حدد الدكتور أشرف تادرس، الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الظواهر والأحداث الفلكية المتوقعة خلال شهر يناير 2023، والتي تستقبلها أول بقعة على الأرض وهي جزيرة كيريتيماس «الميلاد»، وهي أكبر جزيرة مرجانية في العالم ضمن جزر دولة كيريباتي، ثم يأتي بعدها ساموا وتونجا وأجزاء من نيوزيلاندا ثم أستراليا، وفي العالم العربي سلطنة عمان ثم الإمارات.

وترصد «الوطن» في السطور التالية، الظواهر والأحداث الفلكية في شهر يناير 2023، بحسب ما أعلن عنها الدكتور أشرف تادرس، في تقرير له.

- 2 و3 يناير.. القمر والثريا

يقترن القمر مع الحشد النجمي «Pleiades الثريا»، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولذلك يُطلق عليه «الأخوات السبع».

ويظهر هذا الحشد كعنقود بجوار نجم الدبران في برج الثور، ويقترن القمر مع حشد الثريا عند دخول الليل يوم 2 يناير، ويظلان متجاوران في السماء حتى غروب القمر بعد 3:30 صباحاً تقريباً من فجر يوم 3 يناير.

- 3 و4 يناير.. القمر والمريخ

يقترن القمر مع كوكب المريخ «الكوكب الأحمر» عند دخول الليل مساء يوم 3 يناير، حيث نراهما متجاورين في السماء حتى غروب المريخ بعد 4:20 تقريباً من فجر يوم 4 يناير.

- 3 و4 يناير.. زخة شهب العوائيات

وهي من الزخات الشهابية المتوسطة، ويطلقون عليها الرباعيات نسبة إلى كوكبة «رباعيات موراليس Quadrans Muralis» القديمة التي تم حذفها من قبل الاتحاد الدولي الفلكي عام 1922، وكانت تقع بين كوكبتي العواء والتنين، ويصل عدد الشهب فيها إلى أكثر من 40 شهاب في الساعة بإفتراض ظلمة السماء وصفاء الجو، وهي ناتجة عن مخلفات كويكب قديم يعرف باسم «2003 EH1» تم اكتشافه عام 2003.

وسيحجب القمر الأحدب معظم الشهب الخافتة هذا العام، وعموماً يكون أفضل وقت لرؤية زخات الشهب بعد منتصف الليل بعيداً عن أضواء المدينة، بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء، وتتساقط هذه الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة العواء «Bootes» وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر الشهب في أي مكان أخر بالسماء.

- 6 و7 يناير.. اكتمال القمر

يظهر قرص القمر بدراً كامل الاستدارة يُشرق بعد غروب الشمس مباشرة يوم 6 يناير ويبلغ لمعانه 100% تقريباً، ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب عند شروق الشمس في صباح اليوم التالي 7 يناير.

يذكر أن القمر يبدو لنا بدراً أيضاً قبل ذلك الموعد وبعده بيوم واحد على الأقل، لأن العين المجردة لا تستطيع إدراك النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة في هذين اليومين، ويُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر الذئب حيث كانت الذئاب الجائعة تعوي خارج البيوت، ويُعرف أيضاً باسم القمر القديم وقمر بعد عيد الميلاد «الكريسماس».

ووقت اكتمال القمر هو أفضل وقت في الشهر لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر، من خلال استخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.

- 7 و8 يناير.. القمر وبولوكس

يقترن القمر مع النجم «Pollux» في برج الجوزاء «التوأمان» بعد غروب شمس يوم 7 يناير، حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل وحتى ظهور الشفق الصباحي فجر اليوم التالي 8 يناير.

و«بولوكس» هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف، ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.

- 8 و9 يناير.. القمر وخلية النحل

يقترن القمر مع الحشد النجمي خلية النحل «Beehive» في برج السرطان، وهو حشد نجمي مفتوح يقع على بُعد 580 سنة ضوئية تقريباً، ويبلغ عمره 600 مليون سنة، ووصفه بيطليموس بأنه سحابة مجسمة في كوكبة السرطان، كما رصده جاليليو عام 1609 لأول مرة بالتلسكوب وتمكن من رؤية 40 نجما فقط.

ويمكن مشاهدة هذا الاقتران عند شروق القمر مع خلية النحل في 7:00 مساءاً تقريباً يوم 8 يناير، حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يختفيا في ضوء الشفق الصباحي بعد شروق الشمس يوم 9 يناير، ولصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة في أجواء المدينة، لذا يتطلب الأمر استخدام تلسكوب صغير.

- 18 يناير.. القمر وقلب العقرب

ويقترن القمر مع النجم العملاق «Antares قلب العقرب» وهو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ10 أضعاف، ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض، وهو ألمع نجم في برج العقرب، ويمكن رؤية هذا الاقتران باتجاة الشرق في 4:00 صباحا في ذلك اليوم قبل شروق الشمس، إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي بعد شروق الشمس.

- 21 يناير.. القمر الجديد

يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها في ذلك اليوم، حيث يكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم أو ظله مواجها للأرض، لذلك لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم، وتعتبر هذه الليلة هي أفضل الليالي الليلاء خلال الشهر عموما، والتي يفضلها الفلكيون كثيراً حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.

- 22 يناير.. الزهرة وزحل

يقترن كوكب الزهرة «ألمع كواكب المجموعة الشمسية» مع كوكب زحل «لؤلؤة المجموعة الشمسية» حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة في ذلك اليوم حتى غروبهما في 7:00 مساءا تقريباً، علماً بأنه يمكن رؤية الكوكبين متجاورين باتجاه الغرب في الفترة من 20 إلى 24 يناير، ويكون الزهرة أسفل زحل حتى يوم 22 ثم أعلى زحل بدأ من يوم 23 حيث يبدأن في التباعد في الأيام اللاحقة.

- 23 يناير.. القمر والزهرة وزحل

يقترن هلال القمر مع كوكب الزهرة «ألمع كواكب المجموعة الشمسية» وكوكب زحل «لؤلؤة المجموعة الشمسية» في اقتران ثلاثي بديع، حيث نراهما بالقرب من بعضهم البعض في السماء باتجاة الغرب بعد غروب الشمس مباشرة في ذلك اليوم وحتى غروب الكوكبين أولا في 7:00 مساءا تقريباً.

- 25 و26 يناير.. القمر والمشترى

يقترن القمر مع كوكب المشترى «عملاق المجموعة الشمسية»، حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاة الغرب بعد غروب الشمس مباشرة في هذين اليومين حتى بداية غروبهما في 9:20 مساءا في اليوم الأول، ثم في 9:45 في اليوم الثاني، علما بأن القمر يكون أسفل المشترى يوم 25 يناير، ثم أعلى المشترى يوم 26 يناير.

30 يناير.. استطالة عطارد

يصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة له تبلغ 25 درجة من الشمس في ذلك اليوم، وهو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق الشرقي في السماء قبل شروق الشمس مباشرة إلى أن يختفي في زخم ضوء الشفق الصباحي بعد شروق الشمس.

- 30 و31 يناير.. القمر والثريا والمريخ

يقترن القمر مع الحشد النجمي الثريا للمرة الثانية خلال هذا الشهر من جهة، كما يقترن القمر مع كوكب المريخ للمرة الثانية خلال هذا الشهر من جهة أخرى، فيترائى القمر بين الثريا والمريخ مساء يوم 30 يناير ثم إلى يسار المريخ مساء يوم 31، ويظل هذا المشهد بالسماء إلى أن يبدأ بالغروب في الـ 1:30 بعد منتصف الليل في اليوم الأول، ثم في الـ 2:30 بعد منتصف الليل في اليوم الثاني.

وأكد الدكتور أشرف تادرس، أن جميع الظواهر والأحداث الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، باستثناء الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس، مثل كسوف الشمس أو مرور كوكب عطارد أو الزهرة أمام قرص الشمس، حيث أن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا، أما باقي الظواهر الفلكية فتحدث ليلا أثناء غياب الشمس ومشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها، بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.