عبد الملك المظفر بالله
[]
عبد الملك المظفر بالله |
---|
الحاجب المظفر بالله سيف الدولة أبومروان عبد الملك بن محمد بن أبي عامر المعافري (364 هـ - 399 هـ) حاجب الخليفة هشام المؤيد بالله، والحاكم العملي للخلافة الأموية في الأندلس في عهد الخليفة هشام المؤيد بالله خلفًا لأبيه الحاجب المنصور.
نشأته
ولد عبد الملك عام 364 هـ لمحمد بن أبي عامر من زوجته الذلفاء. استطاع والده في خلال سنوات معدودة حتى يصل إلى أعلى المناصب في الدولة الأموية في الأندلس كما تمكن من إقصاء جميع منافسيه على السلطة، وبات الحاكم العملي والوحيد للدولة بعد حتى حجر على الخليفة الطفل هشام المؤيد بالله، مؤسسًا لحكم سلالته من العامريين. وتمهيدًا لضمان استمرارية ما وصل إليه الحاجب المنصور، تنازل المنصور عام 381 هـ لابنه عبد الملك عن مناصبه، وهوفتى لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره.
وفي عام 386 هـ، انقلب زيري بن عطية المغراوي الزعيم البربري القوي في المغرب على حليفه الحاجب المنصور، واستطاع هزيمة جيش أوفده المنصور بقيادة الفتى واضح العامري، مما أقلق المنصور وجعله يتحرك بنفسه إلى الجزيرة الخضراء لقيادة الحرب، وأنفذ ابنه عبد الملك بجيش للمغرب مددًا لواضح العامري، واستطاع جيش عبد الملك حتى ينتصر على جيش زيري بعد خيانة تعرض لها زيري أدت لإصابته في معركته مع جيش عبد الملك. وفي عام 390 هـ، شارك عبد الملك في معركة صخرة جربيرة التي انتصر فيها جيش المنصور على تحالف من البشكنس والقشتاليين والليونيين بقيادة سانشوغارسيا كونت قشتالة، وكان عبد الملك يومها قائدًا لقلب الجيش. كما صحب أبيه في غزوته الأخيرة التي سقم وهوفي طريق عودته منها.
عهده
بعد وفاة الحاجب المنصور في 27 رمضان 392 هـ، استصدر عبد الملك من الخليفة المؤيد بالله مرسومًا بتوليه الحجابة، وواصل عبد الملك سياسة أبيه في حجره على الخليفة، والتخلص من معارضيه. سعى عبد الملك في بداية عهده لاسترضاء الشعب، فأسقط سدس الجباية عن سائر الناس. كما واصل سياسة أبيه في تقريب الصنطقبة والبربر وإقصاء العرب عن مناصب الدولة وقيادة الجيش. وقد شهد عهده تحسنًا في الحالة الاقتصادية للأندلس.
في عام 396 هـ، وهوفي طريق عودته من غزوته على بنبلونة، وافاه سفير من قبل القيصر البيزنطي بسيل الثاني يدعوعبد الملك لاستئناف علاقات المودة والصداقة بين البيزنطيين والأمويين، مصحوبة بهدية وعدد من الأسرى المسلمين المأسورين في الأراضي البيزنطية.
حملاته
كما واصل عبد الملك سياسة أبيه في غزواته المتوالية على الممالك المسيحية في الشمال، والتي بدأها بحملة على الثغر الإسباني في شعبان 393 هـ، توجّه بها نحوطليطلة فمدينة سالم، حيث انضم إليه الفتى واضح العامري والي الثغر الأوسط، وقوة مسيحية أوفدها حليفه سانشوغارسيا كونت قشتالة، ثم تحرك نحوالثغر الأعلى حيث ظل في سرقسطة لأيام، ثم توجه إلى الثغر الإسباني وأوفد قوة بقيادة واضح فافتتحت حصن حصن مدنيش ، وحاصر هوحصن ممقصرة وافتتحه، ثم عاث جيشه في كونتية برشلونة وعاد إلى قرطبة فيخمسة ذي القعدة 393 هـ بالغنائم والسبي. وفي العام التالي، خالف سانشوغارسيا كونت قشتالة العهد الذي كان بينه وبين الحاجب المنصور، فكانت وجهة عبد الملك الثانية إلى أراضي قشتالة التي اجتاحها دون مقاومة من سانشو، الذي أسرع بعد عودة عبد الملك إلى قرطبة بنفسه يطلب تحديد الصلح.
أتبع عبد الملك حملته تلك بحملة في العام التالي 395 هـ على أراضي مملكة ليون، لم يلق فيها مقاومة تذكر، وعاد منها بغنائمه إلى قرطبة. وفي أواخر عام 396 هـ، خرج متوجهًا إلى سرقسطة منها إلى وشقة فبربشتر متوجهًا لغزوبنبلونة عاصمة مملكة نافارا إلا أنه لم يكمل غزوته بعد حتى صادفته ظروف جوية سيئة حالت بينه وبين استكمال غزوته.
وفي عام 397 هـ، نما إلى فهمه تجمع تحالف من قوات سانشوغارسيا كونت قشتالة وألفونسوالخامس ملك ليون وسانشوالثالث ملك نافارا، فبادر بالخروج إليهم واخترق أراضي قشتالة، والقى الجيشان قرب قلونية، وانتهت المعركة بفوز كبير لجيش عبد الملك على إثره طلب عبد الملك من الخليفة منحه لقب "المظفر بالله"، فتم له ذلك وأصبح يخاطب رسميًا بلقب "الحاجب المظفر سيف الدولة أبي مروان عبد الملك بن المنصور"، كما طلب من الخليفة حتى يولي ابنه الطفل محمد الوزارة ويكنّيه بكنية جده "أبي عامر"، ومنحه لقب "ذي الوزارتين". وفي صفر 398 هـ، خرج في حملة اخرى لتأديب سانشوغارسيا هاجم فيها حصن شنت مرتين وهدمه وقتل الجنود وأسر من فيه من النساء والأطفال، وعاد بهم إلى قرطبة. ثم خرج في شوال 398 هـ، في حملته الأخيرة إلا أنه أصابه سقم مفاجيء في مدينة سالم، فعاد أدراجه إلى قرطبة، وما لبث حتى توفي في 17 صفر 399 هـ وخلفه أخاه عبد الرحمن، وسط تكهنات بأنه توفي مسمومًا بتحريض من أخيه غير الشقيق عبد الرحمن شنجول.
المراجع
- ^ عنان 1997, p. 562
- ^ عنان 1997, p. 553
- ^ ابن عذاري 1980, p. 281-282
- ^ نعنعي 1986, p. 461-462
- ^ عنان 1997, p. 566
- ^ عنان 1997, p. 609
- ^ عنان 1997, p. 620
- ^ عنان 1997, p. 613
- ^ عنان 1997, p. 610
- ^ عنان 1997, p. 611
- ^ عنان 1997, p. 612
- ^ عنان 1997, p. 613-615
- ^ عنان 1997, p. 615-616
المصادر
- دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول. مخطة الخانجي، القاهرة. 1997.
- البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب. دار الثقافة، بيروت. 1980.
- تاريخ الدولة الأموية في الأندلس – التاريخ السياسي. دار النهضة العربية، بيروت. 1986.
سبقه محمد بن أبي عامر |
حاجب الخلافة في الأندلس 392 هـ/1002 م-399 هـ/1008 م |
تبعه عبد الرحمن شنجول |