في الرسالة التي شارك من خلالها في انطلاق "القمة العالمية الثامنة للحلال" ومعرض "حلال إكسبو 9" للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد بمدينة إسطنبول أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "سوق "الحلال" اكتسبت أهمية في البيئة التنافسية العالمية بفضل منتجاتها وخدماتها الصحية الموثوقة والنظيفة، مما جعله لفئات المستهلكين كافة لا المسلمين فقط"، وفقاً لما نقلته الأناضول.

وأعرب أردوغان عن أمله في أن تساهم القمة والمعرض في جعل تركيا دولة محورية في مجال اقتصاد منتجات الحلال، وتطوير تجارتها وإيصالها إلى أسواق جديدة. وينعكس ذلك من خلال المشاركة الكبيرة للشركات التركية في هذا المعرض، والمعارض السابقة، الأمر الذي يشير بوضوح إلى الأهمية الكبيرة التي توليها تركيا للتطور أكثر في هذا القطاع ودخول مختلف الأسواق العالمية.

وشهد معرض "حلال إكسبو 9" زيارة نحو 32 ألف شخص من 117 بلداً، كما شهد مشاركة 39 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وهولندا والهند، بواقع 446 شركة، 305 منها أجنبية و141 تركية.

سوق مليارية

حسب مجلس القمة العالمية للمنتجات الحلال، الذي نظم المعرض الذي اختُتمت فاعالياته بنجاح بمشاركة جهات نشطة بسوق الحلال، تتجاوز قيمة سوق الحلال العالمية حاجز 7 تريليونات دولار في قطاعات متنوعة من الأغذية إلى التمويل والسياحة والمنسوجات وموادّ التجميل والطب والأدوية والكيماويات.

وأشار رئيس المجلس يونس إتي في بيان صحفي كان نشره على هامش المعرض، إلى أن سوق "الحلال" العالمية زاد حجمها على الضعف في السنوات الخمس الماضية، موضحاً أن جائحة "كوفيد-19" كان لها تأثير أيضاً في هذا النمو السريع، قائلاً: "أحد أسس المنتجات الحلال هو النظافة، خلال فترة الوباء زاد اهتمام الناس بالمنتجات الصحية، ما زاد الاهتمام بالمنتجات الحلال، لذلك تزايد نمو هذه السوق سريعاً".

وأكد إتي أن سوق "الحلال" العالمية تتجه نحو 10 تريليونات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وتابع: "تشير التقديرات إلى أن التمويل الإسلامي سيصل إلى حجم 3.5 تريليون دولار، وصناعة الأغذية والمشروبات إلى تريليونَي دولار، وصناعة السياحة إلى 400 مليار دولار، وصناعة مستحضرات التجميل إلى 200 مليار دولار، والموضة والأزياء إلى أكثر من 240 مليار دولار.

ريادة تركية

أصبحت تركيا في السنوات الأخيرة قاعدة مهمَّة لسوق المنتجات الحلال مع موقعها الجغرافي والسياسي والمشاريع التي تنفذها، إذ ضاعفت حصتها ثلاث مرات في هذه السوق في السنوات الخمس الماضية، لتصل إلى أكثر من 150 مليار دولار. ومن المتوقَّع أيضاً أن تلعب تركيا، التي تبرز كواحدة من ثلاث دول لديها القدرة على إنتاج وتصدير أكثر من 20 عنصراً في منتجات الاقتصاد الحلال، جنباً إلى جنب مع ماليزيا وإندونيسيا.

ويسعى اللاعبون في القطاع لزيادة هذه الحصة إلى أكثر من 400 مليار دولار، عبر تسريع عملهم وتطويره على الصعيدين المحلي والعالمي، لا سيما وأن قطاعات الغذاء الحلال ونمط الحياة (الموضة، السياحة، الأدوية، مستحضرات التجميل، وغيرها) تشهد تطوراً هائلاً على مستوى تركيا والعالم.

وعلى صعيد صادرات الأغذية الحلال، تسعى تركيا لرفع حجم صادراتها من 12 مليار دولار في عام 2022 إلى أكثر من 15 مليار دولار العام المقبل، من خلال التخطيط لأهداف كبيرة لعام 2023 من حيث الإنتاج الحلال والتصدير من خلال القطاع الخاص. ففي عام 2023 من المقرر أن يصل عدد الشركات التي ستنتج الأطعمة الحلال إلى 1000 شركة، وعدد الشركات التي ستصدر المنتجات الحلال إلى 500.

اهتمام عالمي

في المعرض الذي شارك فيه عشرات الشركات من آسيا وأوروبا وإفريقيا، كُشف عن أن غير المسلمين أبدوا أيضاً اهتماماً بالمنتجات الحلال بسبب معايير المعالجة والنظافة التي تُتبَع بصرامة من أجل الحصول على شهادة "حلال"، لا سيما في مجال الأغذية والمشروبات.

ومع انتشار معايير المنتجات والخدمات الحلال، اكتسب الإنتاج الحلال وسوق الحلال في العالم معنى. في عديد من المجالات مثل الغذاء ومستحضرات التجميل والموادّ الكيميائية والتنظيف والمنتجات الزراعية والطاقة والسياحة والتمويل، وبدأت معها كلمة الدول الإسلامية تؤخذ على محمل الجد على المستوى العالمي، وفقاً لتصريحات رئيس اتحاد الحلال العالمي أحمد جيلر.

في سياق متصل، قال رئيس مجلس القمة العالمية للمنتجات الحلال يونس إتي: "من المتوقع أيضاً أن يشكّل الاقتصاد الحلال السوق العالمية في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أنهم في المجلس قد أدركوا إمكانات هذه السوق منذ سنوات وبدؤوا عملهم من أجل قمة ومعرض "الحلال"، مضيفاً: "من خلال عمل منظمتنا المنتظم كل عام، جعلنا بلدنا قاعدة لسوق الحلال العالمية وساهمنا في زيادة تركيا حصتها في سوق الحلال".

TRT عربي