية الهندي إن بلاده بصفتها ثالث أكبر مستهلك للنفط والغاز في العالم ولا ترتفع فيها مستويات الدخل ، فإن عليها الاعتناء بمصالحها ووصف روسيا بأنها "شريك ثابت وأثبت كفاءته بمرور الزمن".

وقال وزير الخارجية إن الهند أرسلت أيضاً إلى روسيا قائمة بمنتجات هندية لطرحها في الأسواق الروسية في إطار سعيها لموازنة التجارة الثنائية التي مالت كفتها الآن صوب روسيا.

TRT عربي - وكالات