طالب محامي بريطاني بارز، شارك في محاكمة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، بالبدء في محاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جرائم حرب في أقرب وقت ممكن.

وقال المحامي البريطاني البارز جيفري نايس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينبغي أن يخضع للمحاكمة في أوكرانيا هذا العام بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها هناك.

وأضاف نايس، الذي قاد فريق الادعاء أثناء محاكمة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، لبي بي سي إن بوتين "مذنب" بسبب شنه هجمات على أهداف مدنية أثناء الحرب.

وأعرب المحامي البريطاني عن دهشته من أن ممثلي الادعاء القانوني والسياسيين "لا يتحدثون في هذا الأمر بحرية وصراحة أكثر".

ولا تزال روسيا مصرة على موقفها من تلك الادعاءات، إذ تنفي التورط في مثل هذه الممارسات منذ بداية الحرب.

لكن نايس، أثناء حديث أدلى به لبرنامج برودكاست هاوس الذي يُبث عبر أثير إذاعة بي بي سي 4، وصف الإجراءات العسكرية التي تتخذها روسيا في أوكرانيا بأنها "جرائم ضد الإنسانية"، إذ تُوجه هجمات القوات الروسية إلى أهداف مدنية.

الجنائية الدولية تبدأ التحقيق في جرائم حرب روسية وهروب مليون لاجئ أوكراني

ما سبب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا؟

بيلاروسيا تطالب كييف بتحقيق شامل إثر إسقاط صاروخ أوكراني فوق أراضيها

5 سيناريوهات محتملة ترسم نهاية الحرب في أوكرانيا

وتُعد الجرائم ضد الإنسانية من بين أشد الاعتداءات خطورة، وفقا لما يسمى "بقواعد الحرب" التي تنص عليها اتفاقيات جنيف وسلسلة من القوانين والاتفاقيات الدولية الأخرى.

وتحظر هذه القوانين، التي تنص عليها معاهدات دولية، شن أي هجوم على المدنيين والبُنى التحتية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة.

فعلى سبيل المثال، تُعد الهجمات الروسية المتكررة على شبكات الطاقة في أوكرانيا على مدار فصل الشتاء جرائم حرب بسبب ما تلحقه من أضرار بالمدنيين. لكن روسيا تصر على أنها تضرب أهدافا عسكرية فقط.

وتواجه القوات الروسية اتهامات من المجتمع الدولي بارتكاب آلاف الانتهاكات منذ بدء الغزو الشامل على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وقال النائب العام في كييف إن عدد ضحايا جرائم الحرب الروسية بلغ 62000 شخص حتى الآن، بينهم أكثر من 450 طفلا. لكن لم يتسن لبي بي سي التحقق من هذه الأرقام.

وشارك المحامي البريطاني جيفري نايس في أعمال المحكمة الجنائية الدولية أثناء المحاكمات الخاصة بالاتحاد اليوغوسلافي السابق في الفترة من 1998 إلى 2006.

وقاد نايس فريق الادعاء أثناء محاكمة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي خضع للمحاكمة في لاهاي عام 2002 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو.

ومات ميلوسيفيتش، الملقب "بجزار البلقان"، في السجن قبل نهاية المحاكمة.

وقال جيفري نايس، تعليقا على الحرب في أوكرانيا، إن هذه القضية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يمكن أن تكون أكثر وضوحا"، مؤكدا أنه "لا شك" في وجود تسلسل من القيادات يمكن من خلاله الوصول إلى بوتين.

ومعنى ذلك أن "أهم شيء" هو محاكمة الرئيس الروسي نفسه بدلا من الجنود الأدنى رتبة، وفقا لنايس.

وأضاف أنه من الممكن أن تبدأ محاكمة بوتين "صباح الغد على حد علمي"، في إشارة إلى أنه لا يوجد ما يمنع من البدء فيها، مشددا على أنه يجب أن يعقدها أوكرانيون باللغة الأوكرانية. وقال إنه لا حاجة لحضور بوتين نفسه.

وتكهن المحامي البريطاني بوجود سبب محتمل لعدم مواجهة الرئيس الروسي لإجراء أكثر صرامة حتى الآن، مرجحا إمكانية وجود تحرك نحو تحصينه ضد الملاحقة القضائية في إطار اتفاق سلام محتمل.

وقال إن المحكمة الجنائية الدولية "لم تعلن حتى الآن عن مسؤولية بوتين عن هذه الجريمة".

وأضاف أن هذا "التردد" يثير تساؤلات عما إذا كان هناك نوع من "المزايا السياسية" التي قد يحصل عليها بوتين بعدم توجيه اتهامات إليه.

وحذر من أن فكرة التوصل إلى أي تسوية سلمية تحول دون محاكمة الرئيس الروسي هو "احتمال مروع لحرمان الشعب الأوكراني من العدالة".

وردا على ذلك، رفضت المحكمة الجنائية الدولية تأكيد تعرض المحامي العام كريم خان لممارسة "الضغط أو النفوذ" لتأجيل أي تحقيقات.

وذكر بيان صادر عن المحكمة الدولية في هذا الشأن إن خان "أوضح في أكثر من مناسبة أن المساءلة حتمية ولابد من تحقيقها".

وأضاف البيان أن المحامي العام المسؤول بدأ العمل الميداني في أوكرانيا لجمع أدلة على جرائم حرب، وأنه سوف يصدر مذكرات اعتقال عندما يجمع ما يكفي من أدلة لذلك.