انتحار إيراني في فرنسا احتجاجاً على القمع في بلاده


في رسالة احتجاج على الأوضاع المأساوية في إيران انتحر مواطن إيراني يبلغ من العمر 38 عاماً في مدينة ليون الفرنسية، وهو حدث أجج مشاعر المغتربين الإيرانيين ودفعهم للطلب من الحكومات الغربية بزيادة الضغط على النظام الإيراني لوقف حملات القمع الشديدة والإعدامات والتي ينفذها النظام الإيراني.

وبعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة يمر الإيرانيون في الخارج بمجموعة من المشاعر حيث يأمل النشطاء والمستشارون أن يلهم تصرف محمد مرادي اليائس هذا الأسبوع الآخرين للوصول إلى المساعدة ولزيادة الوعي بما يحدث في إيران.
وانتقد مرادي في مقاطع فيديو بالفارسية والفرنسية قبل وفاته النظام الإيراني ودعا الحكومات الغربية للتضامن ضدها. وفي التسجيل يقول محمد ، "عندما تشاهدون هذا الفيديو فإنني قد أكون ميتا."

ووصل الرجل الكردي الإيراني إلى فرنسا عام 2019 مع زوجته وكان يدرس الدكتوراه في التاريخ. وكان لوفاته هذا الأسبوع صدى قويا.

وقام إيرانيون آخرون في منطقة ليون ، ونشطاء وأصدقاء ، بإحضار الزهور والشموع إلى الموقع الذي توفي فيه فيما كانت الشرطة تحقق فيما يبدو على أنه انتحار واضح.

وعانى العديد من المغتربين الإيرانيين من صعوبات نفسية منذ بدء الاحتجاجات غير المسبوقة، التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في سجن الشرطة الإيرانية في سبتمبر/أيلول. واحتجزت الشرطة أميني بزعم انتهاك قواعد اللباس الصارمة في إيران للنساء.

من جهته، قال هنغامه يحيى زاده المنظم الرئيسي للاحتجاجات التضامنية ضد رجال الدين الإيرانيين في مدينة تولوز الفرنسية، لوكالة أسوشيتد برس: "محمد مرادي هو صورة لنا جميعًا، ما نعيشه اليوم كمغتربين إيرانيين في جميع أنحاء العالم".

ويخبر ملف مرادي الشخصي على Instagram عن شخص مهتم بالأدب والشعر والسياسة. مثل العديد من الإيرانيين في الخارج لجأ إلى إنستغرام لنقل رسائل تنتقد حكم رجال الدين في الجمهورية الإسلامية، ويؤرخ مشاركته في مظاهرات في ليون ويعبر عن استيائه من معاملة المتظاهرين في إيران.

وقال يحيى زاده "في بعض الأيام أستيقظ وأشعر بالخوف، لدي عشرات الأصدقاء في السجون الإيرانية، أخشى معرفة كيف سأواجه الأخبار المحتملة عن إعدام أحد أصدقائي".

ومنذ بدء الاحتجاجات، قُتل ما لا يقل عن 507 متظاهرا واعتقل أكثر من 18500 شخص، وفقًا لنشطاء حقوق الإنسان، وهي جماعة في إيران تراقب الاضطرابات عن كثب.

ولم تنشر السلطات الإيرانية أرقاما عن القتلى أو المعتقلين، كما يواجه عشرات الأشخاص عقوبة الإعدام لمشاركتهم في الاحتجاجات.

وتقول هناء البقالي، أخصائية نفسية ترأس منظمة مقرها فرنسا تعمل مع المهاجرين "إن الأخبار الواردة من الوطن جعلت العديد من الإيرانيين في الشتات يعانون من حالة نفسية سيئة ناتجة عن عدم القدرة على معالجة الأحداث المجهدة".

وقالت البقالي: "عندما تحدث أحداث مهمة في الوطن، فإنها تعيد تنشيط الصدمات السابقة، وتضغط على الأجزاء المدفونة، والتي اعتقد المرء أنه تركها على الجانب الآخر لكنها في الواقع لم تفعل ذلك، حيث يسترجع الناس ما عاشوه في الوطن من خلال ذكريات الماضي ويمكن أن تكون لديهم كوابيس، ومشاكل في النوم، ومشاكل في الذاكرة وأعراض القلق والاكتئاب، وقد يؤذون أنفسهم".

وتأمل الناشطة الكردية الإيرانية البارزة في لندن، هالالة طاهري، أن تؤدي وفاة مرادي إلى تشجيع أولئك الذين يعانون من الضغوط على الالتقاء والمشاركة السياسية. وقالت "آمل أنه في المستقبل، بدلاً من التضحية بالدم وأنفسنا وحياتنا، نقاتل فقط ضد الجمهورية الإسلامية من خلال مساعدة بعضنا البعض والتوحد، وإظهار التضامن، والعمل في مجموعات وفي الشبكات، وزيادة الوعي حول إيران".

وتابعت "البلد بحاجة إلينا أيضًا ، نعلم جميعًا أن هناك الكثير من الألم في بلدنا، ونريد أن نكون جزءًا من هذا المشروع، وهذا هو سبب خروجنا إلى الشوارع".

تاريخ الخبر: 2022-12-30 18:18:17
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 83%
الأهمية: 100%

آخر الأخبار حول العالم

البرج: مشاريع في المياه والتهيئة برأس الوادي

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 03:24:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية