أكد الدكتور سمير عبد الحميد عريقات استاذ اقتصاد زراعى بمعهد التخطيط القومى الذراع البحثية لوزارة التخطيط، تزايد الاهتمام بموضوع التعاونيات الزراعية فى الوقت الراهن استجابة للتغيرات التى يمر بها العالم بدءًا من وباء كورونا كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية، وما قد يترتب عليها من آثار تتعلق بصعوبة تحقيق الأمن الغذائى، وصعوبة انسيابية سلاسل الغذاء وإتاحته وضبط أسعاره، الأمر الذى يجعل من الاهتمام بالتعاونيات الزراعية ضرورة قصوى.

جاء ذلك فى إطار حلقة  أطلقها معهد التخطيط القومى الذراع البحثية لوزارة التخطيط، من سلسة قضايا التخطيط والتنمية تحت عنوان النهوض بقطاع الزراعة ودور التعاونيات الزراعية فى تحقيق التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، حيث يتناول العديد من المحاور أهمها الوضع الراهن للتعاونيات الزراعية فى مصر، متطلبات الإصلاح وبناء القدرات، دور المرأة فى التعاونيات الزراعية، التأمين التعاونى ضد المخاطر.

وأكد استاذ الاقتصاد الزراعى، أن تلك التجربة لاقت نجاح كبير فى كثير من دول العالم، من تقديم مبادرات وحلول فعالة فى مواجهة أزمة كورونا وغيرها من الأزمات عبر توفير الاحتياجات الغذائية للمصابين وضمان عدم اضطراب سلاسل التوريد الخاصة بالمزارعين، وتأمينهم ضد تلف السلع الخاصة بهم، وتوفير التمويل اللازم لحاجة مزارعهم.

وأوضح أن التعاونيات تعرف على أنها رابطة مستقلة للأشخاص الذين اجتمعوا طوعًا لتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية المشتركة من خلال نشاط يتم التحكم فيه ديموقراطيًا مع تعزيز الاستدامة على المستوى المحلى، والاقتصادات الإقليمية والوطنية، لافتًا إلى أن التعاونيات وفرت طرقًا بديلة للحصول على مياه نظيفة ومأمونة، وكذلك خدمات الصرف الصحى، ويوجد بمدينة بوليفيا سانتا كروز أكثر تعاونية للمياة فى العالم تخدم 1.2 مليون شخص، وتتحكم فى 138000 متر مكعب من المياه، وكذلك نتج عن النقص الحاد فى مياة الشرب فى التسعينات فى الهند بولايات بناشسات ولافانا لإنشاء 70 جمعية تعاونية لمياة الشرب وتوفير المياه لأكثر من 14 ألف أسرة معيشية، علاوة على ما يقوم به الجيل الجديد من التعاونيات لعملية الانتقال إلى الطاقة المتجددة المملوكة للمجتمع، وتسخير طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكذلك الغاز الحيوى، فتقوم تعاونيات الطاقة الشمسية فى إثيوبيا بدورها فى منح اللاجئين والسكان المحليين الطاقة النظيفة، وفرص كسب العيش.