قضت محكمة جنايات بورسعيد، الدائرة الثالثة، برئاسة المستشار أحمد مندور عبد الله، بتأييد الحكم بالإعدام شنقا على محمد سمير أحمد المتولي قاتل خطيبته «خلود»، والمعروفة إعلاميًا بـ«فتاة بورسعيد»، لرفضها الارتباط به، وتغريمه بالدعوة المدنية 100 ألف وواحد جنيه لصالح المدعية، وذلك بعد أن قضت المحكمة بإحالة أوراق المتهم إلى المفتى.

القاضي: بأي ذنب قُتلت «فتاة بورسعيد»

وأمام بكاء القاتل داعيا «يارب نجني»، وجه القاضي قبل أن ينطق بالحكم حديثه للقاتل، قائلا «ما كان الهيام سببا للغل، ولا العشق سببا لأن تضل، وإذا المقتولة سئلت بأي ذنب قتلت؟، وإذا المخنوقة سئلت بأي ذنب سُفحت وخنقت؟».

وأضاف «سيقف المتهم أمام الله يوم الحساب، وتقف أمامه خلود لتسأله لما قتلتني وأنا خطيبتك؟، وقد دمرت دنيتك بيدك، فهي لم تنتهك خذيا ولا عارا لتُقتل، بل هي فقيرة تمسكت بأهداف الحياة لتربي أخواتها الصغار، وتحسنت بالأخلاق، ورفضت العبودية والعدوان، وحلمت بالحرية والكرامة، وبصون عرضها، فكان هو الذنب الذي قتلت لأجله». 

وذكر القاضي: «المحكمة تقول لك الذين لا يزنون، ومن يفعل ذلك يلقى آثاما، وأنت الآن أمام عدالة الأرض، ويوم ما ستقف أمام عدالة السماء لتُحاسب على فعلتك».

مكالمة تدل على قاتل «خلود»

كانت النيابة العامة قد استشهدت من قبل في المرافعة بأقوى دليل للقتل العمد، حين رفضت الضحية استكمال علاقتها مع المتهم، وذكرت بأن بالمتهم ظل يتصل بالضحية ولم ترد عليه حتى يوم 17 أكتوبر الماضي، وفي النهاية أجابته بشكل قاطع «أنا مش عايزة أكمل، أنا خلاص قررت الانفصال».

ولفتت النيابة إلى أن رد الضحية أغضب المتهم، وظل يخطط للانتقام منها، ويوم تنفيذ الجريمة غادر عمله، وتسلل وقفز لسطح بناية منزلها ونزل من الشباك مثل المجرمين والمتسللين لأنه يعرف تفاصيل المسكن.

مرافعة النيابة

وأوضحت النيابة، أنها كانت تتحدث مع شاهد الإثبات الأول على الهاتف، وكانت تخبره أنها تخشى من تهديدات المتهم، وتنفيذ أي جريمة بحقها، حتى فوجئت به أمامها ويشاء القدر أن يسجل توسلاتها على جوال شاهد الإثبات الأول.

ولفتت النيابة إلى أن المتهم اعترف بالاعتداء على خطيبته وشدها من شعرها ورطم رأس القتيلة بعنف بالأرض وردد «هاقتلك ضيعتيني»، وهي نية صريحة بالقتل العمد وعزم على خنقها بذراعه من الخلف حتى توقفت عن الحركة، ثم اعتصر عنقها بيده للتأكد من وفاتها.

واستكملت النيابة، أن المتهمة ماتت وصعدت روحها إلى خالقها، بدون أن يتركها تعلم وتربي أشقائها اليتامى، وفر من محل جريمته ويتم القبض عليه