“كيرلس كمال” يحكي عن نشأة التقاويم وسبب فصل عيد الميلاد عن عيد الغطاس


تحدث الكاتب كيرلس كمال عطاالله عبر قناته الخاصة بموقع اليوتيوب عن نشأة التقاويم ،كان ذلك عبر قناة ” حكاوي قبطية”، وهي خدمة تحت إشراف الأنبا إيلاريون، أسقف قطاع غرب الإسكندرية.

حيث شرح “كيرلس” في البداية سبب وجود التقويم الغربي قائلاً :” أخذ الخديوي أسماعيل قروض طائلة من الغرب أدانت الخزينة المصرية، ولتستطيع أوروبا أن تنظم أقساط قروضها فرضت علي الخديوي إسماعيل أن يستعمل تاريخها وتقويمها وهو التقويم الغربي المسمى بالتقويم الميلادي، فأنهم قبل ذلك كانوا يعتمدون على التقويم القبطي والتقويم الهجري”.

وبعد ذلك استعرض كيرلس كمال نبذة تاريخية عن نشأة التقاويم ، حيث شرح قائلاً :” احتاج الإنسان لوجود الوقت والتقويم لينظم حياته وظروف معيشته فمنذ بداية خلقة الخليقة أهتم الله بخلقه النورين العظيمين وجعلهم لإيات و أزمنة وأوقات فكان الوقت وتنظيمه مهم جداً لحياة الإنسان.

لقد نشأت تقاويم مختلفة في الحضارات القديمة خصوصاً في حضارات الشرق القديم التي تعد من أقدم الحضارات التي عرفها الإنسان واعتمد بعض هذه الحضارات على الشمس وعملوا ما يسمى بالتقويم الشمسي واعتمدت حضارات أخرى على القمر وسمي بالتقويم القمري.

ويتضح أهمية التقويم في دراسة تاريخ الإنسان و أحداثه وتطوراته وما مر به من أ فالتقاويم مهمة جداً لفهم أحداث التاريخ وتطورات الحضارات التي قام بها وسوف ندرس معكم أهم هذه التقاويم التي نستعملها حالياً في العالم.

التقويم القبطي ” تقويم المصري القديم “

وضع هذا التقويم العلامة ” تحوت” الذي آله بعد ذلك واعتبره المصريين آله الحكمة والمعرفة والكتابة والفلك والطب والحساب وأوجد التقويم المصري غالبا حوالي في القرن 29 ق.م واستخدم هذا التقويم عند المصريين لتنظيم الزراعة التي كانت لها دور هام جداً في استقرار وتكوين حضارة المصري القديم.”

“قسم المصريين القدماء سنتهم لثلاثة فصول ” فصل الفيضان ، وفصل بذر الحبوب وفصل الحصاد والتخزين ” وكان كل فصل مكون من أربعة شهور وكل شهر 30 يوم فكان مجموع أيام السنة 360 يوم وأضافوا لها 5 ايام وهو الشهر الصغير ” نسي ” لتكون مجموع أيام السنة 365 يوم، كما هنجد أنهم جعلوا الشهر ثلاث أسابيع كل أسبوع 10 أيام. لم يكن لهذه الأشهر في البداية أسماء فكانوا يسمون الشهر حسب ترتيبه في الفصل يعني الشهر الأول من الفيضان أو الشهر الرابع من فصل بذر البذور وهكذا وظل ذلك حتى زمن المملكة الوسطى وبدأ يسمون الأشهر بأسماء الألهة وبدأت هذه الأسماء للأشهر تأخذ شكلها النهائي في القرن 6 ق.م وأصبح هذا هو التقويم القبطي الذي يبدأ بشهر ” توت وينتهي بالشهر الصغير نسي””

“هنجد أيضاً أن المصريين القدماء أطلقوا على الأيام السبعة أسماء الكواكب مثل زحل والمشتري والمريخ والشمس والقمر والزهرة وعطارة، كما هنجد أن المصريين قسموا اليوم الى 24 ساعة 12 ساعة بالنهار و 12 ساعة بالليل كما أن ساعات النهار في الصيف أطول من الليل كما أستخدموا ساعة شمسية تقيس الظل وأستخدموا أيضاً ساعة مائية مكونة من حوض حجري توجد علي جدرانه الداخلية 12 رمز تدل على ساعات الوقت كما يوجد أسفل هذه الساعة ثقب صغير يخرج منه الماء بانتظام وأقدم الساعات المصرية المكتشفة تعود لزمن حكم أمنحتب الثالث.”

“لم يستخدم المصريين القدماء نظام تسلسل السنوات في تاريخهم لأنهم لم يعرفوا بداية نشأة هذا التقويم لكن كانوا يطلقون اسم على السنة بأهم حادثة حدثت فيها وكان كل ملك يحسبون له سنوات الملك الذي يليه، فلم يعرف المصري القديم تسلسل السنوات. ملكه مستقلة عن ا واستخدم هذا التقويم عند المصريين لكن باسم آخر لأن المسيحيين المصريين في عصر الإمبراطور دقلديانوس أعتبروا أن 29 أغسطس سنة 284م هو بداية لتقويم الشهداء واعتبروا أن بداية السنة القبطية في 1 توت من سنة تولي دقلديانوس الحكم هو السنة الأولي من تقويم الشهداء لان عصر دقلديانوس كان أكثر عصر استشهد فيه الكثير من الشهداء خصوصاً في مصر فاعتبروا أن سنة ملكة هي بداية لتكون تقويم خاص بالشهداء ومازال المصريين حتي يومنا هذا ” 1 يناير 2023″ يستخدمون هذا التقويم سواء في الكنيسة القبطية والمزارعين الفلاحيين المصريين لدقة هذا التقويم وأستخدامه أصلاً قديماً في الزراعة، كما أن الكنيسة القبطية تستخدم هذا التقويم في كل أعيادها ومناسباتها وتاريخها.

تقويم روما :-

نسب التقويم الروماني القديم لرومولوس المؤسس الأسطوري لروما واتخذ عام 753ق.م بداية للتقويم وهي السنة التي ظنوا فيها أنها سنة تأسيس روما وهذا التاريخ غير دقيق لأن سنة تأسيس روما غير معروفة حتي الآن ويعتبر هذا التقويم هو تقويم قمري غير دقيق وأتخذ من شهر آذار وهو شهر مارس بداية للسنة حيث يوم الأعتدال الربيعي حيث يتساوى فيه الليل والنهار وكان عدد ايام هذه السنة ” 304″ يوم مقسمة إلى 10 أشهر ” 6 أشهر منها عدد أيامها 30 يوم ، و 4 أشهر منها 31 يوم” وعندما حكم ” نوما بومبيليوس ” روما وهو الحاكم الثاني من ملوك روما السبعة أضاف شهرين لهذه السنة وجعل السنة ” 355 يوم، حتى تغير هذا التقويم في عهد يوليوس قيصر في سنة 46 ق.م.

التقويم اليولياني :

هو التقويم الذي نقله معه القائد يوليوس قيصر من مصر إلي روما سنة 46 ق.م بناءاً على نصيحة أحد علماء مدرسة الإسكندرية ويعد هذا التقويم هو التقويم القبطي المصري القديم الذي نقل من مصر وهو يقسم السنة اليوليانية ل ” 365 ” يوم مضافاً إليها يوم كل أربع سنوات في السنة الكبيسة وجعلوا بداية السنة حسب التقويم اليولياني في شهر يناير ، رغم أن الرومان كانت بداية السنة عندهم في شهر مارس ” آذار” جعل يوليوس قيصر الأشهر الفردية ” 31 ” يوم والزوجية “30” يوم بأستثناء شهر فبراير الذي جعله في السنة البسيطة “29” يوم والكبية ” “30” يوم لكن تم التعديل على هذا التقويم في عهد أوغسطس قيصر سنة ” 8 ق.م” وأصبح له الشكل النهائي. بدأ الرومان يحسبون السنين منذ عهد المؤرخ الروماني ” ماركوس فارو” الذي أعتبر أن سنة بناء روما ” سنة 753ق.م” ومن عندها تبدأ حساب السنوات لكن هذا التاريخ غير مؤكد لان تاريخ بناء روما الحقيقي غير معروف حتى الآن وعرف هذا التاريخ ” بتاريخ فارو”.”

“التاريخ الميلادي :-

في عام 525م قام راهب يدعى ” ديونيسيوس إكسينوس” بدعوة بأن يكون التقويم اليولياني يعد من سنة ميلاد المسيح وتكون هذه السنة هي سنة 1 ميلادياً بدل ما السنوات تعد من سنة تأسيس روما وأعتمد على رواية تقول أن المسيح أتولد في سنة 28 لأغسطس قيصر وبما أن أغسطس تولي الحكم سنة 727 من بناء روما إذن يكون سنة ميلاد المسيح هي سنة 753 لتأسيس وبناء روما ومن هذه ، أن تكون هي سنة 1 ميلادياً ونظراً لآن سنة تأسيس روما غير دقيق فيعد هذه البداية غير دقيقة علي كلاً فإنهم اعتبروا أن سنة 753 لبناء روما هي سنة 1 ميلادياً وأستطاع هذا الراهب الروماني ن ينجح في دعوته هذه في سنة 535م واعتبروا التقويم اليولياني هو تقويم ميلادي نسبة لميلاد السيد المسيح الذي حسبه هذا الراهب كما أن الإمبراطور جوستنيان أعتمد هذا التقويم الميلادي في الإمبراطورية الرومانية الشرقية.

التقويم الغريغوري :

ينسب هذا التقويم إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر الروماني ” 1572 : 1585 ” حيث قال هذا البابا أن موعد عيد القيامة غير مضبوط كما تم تحديده في مجمع نقية وقدر هذا الفرق بين ما تم تحديده في مجمع نيقية والعام الذي عثر فيه على هذا الاختلاف هو 10 أيام فقام بعمل تقويم جديد واعتبر أن يوم 5 أكتوبر سنة 1582م هو يوم 15 أكتوبر سنة لعام 1582م وهو فارق 3 أيام كل 400 سنة ورغم أن هذا التقويم الذي قام به بابا روما من أجل عيد القيامة إلا أن نتيجته أثرت على موعد عيد الميلاد أيضاً وأدى لحدوث اختلاف حول موعد عيد الميلاد بين الكنائس الشرقية التي تعتمد على التقويم القبطي أو اليولياني والكنائس الغربية التي أعتمدت التقويم الغريغوري ومن هذا التاريخ ظهر تقومين التقويم الغريغوري والذي أطلقوا عليه التقويم الغربي لانه ظهر في غرب أوروبا وعملت به إيطاليا ثم فرنسا وأسبانيا والبرتغال، لكن ظل الشرق خصوصاً الكنيسة الروسية الشرقية وجورجيا تعمل بالتقويم اليولياني الذي مازال يعمل به حتى الآن.

تاريخ عيد الميلاد المجيد :

لم نعلم على وجه الدقة متى بدأ الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ولكن ما وصل إلينا أنه من القرون الأولي بدأ يعيد بهذا العيد مع عيد الابيفانيا وهو عيد الظهور الإلهي في 11 طوبة وهو ما كان يقابل يوم 6 يناير وكان الدافع لضم عيد الميلاد مع الغطاس لان الغنوسيين كانوا بيعتبروا أن المسيح ظهر علي الأرض في اللحظة الذي تمت عماده فيها وأنه صار منذ هذه اللحظة الإنسان يسوع المسيح لان الغنوسيين يرفضون فكرة الميلاد الجسدي واعتبروا أن لحظة عماده هي بداية تجسده لأنهم يعتبرون أن جسد المسيح ليس من طبيعة الأجساد البشرية بل من الطبيعة السمائية لذلك أهتم الكنيسة للأحتفال بعيد الميلاد لتوضح أن المسيح ولد من العذراء مريم بجسد بشري كامل متحداً بلاهوته بغير اختلاط أو امتزاج أو تغيير .”

“فصل عيد الميلاد عن عيد الغطاس :-

كانت النسطورية سبباً قوياً لفصل عيد الميلاد عن الغطاس وجعل عيد الميلاد عيد مستقل بذاته لتأكيد على الاتحاد الأقنومي في شخص السيد المسيح وإعلان أمومة السيد العذراء لشخص ربنا يسوع المسيح وبأن السيدة العذراء هي والدة الآله المتجسد ومن سيرة البابا بنيامين الأول البطريرك 38 يتضح أن عيد الميلاد كان يعيد به ثلاثة أيام ويبدأ من يوم 29 كيهك ولقد أكد البابا خريستوذولوس السادس والستين أن صوم الميلاد كان يتبع في الكنيسة وهذا واضح من القانون الذي وضعه الذي ينص علي أن يصام صوم الميلاد مدة 43 يوماً وكان ذلك في القرن الحادي عشر وأن يعيد بعيد الميلاد في التاسع والعشرين من شهر كيهك.

تحديد موعد عيد الميلاد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية :-

بالرجوع للمصادر الليتروجية القديمة أمثال ابن كبر وأبن سباع وقوانين ابن العسال هنجد أن الكنيسة تعيد بعيد الميلاد المجيد يوم التاسع والعشرين من شهر كيهك و حتى قوانين البابا خريستو ذلوس السادس والستين قانون رقم 18 أشار علي أن عيد الميلاد يوم 29 كيهك وكان قديماً هذا العيد يأتي حسب التقويم اليولياني يوم 25 ديسمبر لكن بعد التعديل الذي قام به البابا غريغوريوس الثالث عشر أصبح يأتي عيد الميلاد يوم 7 يناير لكن بدأت هذه الأختلافات تتضح أكثر بعد ما عملت بمصر بالتقويم الغربي الغريغوري بسبب الديون التي كانت علي مصر ومازال يوم 29 كيهك يوافق 25 ديسمبر في التقويم اليولياني المستخدم حاليا في كنيسة روسيا وعدد من الكنائس وفي الوقت الحالي تعيد كنيسة روسيا وعدد من الكنائس معنا في نفس اليوم.

المراجع :-

التقويم وحساب الزمن في حضارات الشرق القديم الأستاذ الدكتور عيد مرعي المديرية العامة للآثار والمتاحف
مركز الباسل للبحث العلمي والتدريب الأثري

متي ولد السيد المسيح ؟ بحث للبابا مكاريوس الثالث امير نصر يناير 1998 م

قوانين الآباء البطاركة العصور الوسطى أبونا أثناسيوس المقاري

مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة لشمس الرئاسة بن كبر

مختصر تاريخ الأمة القبطية سليم سليمان

مقال عن مراحل التطور الليتورجي لعيد الميلاد لابونا أثناسيوس المقاري”

تاريخ الخبر: 2023-01-01 15:22:00
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

الدار البيضاء تحتفي باليوم الوطني للمسرح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:25:50
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

الدار البيضاء تحتفي باليوم الوطني للمسرح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:25:41
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

رئيس مجلس النواب في زيارة عمل برلمانية لجمهورية الصين الشعبية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:24:59
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:25:02
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية