كأس العالم 2022: البشت لميسي وحضور ماكرون أبرز لقطات نهائي مونديال قطر

صدر الصورة، Getty Images

شكلت المباراة النهائية لمونديال قطر لكرة القدم 2022 حدثا استثنائيا، عقب تتويج الأرجنتين بلقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخها.

ونجح منتخب التانغو في تجريد نظيره الفرنسي من لقبه السابق، إثر الفوز عليه بركلات الترجيح بعد مباراة حماسية امتدت إلى شوطين إضافيين، ليحقق ليونيل ميسي حلمه بحمل الكأس، ويفك عقدة استمرت 36 عاما .

وبعد مباراة مثيرة وُصفت بأنها "الأعظم" في تاريخ نهائي كؤوس العالم لكرة القدم، ضجت مواقع التواصل بمئات الصور والتغريدات التي سلطت الضوء على جوانب ثقافية وسياسية ورياضية غير معروفة للبعض.

ويستعرض هذا التقرير أبرز اللقطات والأحداث التي ميزت مباراة الختام:

المباراة في عيون كبار نجوم الكرة

تفاعل كبار نجوم كرة القدم والرياضة مع الأجواء الحماسية التي شهدتها مباراة الأرجنتين وفرنسا.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • كأس العالم 2022: أرقام قياسية في انتظار ميسي وكريستيانو خلال المشاركة الخامسة لهما
  • قطر 2022: ما أهم اللحظات التي لن تنسوها من كأس العالم؟
  • كأس العالم 2022: ميسي يقود الأرجنتين للتتويج بلقبها الثالث بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح
  • كأس العالم 2022: بي بي سي ترصد أجواء الساعات الأخيرة في الأرجنتين وفرنسا قبل المباراة النهائية

قصص مقترحة نهاية

وأثنى نجم كرة القدم البرازيلي السابق رونالدو، الملقب بـ"الظاهرة"، على ميسي ورفاقه. وقال في تدوينة مطولة: "الكرة التي يقدمها ميسي تمحو أي تنافس، حتى التنافس التاريخي بين البرازيل والأرجنتين. لقد رأيت الكثير من البرازيليين والأشخاص من جميع أنحاء العالم يشجعون ميسي في هذا النهائي المثير. هذا وداع يليق بهذا العبقري. تهانينا ميسي".

أما نجم المنتخب الإنجليزي السابق، مايكل أوين فغرد قائلا: "مباراة لا تصدق. هذا أفضل نهائي على الإطلاق!".

وفي تدوينة على انستغرام، هنأ أسطورة منتخب البرازيل بيليه منتخبي الأرجنتين وفرنسا. وخص ميسي ومبابي بحديثه، فقال: "كما اعتدنا، تواصل اليوم كرة القدم سرد حكايتها. لقد فاز ميسي بلقب كأس العالم 2022 لأول مرة كما كان يستحق".

وتابع موجها كلامه للنجم الفرنسي: "صديقي العزيز كيليان مبابي سجل أربعة أهداف في المواجهة النهائية، وهي هدية كبرى للجماهير التي تشاهد مستقبل رياضتنا".

‎ميسي ومبابي يكسران الأرقام القياسية

المباراة التي كان عنوانها ميسي ومبابي دفعت الكثيرين إلى عقد مقارنات بينهما. وقد شهدت منافسات هذه النسخة من كأس العالم تسجيل العديد من الأرقام القياسية.

ويعد الفرنسي مبابي أصغر لاعب في التاريخ يكسر حاجز الـ 10 أهداف في المونديال.

  • في رصيدمبابي 12 هدفا خلال مشاركتين فقط في كأس العالم.
  • عادل النجم الفرنسي حصيلة أهداف جوهرة البرازيل السمراء بيليه.
  • يحتاج مبابي لتسجيل 4 أهداف لكي يعادل رقم الألماني ميروسلاف كلوزه، الذي يُعد الهداف التاريخي لكأس العالم برصيد 16 هدفا.

وفي مباراة النهائي أمام الأرجنتين، نجح مبابي في تسجيل ثلاثة أهداف "هاتريك"، إلا أنها لم تمكن المنتخب الفرنسي من التتويج باللقب.

وبعد تلك الثلاثية، قفز مبابي إلى المرتبة الخامسة في قائمة الهدافين التاريخيين، بفارق هدف واحد من ميسي.

وبعد تسجيله سبعة أهداف في مونديال قطر، رفع ميسي رصيده في تاريخ كأس العالم إلى 13 هدفا. وأصبح البرغوث الأرجنتيني بذلك:

  • الهداف التاريخي للأرجنتين في بطولة كأس العالم
  • اللاعب الوحيد الذي سجل في كأس العالم وهو في سن المراهقة والعشرينيات من عمره والثلاثينيات.
  • أكثر اللاعبين صناعة للفرص في تاريخ كأس العالم، متقدما على مارادونا.
  • أكثر من فاز بجائزة رجل المباراة في كأس العالم، متفوقا على غريمه كريستيانو رونالدو.

وفي ظل هذه المعطيات والأرقام القياسية الجديدة، تجدد النقاش حول من يستحق لقب أفضل لاعب في التاريخ: ميسي أم مارادونا أم رونالدو أم بيليه؟

من المعلقين من يرى أن "ميسي حسم الأمر بعد أن قاد منتخب بلاده للظفر بأهم لقبين: وهما كأس كوبا أميركا وكأس العالم".

كما أطلق متابعون عرب وبعض الأجانب لقب "شيخ كرة القدم" على النجم الأرجنتيني، للتأكيد على تميزه.

في حين رفض البعض الآخر الخوض في مقارنات قائلين إن "السباق نحو لقب أفضل لاعب في التاريخ لم يحسم بشكل نهائي".

"شيخ كرة القدم" ورمزية ارتداء "البشت"

ويبدو أن البعض استوحى لقب "شيخ كرة القدم" من لحظة ظهور ميسي وهو يرتدي" البشت" .

ويعد البشت أحد أقدم الملابس الرسمية في قطر. وهو عبارة عن عباءة صوفية يرتديها الرجال في مناطق واسعة من دول الخليج والعراق وبلاد الشام، حيث تعتبر رمزا للفخامة والوقار ومقياسا لرقي المكانة الاجتماعية.

فبينما كان الجميع يترقبون لحظة تسلم القائد الأرجنتيني للكأس، ألبس الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، ميسي "البشت " لتصبح تلك اللقطة أبرز صورة في تاريخ المونديال وفي مسيرة اللاعب الكروية.

وقد أثارت لقطة وضع "البشت" على كتفي ميسي ردود فعل متباينة، وجددت الجدل السياسي الذي صاحب البطولة منذ البداية.

ففي الوقت الذي عبر فيه مغردون عرب عن إعجابهم بتلك اللقطة، أعرب آخرون عن امتعاضهم منها.

وثمة من وصف اللقطة بأنها "آخر لمسة قطرية ذكية ومدروسة في كأس العالم".

في حين احتج آخرون على فكرة وضع "البشت" على زي رياضي. وقد غطى الرداء الخليجي جزءا من قميص ميسي، الأمر الذي أثار حفيظة كثيرين ممن اتهموا قطر بخطف لحظة التتويج التاريخية من المنتخب الأرجنتيني.

بل إن البعض وصف "البشت" بأنه "أداة من أدوات النظام القطري لتشتيت الانتباه عن سجل حقوق الإنسان في بلاده ".

وفي ذات السياق، كتب البعض أن "ارتداء ميسي للبشت هو آخر حلقات سياسة "الغسيل الرياضي" التي اعتمدتها الدوحة طوال المونديال".

في المقابل، يرى معلقون آخرون أن الانتقادات الموجهة للزي الخليجي "كشفت عن ازدواجية المعايير الغربية تجاه العرب."

وأشار البعض إلى أن تلك الصورة التذكارية "جاءت كمسك الختام لمونديال أقيم في أرض شرقية" وتمثل "رسالة جميلة للتعايش الثقافي بين الشعوب".

واستدل البعض بصورة قديمة من مونديال 1970 في المكسيك. وتظهر الصورة بيليه وهو يرتدي القبعة المكسيكية التقليدية "السومبريرو"، بعد تتويج البرازيل بلقبها العالمي الثالث.

لقطات عائلية واحتفالات مثيرة

بعد تتويجه ظهر نجم الأرجنتين وهو يشارك فرحته مع زوجته وأطفاله.

ورصدت عدسات الكاميرات لحظة خاطفة توثق فرحة والدة ميسي وهيتعانق نجلها بعد الفوز .

وانتشرت تعليقات كثيرة تشيد بالدور الذي لعبته السيدة كوتشيتيني في دعم ابنها.

وأظهر فيديو آخر ميسي وهو يعانق بشدة سيدة ترتدي قميص المنتخب الأرجنتيني. وانتشر ذلك الفيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقا بالعنوان التالي "ميسي يحتفل مع والدته".

لكن الصحافة الأرجنتينية أشارت لاحقا إلى أن السيدة التي ظهرت في الفيديو المنتشر هي طاهية أرجنتينية تدعى أنتونيا فارياس وهي من فريق طهاة المنتخب.

وفي الفيديو تظهر فارياس بالقميص الأساسي لمنتخب التانغو بينما ارتدت والدة ميسي القميص الاحتياطي المعروف بلونه البنفسجي الغامق.

كما امتلأت مواقع التواصل بمقاطع مصورة تظهر شوارع الأرجنتين التي تحولت إلى بحر هائج من القمصان الزرقاء والبيضاء.

وفي مدينة روزاريو، مسقط رأس ميسي وثلة من أبرز نجوم كرة القدم الأرجنتينية، توحد مشجعو الفرق المحلية المتنافسة ورموا بخصومتهم جانبا وتبادلوا العناق في مشهد وصفه الكثيرون بالمؤثر.

وتعكس عشرات التعليقات المنتشرة في الفضاء الإلكتروني مدى شغف الشعب الأرجنتيني بالساحرة المستديرة وتعطشهم لفوز يهون عليهم وطأة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها بلادهم.

فرحة وحماس ثم حزن.. ماكرون في 3 مواقف

وبينما فضل الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز مشاهدة المباراة النهائية من منزله، حرص نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على متابعتها في قطر. وعقب هزيمة منتخب "الديوك"، نزل ماكرون إلى أرضية ملعب لوسيل المونديالي ، إذ ظهر وهو يحاول مواساة مبابي.

ووثقت الصور التي تداولها مغردون اللحظات التي ظهر فيها ماكرون بتعابير مختلفة تنوعت بين الفرح والحماس والحزن.

حضور ماكرون في نهائيات كأس العالم جر عليه انتقادات عديدة. فثمة من انتقد "إصراره" على مواساة لاعبي بلاده و"ملاحقتهم" إلى غرف تبديل الملابس.

وأشار بعضهم إلى أن الكلمة التي ألقاها ماكرون أمام المنتخب الفرنسي بعد المباراة "بدت أشبه بخطاب حاشد في الحملة الانتخابية"، ووصفوا تصرفه بأنه "عرض فارغ للغطرسة".

وسبق أن ردت الرئاسة الفرنسية على الانتقادات الموجهة إلى ماكرون. وقال مستشار رئاسي إن "حضوره مهم لدعم لاعبي المنتخب". وأضاف أن "الرئيس يحقق وعدا سبق أن قطعه على نفسه".

وقبل انطلاق المونديال، أعلن ماكرون أنه سيحضر نصف النهائي أو النهائي في حال تأهل منتخب "الديوك".

لكن ذلك البيان لم يخفف من حدة الانتقادات التي رأت في تواجده في الدوحة "تمردا " على الدعوات الأوروبية لمقاطعة مونديال قطر.

وبعد انتهاء المباراة، نشر الرئيس الفرنسي تغريدة شكر فيها فريقه قائلا: "الزرق جعلونا نحلم".