الطلب على النفط يقطع خطوة نحو التعافي .. اتجاه صعودي للأسعار مع العاصفة الأمريكية | صحيفة الاقتصادية


هيمنت التقلبات على سوق النفط الخام بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قرار حظر بيع إمدادات النفط الخام بدءا من شباط (فبراير) المقبل، للدول التي تشارك في اتفاق السقف السعري الذي أطلقته مجموعة السبع ودول الاتحاد الأوروبي البالغ 60 دولارا للبرميل.
وكانت أسعار النفط الخام سجلت مكاسب قوية في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، "إن إنتاج النفط في بلاده قد ينخفض ما بين 500 ألف و700 ألف برميل يوميا نتيجة للعقوبات الغربية على النفط الخام والمنتجات النفطية.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون، "إن وضع السوق النفطية يتسم بالغموض بعد توقيع القرار الروسي، ما يدعم استمرار تقلبات أسعار النفط الخام ويزيد من حالة الضبابية أمام التجار حتى موعد تطبيق القرار عمليا في فبراير المقبل".
وذكر المحللون، أنه من غير الواضح إذا ما كانت روسيا ستخفض الإمدادات النفطية حقا، ذلك بالنظر إلى أن إنتاج خام الأورال الروسي يتداول حاليا بالفعل عند مستوى سعري أقل بكثير من الحد الأقصى وهو سعر 60 دولارا للبرميل.
وأوضح المحللون، أن تحالف "أوبك +" يواصل مراقبة تطورات السوق النفطية ووضع الإمدادات النفطية من كل من روسيا وأمريكا، ومستجدات الطلب في الصين، ويستعد لعقد أول اجتماع وزاري في فبراير 2023 المقبل، وهو اجتماع لجنة المراقبة لتحالف "أوبك +"، التي ستستعرض متغيرات السوق، ومدى ملاءمة خفض الإنتاج المطبق حاليا ومنذ نوفمبر الماضي، وقدره مليونا برميل يوميا، بهدف التعامل مع مخاوف الركود العالمي في ضوء الرفع المتكرر لأسعار الفائدة الأمريكية، وفى عديد من دول العالم أيضا.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة "إن تصاعد المواجهات الروسية - الغربية له تداعيات واسعة على استقرار أسواق الطاقة المثقلة بالفعل بصعوبات الركود والتضخم، مشيرا إلى أن القرار الروسي نص صراحة على حظر بيع النفط الخام إذا كانت العقود الخاصة بهذه الإمدادات تنص بشكل مباشر أو غير مباشر على استخدام آلية تحديد الأسعار.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي بات فيه مرجحا تقليص الإنتاج الروسي نجد أن الطلب يقطع خطوة جيدة وسريعة نحو التعافي، حيث خففت الصين قواعد الحجر الصحي للوافدين من الخارج، ما عزز الآمال في إعادة فتح حدود البلاد وهو ما قد يترجم إلى مكاسب قوية للنفط.
من جانبه، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا "إن أزمة الطقس الجليدي في الولايات المتحدة كان لها تأثير واسع في السوق، بعد انخفاض عمليات تشغيل مصافي ساحل الخليج الأمريكية، ما أثر فيما يقرب من ثلاثة ملايين برميل يوميا من طاقة التكرير الأمريكية".
ولفت إلى أنه يمكن تلخيص وضع السوق النفطية في الفترة الحالية، في أن المشاعر الصعودية تعود تدريجيا مرة أخرى إلى أسواق النفط مع استمرار الصين في الانفتاح بعد أزمة جائحة كوفيد - 19 ووضوح عزم روسيا خفض إنتاجها من النفط الخام في العام المقبل، إضافة إلى استمرار أثار وتداعيات العاصفة الشتوية التي تجتاح أمريكا الشمالية.
من ناحيته، يقول أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة "إن أزمة الطقس الجليدي في الولايات المتحدة نالت كثيرا من الطاقة الإنتاجية، خاصة في المصافي، ما تسبب في ارتفاع أسعار الوقود والخام الأمريكي على نحو كبير"، لافتا إلى أنه تم الشعور بتأثير الطقس الجليدي بشكل ملحوظ في ولاية نورث داكوتا، حيث لا تزال نحو 350 ألف برميل يوميا معطلة، أي ما يقرب من ثلث مستويات الإنتاج ما قبل العاصفة الجليدية.
ونوه بتفاؤل السوق مع عمل الصين تدريجيا على تخفيف قيودها المتعلقة بفيروس كورونا، حيث أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الدولة الآسيوية أنها ستنهي متطلبات الحجر الصحي في يناير المقبل، ما يوفر دفعة أخرى للطلب على النفط في جميع أنحاء البلاد.
بدورها، تقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية "إن أسعار النفط الخام في طريقها إلى تسجيل مكاسب أوسع في بداية العام الجديد، وربما على مدار الربع الأول، في ضوء إعلان روسيا أنها ستخفض إنتاجها من النفط بنسبة 5 - 7 في المائة في العام الجديد، وقد تواكب ذلك مع عاصفة شتوية حادة شلت المنشآت النفطية في الولايات المتحدة وعدلت معنويات السوق نحو الاتجاه الصعودي الواسع".
وأشارت إلى أن معظم المصافي في ساحل الخليج الأمريكي، تكافح بقوة للتغلب على أعطال في المعدات بسبب درجات الحرارة المنخفضة، رغم عدم حدوث انقطاع في التيار الكهربائي في الساحل الشرقي، لكن هناك جهودا حثيثة لتجاوز أزمة الطقس بكل تداعياتها الإنتاجية في أسرع وقت ممكن، خاصة مع توقعات عودة قريبة للطقس الدافئ نسبيا.
من ناحية أخرى، تراجعت أسعار النفط أمس، بفعل مخاوف من أن يعرقل ارتفاع عدد حالات كوفيد - 19 في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، التعافي الاقتصادي للدولة الآسيوية مع تخفيفها قيود الجائحة بما يحد من نمو الطلب على النفط.
وبحلول الساعة 0710 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير 68 سنتا أو 0.8 في المائة إلى 83.65 دولار للبرميل، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 46 سنتا أو 0.6 في المائة إلى 79.07 دولار للبرميل.
وفي ظل معنويات التفاؤل التي تسيطر على السوق سجل الخامان أعلى مستوياتهما الأسبوعية في ثلاثة أسابيع الثلاثاء، بعدما قالت الصين "إنها ستكف عن إلزام القادمين إليها بدخول الحجر الصحي بدءا من 8 يناير"، في خطوة رئيسة تجاه تخفيف القيود الصارمة على حدودها.
وقال ليون لي المحلل في "سي.إم.سي ماركتس"، "حتى مع تخفيف الصين قيود كوفيد، من الصعب تعافي الطلب على المدى القصير في ضوء التراجع الحاد للأنشطة الخارجية بسبب الأعداد الكبيرة لحالات العدوى".

تاريخ الخبر: 2022-12-29 00:23:04
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 35%
الأهمية: 47%

آخر الأخبار حول العالم

بيراميدز يتصدر.. جدول ترتيب دورى NILE بعد مباريات اليوم

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:21:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية