سد بوحمدان الكبير يقترب من الجفاف التام بقالمة: بحيــــرة و منابـــــع لتزويــد حمـــام دبــــاغ بالميـــاه


بدأ قطاع الموارد المائية بقالمة، في وضع الخطط البديلة تحسبا لجفاف سد بوحمدان الكبير، بعد شهرين على الأكثر، إذا استمرت موجة القحط التي تعرفها المنطقة منذ فترة طويلة، حيث لم يبق فيه إلا 12 مليون متر مكعب من المياه، ما يمثل 6 بالمائة فقط من حجمه المقدر بنحو 185 مليون متر مكعب من المياه الموجهة للشرب و سقي المحاصيل الزراعية.
و من بين الخطط المحتملة لمواجهة أزمة العطش القادمة تلك الخاصة بمدينة حمام دباغ التي تبدو الأكثر حظا مقارنة ببلديات أخرى، لتوفرها على احتياطات مائية هائلة بينها العذبة و الساخنة التي تنبعث من أعماق الأرض بقوة و دون انقطاع منذ عقود طويلة دون أن تتأثر بموجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة في السنوات الأخيرة.   و قال مصدر من مديرية الموارد المائية للنصر يوم الاثنين بأن البحيرة الجوفية بئر بن عصمان أصبحت ضمن المخطط الاستعجالي، لتزويد مدينة حمام دباغ و القرى المجاورة لها بمياه الشرب، عندما يتوقف الضخ من سد بوحمدان شهر مارس القادم إذا لم تسقط أمطارا و ثلوجا ترفع منسوبه.  و حسب نفس المصدر فإنه لا يعرف لحد الآن الحجم الحقيقي للبحيرة الجوفية، و هل هي مجرد بحيرة راكدة أم أنها تتغذى من منابع جوفية لا تنضب، مضيفا بأن كل ما يعرفه المهندسون أن مياهها غير صالحة للشرب لكنها قابلة للمعالجة.  و عندما يصبح المخطط الاستعجالي ضرورة ملحة ستخضع بحيرة بئر بن عصمان إلى تجارب ضخ تستمر نحو 72 ساعة دون انقطاع لمعرفة منسوبها الحقيقي و هل هو قابل للتعبئة من مصادر جوفية غير معروفة، أم أن البحيرة الجوفية مجرد مستنقع مائي راكد تحت الأرض سيتعرض للتراجع دون أن يتجدد عندما تبدأ عمليات الضخ.  و قد جرت عدة محاولات في السنوات الأخيرة لاستكشاف هذه المعلم الطبيعي المدفون تحت الأرض، لكن كل المحاولات باءت بالفشل بما فيها محاولة الغطاس العالمي الشهير، باسكال بيرنابي في 5 ديسمبر 2011 عندما حاول مع غطاسين آخرين من الجزائر و تونس الوصول إلى حدود البحيرة و رسم خارطة افتراضية لها لكنه لم يتمكن من ذلك.   و تعد المنابع الحارة أيضا من بين الخيارات الممكنة لتزويد سكان المدينة بمياه الشرب، حيث تعمل مديرية الموارد المائية و الجزائرية للمياه على إنهاء الاستعدادات للازمة لتحويل الضخ من الحمامات و المحطات المعدنية إلى الخزانات الرئيسية و من ثم إلى السكان القلقين من تراجع السد الكبير، كما هو حال سكان العديد من المدن و القرى التي تشرب من سد بوحمدان الذي لم يتعرض لجفاف حاد كالذي يعيشه اليوم منذ بنائه قبل 30 عاما.  و وضعت مديرية الموارد المائية بقالمة خططا أخرى بديلة لتوفير المياه لبلديتي مجاز عمار و الركنية من خلال تهيئة و استغلال الآبار الجوفية و المنابع الطبيعية، لكن التحدي الأكبر سيكون بمدينة قالمة التي يعتمد سكانها على مياه سد بوحمدان.      
فريد.غ

تاريخ الخبر: 2022-12-27 00:24:40
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية