احتفلت المملكة المتحدة بقدوم العام الجديد بعروض للألعاب النارية وحفلات الشوارع من دون قيود للمرة الأولى منذ بداية جائحة كوفيد-19.

وعلى الرغم من الطقس الماطر، إلا أن المحتفلين لم يردعهم ذلك ونزلوا إلى الشوارع للترحيب بالعام الجديد 2023.

وتجمع أكثر من 100,000 شخص في لندن لحضور عرض الألعاب النارية الذي تضمن تحية إجلال واستذكار للملكة الراحلة إليزابيث الثانية.

وفي أدنبرة باسكتلندا، اجتذبت حفلة الشارع "هوغماني" المشهورة عالمياً أكثر من 30,000 شخص من مرتادي الحفلات إلى المدينة.

وكانت هذه هي المرة الأولى منذ 2019 التي يتجمع فيها الناس على طول منطقة "إمباكمنت" على ضفاف نهر التيمز لمشاهدة عرض الألعاب النارية في لندن الذي استمر 12 دقيقة، والذي قال عمدة المدينة صادق خان إنه كان الأكبر في أوروبا.

وما أن دقت ساعة بيغ بن لتعلن عن بداية العام الجديد، تزينت سماء لندن بالألوان بعد إطلاق وابل من الألعاب النارية.

وكان العرض الذي بيعت تذاكره بالكامل وانطلق على أنغام الموسيقى قد عرض تسجيلاً صوتياً للملكة الراحلة وكلمات من الممثلة البريطانية جودي دينتش. ثم انتقل العرض إلى تقديم رسالة من الملك تشارلز تحدثت عن ضرورة الحفاظ على مستقبل كوكبنا.

وكان العرض مصمماً لإرسال رسالة "حب ووحدة"، حيث أبرزت الفوز التاريخي لمنتخب "اللبؤات" الإنجليزي لكرة القدم بكأس أوروبا للسيدات في ويمبلي، واحتفى بمرور خمسين عاماً على مسيرة المثليين "لندن برايد" برسالة من بيتر تاتشل من جبهة تحرير المثليين، وأرسل رسالة دعم إلى أوكرانيا.

وتضمنت الموسيقى التي عزفت في العرض أغنيات ناجحة من مغني الراب ستورمزي وكالفن هاريس وريانا واختتمت بأغنية أو نشيد الوداع التقليدي "أولد لانغ ساين".

وكانت الاحتفالات في العام الماضي قد شهدت بث عروض أصغر بطائرات مسيرة بالقرب من المعالم الشهيرة في لندن.

وقال منظموا حفلة الشوارع "هوغماني" في أدنبرة التي بيعت تذاكرها بالكامل إنها عادت إلى "بيتها الشرعي" بعد ثلاث سنوات من الغياب بسبب جائحة كورونا.

ووصفت الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستيرجن الحفلة بأنها "أول احتفالات هوغماني كاملة منذ ثلاث سنوات".

وفي رسالة لها بمناسبة السنة الجديدة نشرت على تويتر، قالت ستيرجن: "عندما نفكر بحفلة هوغماني العام الماضي وبالتأكيد العام الذي سبقه، فإن هذا يذكرنا إلى أي مدى وصلنا من أحلك أيام الوباء".

وقد أضاءت الألعاب النارية السماء فوق قلعة أدنبرة وتصدرت فرقة "ذا بت شوب بويز" الحدث في حديقة "برنسيس ستريت غاردنز".

وقد قُلص عدد التذاكر التي طرحت للبيع لحفلة الشوارع، التي كانت تطرح في السابق 60,000 تذكرة، إلى 30,000 تذكرة فقط.

وفي مدينة كارديف في ويلز، احتفلت العائلات في مدينة الملاهي الشتوية في المدينة، بينما احتفل المواطنون في بلفاست بإيرلندا الشمالية بحضور الحفل السنوي الذي يقام في فندق "يوروبا".

وقد علق الاحتفال بالعام الجديد في مدينة سكاربارا بسبب مشاهدة حيوان حصان البحر القطبي على الشاطئ.

واكتُشف وجود حيوان حصان البحر في ميناء مدينة سكاربارا عشية رأس السنة، وقرر مجلس المدينة إلغاء عروض احتفالاتها بعد تحذيرات من أنها قد تسبب محنة للحيوان.

ونشر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك رسالة مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي بمناسبة العام الجديد، قال فيها إنه واثق أن "أوقاتاً أفضل تنتظرنا" وأراد من الناس أن يكونوا "متفائلين" بدخولهم العام 2023.

وقال: "ربما لم أمض سوى عدة أسابيع في منصبي في هذه المرحلة، لكنني ينتابني حقيقة شعور جيد حيال المستقبل".

وأضاف: "لدي شعور إيجابي حيال التغيير الذي يمكننا تحقيقه لكي نتمكن من تحسين حياة الجميع، ولكي نتمكن من توفير راحة البال التي ينشدها الناس هنا الآن".

وتضمن خطاب سوناك المصور لهجة أكثر تفاؤلاً من رسالة سابقة له قال فيها إن مشاكل المملكة المتحدة لن تختفي في 2023.