قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا تخطط لحملة طويلة من الهجمات بالطائرات المسيرة، في محاولة لتحطيم معنويات أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي أنه اطلع على تقارير استخباراتية، مفادها أن روسيا ستنفذ هجماتها بطائرات مسيرة إيرانية من نوع "شاهد".

ويأتي هذا التصريح بعد هجوم شنته أوكرانيا على القوات الروسية في منطقة دونباس، وقالت إنها قتلت منهم المئات.

وفي اعتراف نادر بالخسائر البشرية في المعارك، قالت روسيا إن 63 من جنودها لقوا مصرعهم في الهجوم.

وتحدث زيلينسكي ليلا في كييف، قائلا إن روسيا تهدف إلى "إرهاق" أوكرانيا بسلسلة مطولة من الهجمات بالطائرات المسيرة.

وقال: "علينا أن نضمن، بكل الوسائل، فشل هذا المسعى الإرهابي، مثلما أفشلنا المساعي الأخرى". "حان الوقت الآن لينتبه جيدا كل من يشارك في حماية الأجواء".

ويبدو أن هجمات الطائرات المسيرة الروسية تضاعفت على أوكرانيا هذه الأيام، إذ استهدفت موسكو مدنا ومحطات لتوليد الكهرباء عبر مختلف مناطق البلاد.

وقال زيلينسكي إن دفاعات بلاده الجوية أسقطت 80 طائرة مسيرة من صنع إيران، منذ بدء عام 2023.

وتستهدف روسيا منذ شهور منشآت الطاقة في أوكرانيا، فدمرت محطات توليد الكهرباء وتركت الملايين في ظلام دامس، في أيام الشتاء القارسة.

وأكدت أوكرانيا أنها شنت هجوما في منطقة دوناتسك المحتلة، وقالت إنها قتلت فيها 400 من الجنود الروس.

ولكن روسيا نفت عدد القتلى، قائلة إنها فقدت 63 جنديا، فحسب. ولم يتسن التأكد من أي من التصريحين، كما يمنع الوصول إلى مكان الهجوم.

وأصاب الهجوم الأوكراني في ليلة رأس السنة الميلادية بناية في مدينة ماكيفكا، حيث كانت تقيم القوات الروسية.

ومن النادر جدا أن تعترف موسكو بأي خسائر في ساحة المعركة.

ويرى محرر الشؤون الروسية في بي بي سي، ستيف روزنبورغ، أن حجم الخسائر ربما لم يسمح للروس بالسكوت عن الهجوم.

وهذا أكبر عدد قتلى تعترف به روسيا منذ بداية الحرب قبل 10 أشهر.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين، فإن القوات الأوكرانية أطلقت 6 صواريخ من المنظومة الأمريكية "هيمارس"، على بناية يقيم فيها الجنود الروس، وإن صاروخين منها أسقطا.

وقال المعلق المقرب من روسيا، إيغور غيركين، إن المئات قتلوا وأصيبوا بجراح، وإن كان العدد الحقيقي غير معروف لأن الكثيرين لا يزالون مفقودين.

وأضاف أن البناية تدمرت كلها تقريبا.

وذكر أن القتلى من الجنود الذين تمت تعبئتهم أخيرا، وأن الذخيرة كانت مخزنة في البناية نفسها مع الجنود، وهو ما فاقم الأمور.

وكتب على موقع تليغرام أن جل المعدات العسكرية تدمرت لأنها كانت إلى جانب البناية مباشرة دون تمويه.

ويعرف غيركين بمدونته العسكرية، وكان قائدا للانفصاليين المدعومين من روسيا عندما احتلوا مناطق واسعة شرقي أوكرانيا في 2014. وأدين أخيرا بجريمة القتل في قضية إسقاط طائرة الرحلة الجوية MH17.

وعلى الرغم من مواقفه، فإنه كثيرا ما ينتقد القيادة العسكرية الروسية وتكتيكاتها.

وحسب التقارير العسكرية الأوكرانية، فإن الهجوم أسفر عن إصابة 300 شخص فضلا عن 400 قتيل. ويزعم الجيش الأوكراني يوميا أنه قتل العشرات، وأحيانا المئات، من القوات الروسية.

وجاء في آخر تقرير لقيادة الأركان الأوكرانية أن "10 وحدات من التجهيزات العسكرية للعدو تدمرت وأصيبت في الهجوم"، وأنه يجري "التحقق من خسائر المحتلين البشرية".

ولم تؤكد أوكرانيا أن الهجمات تمت بصواريخ "هيمارس"، التزاما بمنهجها بعدم الكشف عن تفاصيل هجماتها.