القتال يحتدم في شرق أوكرانيا.. روسيا تحذر وتستهدف مناطق جديدة


وجنوبها اليوم الثلاثاء، بعد يوم من تصريح سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي بأن على كييف أن تقبل مطالب موسكو بإنهاء الحرب وإلا ستتجرع مرارة الهزيمة في ساحة المعركة.

وتشمل تلك المطالب اعتراف أوكرانيا باستيلاء روسيا على خُمس أراضيها، وتعهدت كييف، التي تتلقى السلاح والدعم من الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء بحلف شمال الأطلسي، باستعادة جميع أراضيها المحتلة وطرد جميع الجنود الروس.

أخبار متعلقة
بوتين يطلب زيادة إنتاج الأسلحة لحرب أوكرانيا
«واشنطن بوست»: روسيا قد تهاجم أوكرانيا من بيلاروسيا
«بوليتيكو»: روسيا تستعد لخوض حرب طويلة في أوكرانيا

وقالت في آخر تحديث لها حول الوضع في أوكرانيا إن القتال كان محتدما بشكل خاص حول مدينة بخموت الاستراتيجية الشرقية في إقليم دونيتسك، وسفاتوفو الواقعة إلى الشمال بمنطقة لوجانسك.

وتقول روسيا إن منطقتي دونيتسك ولوجانسك اللتين تكونان منطقة دونباس الصناعية، بالإضافة إلى منطقتين في جنوب أوكرانيا، أراض تابعة لها.

تناثر الحطام في الشوارع

أعلنت الوزارة في تغريدة عبر تويتر "تواصل بدء الهجمات على نطاق صغير في هذه المناطق (بخموت وسفاتوفو)...".

وشاهد صحفيون اندلاع النيران في مبنى سكني ضخم في بخموت، بينما تناثر الحطام في الشوارع وتحطمت نوافذ أغلب المباني.

ونقلت وكالة "تاس" الرسمية للأنباء عن لافروف قوله في وقت متأخر أمس الاثنين "يعلم العدو جيدا مقترحاتنا لنزع السلاح والقضاء على النازية في الأراضي التي يسيطر عليها النظام وإزالة التهديدات النابعة من هناك لأمن روسيا، بما في ذلك أراضينا الجديدة".

ومضى يقول "الأمر بسيط: نفذوه من أجل مصلحتكم وإلا فإن الجيش الروسي سيحسم الأمر"، مكررا وجهة نظر موسكو في أن أوكرانيا هي أداة الغرب العازم على "إضعاف" روسيا "أو حتى تدميرها".

عقوبات واسعة على روسيا

رفضت كييف وحلفاؤها الغربيون هذا الموقف، وقالوا إن "الغزو الروسي ما هو إلا استيلاء استعماري على الأراضي في أوكرانيا".

وفرض الغرب عقوبات واسعة النطاق على روسيا لسيطرتها على الأراضي الأوكرانية، بما يشمل فرض مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا سقف أسعار للنفط الروسي عند 60 دولارا للبرميل بدأ سريانه في الخامس من الشهر الجاري، للحد من قدرة روسيا على تمويل الحرب.

وقال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف اليوم الثلاثاء، إن عجز الميزانية الروسية ربما يزيد على 2% من الناتج القومي في 2023، إذ يضغط سقف أسعار النفط على الدخل من الصادرات، وهذا أوضح اعتراف روسي حتى الآن بأن سقف الأسعار ربما يؤثر على الموارد المالية.

انفجارات متواصلة في بخموت

بعد أن مُنيت روسيا بسلسلة من الهزائم في "العملية العسكرية الخاصة"، تسعى الآن إلى الانتصار في ساحة المعركة من خلال الاستيلاء على "بخموت"، وهي مدينة صناعية بلغ تعدادها السكاني قبل الحرب 70 ألف نسمة، وهو تعداد تقلص الآن إلى نحو عشرة آلاف نسمة أغلبهم من كبار السن.

ومن شأن السيطرة على المدينة منح روسيا نقطة انطلاق للتقدم نحو مدينتين أكبر من بخموت، هما كراماتورسك وسلوفيانسك.

وقال أولكسندر "85 عاما": "تعرضت بنايتنا للدمار، كان هناك متجر في المبنى، ولم يعد موجودا الآن"، مضيفا أنه الساكن الوحيد المتبقي هناك.

وبالقرب من بخموت، قالت بيلاهيا "73 عاما" إنها اعتادت منذ وقت طويل على "الانفجارات المتواصلة".

هجمات روسية بمنطقة لوجانسك

قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم الثلاثاء، إن قواتها صدت خلال الساعات الـ24 الماضية استهدفت تجمعيّن سكنيين بمنطقة لوجانسك و6 تجمعات أخرى بمنطقة دونيتسك.

وأضافت أن القصف الروسي استمر في مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وتجمعات سكنية في منطقة خاركيف في شمال شرقي البلاد بالقرب من الحدود الروسية.

وقال المحلل العسكري المقيم في كييف أوليه جدانوف إن قتالا عنيفا يدور حول المناطق المرتفعة بالقرب من كريمينا في منطقة لوجانسك وكذلك في محيط باخموت وأفدييفكا في دونيتسك.

وتابع جدانوف في رسالة مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي "دائرة النار في منطقة دونيتسك مستمرة في الاشتعال".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تسببت في انقطاع الكهرباء عن تسعة ملايين أوكراني، وهو ما يمثل نحو ربع سكان أوكرانيا.

جنود أوكرانيون يطلقون المدفعية الثقيلة من مدفع 2S7 بيون على خط القتال مع روسيا- رويترز

ثغرات الدفاعات الجوية الروسي

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد خطط لعملية سريعة لإخضاع أوكرانيا عندما أمر بالحرب في 24 فبراير الماضي، لكن روسيا عانت من العديد من الانتكاسات المحرجة في ساحة المعركة مؤخرًا.

وفي أحدث هجوم بهدف كشف الثغرات في الدفاعات الجوية الروسي، اخترقت طائرة مسيرة يُعتقد أنها أوكرانية المجال الجوي الروسي أمس الاثنين متوغلة بداخله لمئات الكيلومترات، مما تسبب في انفجار أسقط عددا من القتلى في إحدى القواعد الرئيسية التي تطلق منها روسيا قاذفات قنابل على أوكرانيا.

وقالت موسكو إنها أسقطت الطائرة المسيرة في قاعدة إنجلز الجوية حيث قتل 3 عسكريين.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن أيا من طائراتها لم يتضرر جراء هذا الهجوم، لكن حسابات روسية وأوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي قالت إن الهجوم أسفر عن تدمير عدة طائرات.

ولم تعقب أوكرانيا على الحادث إذ اعتادت عدم التعليق على الحوادث التي تقع داخل روسيا، لكن متحدثا باسم سلاح الجو الأوكراني قال اليوم الثلاثاء إن روسيا نقلت العديد من الطائرات من إنجلز إلى قواعد جوية أخرى بعد الهجوم وإن نشاط طيران العدو "انخفض بشكل كبير" خلال الليل.

تاريخ الخبر: 2022-12-27 21:25:21
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية