حسم تقرير اقتصادي حديث مصير 5 اتجاهات مالية واقتصادية كانت سائدة لسنوات، وأكد أنها انتهت في 2022، على الرغم من اعتباره عام عودة الأنشطة الاقتصادية في العالم للعمل بكامل طاقتها بعد سنتين من الإغلاق والحظر الذي رافق تفشي جائحة كورونا.

وحسب التقرير الذي نشرته مجلة «أيكومنست» المتخصصة في الاقتصاد كان عام 2022 صعبًا على المستثمرين بعد أن عدلت عدد من القطاعات الاستثمارية اتجاهاتها على مدار العام، وكان أبرزها رفع أسعار الفائدة المستمر الذي شكل نهاية النقد منخفض التكلفة للمستثمرين، وانخفاض أسواق الأسهم في العالم، والانهيارات المتتالية للعملات المشفرة خلال 2022، وفقد المتداولون فيها جانبًا كبيرًا من الثقة فيها.

نهاية النقد منخفض التكلفة

أشار التقرير إلى أن الأفراد اعتقدوا بالفعل أن أسعار الفائدة ستبقى قريبة من الصفر دون نهاية، حتى إنه في عام 2021، كانت بيوت التمويل المعروفة تنشر مقالات بعناوين تتحدث عن بقاء الفائدة الصفرية وبقاء أسعار الفائدة منخفضة، حيث إن أسعار الفائدة على الاقتراض آخذة في الانخفاض منذ سنوات عدة، ويبدو أن مزيج الكارثة النقدية العالمية في 2007 - 2009 وجائحة (COVID-19) أثرت بشكل كبير على ذلك، إلا أنه في عام 2022، أدى التضخم المفرط المستمر إلى إذابة جليد الانخفاض المستمر منذ سنوات، وبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أسرع دورة رفع للفائدة منذ الثمانينيات برفع الهدف بالنسبة لسعر الفائدة القياسي بأكثر من 4 نسب إلى 4.25 - 4.5%.

وتبنت البنوك المركزية الأخرى الرفع في أعقاب رفع الفيدرالي الأمريكي، وتعول الأسواق على الرسوم لوقف الصعود في عام 2023، مع ذروة تتراوح بين 4.5% و5% في بريطانيا وأمريكا، و3% داخل منطقة اليورو، لكن فرص انهيارها مرة أخرى إلى لا شيء أو نسب قليلة تعد ضئيلة جدًا.

وتنتهي مسؤولية محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2023 بعد أن ترتفع أسعار الفائدة لأعلى من 5% قبل أن تستقر على المدى البعيد في حدود 2.5% ما يجعل مرحلة النقد منخفض التكلفة قد انتهت.

توقف الصعود المستمر للأسواق

يشير التقرير إلى أن الأسواق الصاعدة لا تموت بسبب العمر القديم، وإنما تقتل من قبل البنوك المركزية، وهكذا كان الحال في عام 2022، فمن أعماق ما بعد الكارثة المالية لعام 2009 إلى الذروة في نهاية عام 2021، ارتفع مؤشر (S&P 500) للأسهم الأمريكية الرئيسة بنسبة 600%.

كانت الانقطاعات في المسيرة الصعودية مثل الانخفاض المفاجئ في بداية الوباء دراماتيكية ولكنها لم تدم طويلا،

لقد أثبت انهيار هذا العام أنه دائم، فانخفض مؤشر (S& P 500) بمقدار 1/ 4 إلى أدنى مستوى له هذا العام، في منتصف أكتوبر، وظل منخفضا بنسبة 20%، وانخفض مؤشر (MSCI) للأسهم العالمية بنسبة 20%، كما أن الأسهم ليست فئة الأصول الوحيدة التي تعرضت للضرب، فقد انخفضت تكاليف الأسهم جزئيًا نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة، مما رفع العوائد على السندات وجعل الانتماءات الأكثر خطورة أقل إغراء من خلال المقارنة، ودفعت الآلية المماثلة تكاليف السندات إلى الانخفاض لمواءمة عوائدها مع الرسوم السائدة، فقد انخفضت المؤشرات حسب البيانات التي جمعتها بلومبرغ للسندات العالمية والأمريكية والأوروبية، وسندات الأسواق الناشئة بنسبة 16%، و12%، و18%، و15% على التوالي.

سواء انخفضت التكاليف الإضافية أم لا، فإن الأسواق الصاعدة بشكل مستمر قد وصلت إلى العمق وانتهت.

تبخر رأس المال

لم يكن رأس المال ببساطة منخفض التكلفة خلال السنوات الأخيرة من الأسواق الصاعدة فقط، بل كان على ما يبدو في جميع الأماكن من العالم، فكانت برامج التيسير الكمي للبنوك المركزية، التي تم وضعها طوال الكارثة النقدية لتحقيق الاستقرار في الأسواق، قد تجاوزت طاقتها طوال فترة الوباء، وضخت البنوك المركزية في أمريكا وبريطانيا واليورو واليابان معا أكثر من 11 تريليون دولار من النقد الذي تم إنشاؤه حديثًا، واستخدمته لتفريغ الممتلكات «الآمنة»، على غرار سندات السلطات، وخفض عائداتها.

دفع هذا المتداولين الذين يبحثون عن عوائد إلى زوايا مضاربة إضافية في السوق، وفي المقابل ازدهرت هذه الممتلكات، في العقد الماضي حتى عام 2007، أصدرت الشركات الأمريكية 100 مليار دولار من الديون ذات العائد المرتفع أو «غير المرغوب فيه» الأكثر خطورة في السنة.

في 2010 بلغ متوسطها 270 مليار دولار، وفي عام 2021 وصلوا إلى 486 مليار دولار، هذا العام انخفض بمقدار ثلاثة أرباع، فقد وضع بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا برامجهما لشراء السندات في الاتجاه المعاكس، ويستعد البنك المركزي الأوروبي للقيام بالمثل، فالسيولة تستنزف، وليس ببساطة قد تصل للنهاية الخطيرة لسوق الديون.

حطمت الخيارات العامة الأولية جميع البيانات في عام 2021، حيث رفعت 655 مليار دولار على مستوى العالم الآن يعتبر الاكتتاب العام الأمريكي الأقل له منذ عام 1990، كما انخفضت قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ أيضا، وإن كان ذلك بشكل أقل دراماتيكية، تحولت وفرة رأس المال إلى نقص في رأس المال.

القيمة تتفوق على الصعود

كان الاتجاه الصعودي وقتًا محبطًا للمتداولين المتجهين نحو «القيمة»، الذين يبحثون عن الأسهم التي قد تكون منخفضة التكلفة بالنسبة لأرباحهم أو ممتلكاتهم الأساسية، إن أسعار الفائدة المنخفضة والمخاطرة التي يغذيها التيسير الكمي تضع هذه الطريقة الحذرة خارج الاتجاه تماما، وبدلا من ذلك اقتحمت أسهم «النمو»، التي تعد بأرباح مستقبلية كبيرة بقيمة مفرطة على النقيض من أرباحها الحالية، فبدءًا من مارس 2009 إلى قمة عام 2021، ارتفع مؤشر (MSCI) لأسهم التقدم العالمي بمقدار 6.4، أي أكبر من ضعف ارتفاع مؤشر القيمة المتساوية.

هذا العام، أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى قلب الطاولة مع رسوم بنسبة 1%، وللحصول على 100 دولار في غضون 10 سنوات، يمكنك إيداع 91 دولارًا في حساب جاري في الوقت الحاضر مع رسوم بنسبة 5%، وذلك يعني أن ستضع 61 دولارًا فقط، حيث يؤدي الانتهاء من النقد منخفض التكلفة إلى تقصير آفاق المتداولين، مما يجبرهم على الرغبة في تحقيق أرباح فورية لهم في المستقبل البعيد عبر أسهم النمو، فالقيمة مرة أخرى تتجه لأسهم النمو.

انهيار العملات المشفرة

يشير التقرير الى أكبر مثال على انهيار العملات المشفرة كان انهيار منصة (FTX) المتخصصة بالعملات المشفرة، والتي كان من ينظر لها على إنها البديل المشفر والوجه المضيء والمحترم للتجارة، الذي يديره سام بانكمان فرايد مؤسس المنصة والذي يبلغ من العمر 30 عامًا، ومع ذلك، في نوفمبر، انهارت الوكالة مع نقص حوالي 8 مليارات دولار من أموال المشترين.

وتطلق السلطات الأمريكية الآن على الأمر اسم «عملية احتيال ضخمة استمرت لسنوات»، وألقي القبض على بانكمان فرايد داخل جزر البهاما، ومن المتوقع أن يتم تسليمه إلى أمريكا، لمواجهة رسوم جنائية، وفي حالة إدانته، قد يقضي ما تبقى من حياته في السجن.

كان سقوط (FTX) بمثابة انفجار أحدث فقاعة للعملات المشفرة، في ذروتها في عام 2021، بلغت القيمة السوقية لجميع العملات المشفرة ما يقرب من 3 تريليون دولار، ارتفاعًا من 800 مليار دولار في البداية من العام، ومنذ ذلك الحين انخفضت مرة أخرى إلى حوالي 800 مليار دولار.

مثل كثير من الأشياء الأخرى، تكمن جذور القضية في فترة التكلفة المنخفضة والنقد الوفير ومع ذهابها فكل شيء يذهب.

اتجاهات اقتصادية ومالية انتهت في عام 2022

1- نهاية النقد منخفض التكلفة

سعر الفائدة في أمريكا= 4.5%

السعودية= 5%

الامارات= 4.4%

الكويت= 3.5%

البحرين= 2.25%

قطر= 5%

عمان= 5%

نمو أسعار الفائدة في 2022

%0.5

%1

%1.5

%2

%2.5

%3

%3.5

%4

%4.5

2- توقف الصعود المستمر للأسواق

ارتفاع الأسواق بين 2009 - 2021

ارتفاع مؤشر (S&P 500) للأسهم الأمريكية الرئيسية بنسبة 600%.

انخفض مؤشر (S& P 500) بمقدار 1 / 4 إلى أدنى مستوى له هذا العام وظل منخفضًا بنسبة 20%.

انخفض مؤشر (MSCI) للأسهم العالمية بنسبة 20%.

انخفاض السندات

العالمية= 16%

الأميركية =12%

الأوروبية =18%

سندات الأسواق الناشئة = 15%

3- تبخر رأس المال

الديوان ذات العائد المرتفع

2007= 100 مليار

2010 = 270 مليار دولار

2021 = 486 مليار دولار

2022= انخفضت ثلاثة رباع قيمتها

4- القيمة تتفوق على الصعود

5- انهيار العملات المشفرة

قيمة العملات المشفرة في بداية 2021= 800 مليار دولار

قيمة العملات المشفرة في نهاية 2021= 3 تريليون مليار دولار

قيمة العملات المشفرة في 2022= 800 مليار دولار