في صباح يوم ميلاد المسيح قصيدة لـ”جون ملتون”


يزخر الأدب العالمي سواء الشرقي أو الغربي بأعمال خالدة رائعة مستوحاة من الكتاب المقدس بعهديه، حيث كتبت روايات و مسرحيات و قصائد و سير ذاتية لا حصر لها، و المعروف أن الكتاب المقدس له تأثير عميق على الحضارات و الثقافات حول العالم، فالكتاب المقدس له تأثير على كل نواحي الحياة السياسية و الفنية و الاجتماعية و القانونية و الحياة الأسرية و الاقتصاد و العدالة الاجتماعية.

و قد أثرت كتابات القديس أغسطيوس، و منها :”المدينة الفاضلة على الأدب الغربي، و كتب أيضًا الفيلسوف و رجل الدولة الإنجليزي توماس مور “يوتوبيا”، كما تأثر عدد من الكتاب خلال القرون الوسطى بالقيم المسيحية مثل الكوميديا الإلهية لـ دانتي أليجييري و الكوميديا الإلهية ل جون ميلتون.

و في العصور الحديثة أيضًا، نجد الخلفية المسيحية في كتابات شكسبير و فيكتور هوجو، و نجد تشارلز ديكنز يكتب سلسلة “حكايات ليالي الميلاد” و “أنشودة عيد الميلاد”، و جون ميلتون يكتب الملحمة الشعرية “الفردوس المفقود” التي تحكي قصة خروج آدم و حواء من جنة عدن”، و قصيدة “في صباح يوم ميلاد المسيح” و من أشهر الكتابات العالمية المسيحية :”صلوات و مزامير” لـ فرانسيس بيكون، و “حياة يسوع” لـ جيورج فيلهلم فريدريش هيجل، و “صلاة قبل الصليب” و “ترتيلة الشمس لـ فرنسيس الأسيزي، و السيرة الذاتية و “القصر الباطني” لـ تريزا الإفيلية.

و في عيد ميلاد السيد المسيح له المجد نتذكر كل الأعمال الأدبية المستوحاة من قصة ميلاد يسوع من العذراء مريم و نذكر اليوم على سبيل المثال و ليس الحصر قصيدة ” في صباح يوم ميلاد المسيح ” لـ جون ميلتون (1608 – 1674)، و هو يعد أهم كاتب إنجليزي بعد.

ويليام شكسبير، و كان ميلتون معارضا للدولة الدينية، و دعا في أعماله النثرية على إلغاء كنيسة إنجلترا وإعدام الملك تشارلز الأول، وذلك في الفترة من 1642 حيث بدأت الحروب الأهلية الإنجليزية، و حتى بعد عودة الملك تشارلز الثاني عام 1660 .

كان والد جون ميلتون ملحنًا موسيقيًا، فاهتم بتعليمه في مدرسة سانت بول، و كانت كاتدرائية القديس بولس ضمن نطاق مدرسته، وقد أتقن ميلتون اللغتين اللاتينية واليونانية، و الإيطالية أيضًا التي ألف بها بعض القصائد.

التحق ميلتون عام 1625 بكلية المسيح بكامبريدج، و حصل على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1629 ، و في عام 1632 حصل ميلتون على درجة الماجستير في الآداب، و لم يتم تعيينه في وظيفة حكومية ربما لأنه كان متمردًا على النظام.

نشرت ملحمة الفردوس المفقود لأول مرة عام 1667 ، و بعد عدة سنوات نشر قصة “استرداد الفردوس” ليبين الانتصار على الشيطان، من أعماله الأخري المسرحية القصيرة ” كومس ” و أريو با جيتيكاز ” .

تعرض ميلتون لمجموعة من الأحداث الأليمة، حيث توفي إبنه الأصغر ثم توفت زوجته في نفس العام و بسبب الحزن فقد بصره، ثم يفقد زوجته الثانية و طفلتها الرضيعة ، و يضطر ميلتون للزواج للمرة الثالثة و يظل يتصارع مع صعوبات الحياة إلى أن توافيه المنية عام 1674 .

علي صفحات جريدة وطني نقدم ترجمة لبعض أجزاء من قصيدة جون ميلتون ” في صباح يوم ميلاد المسيح ” .

هذا هو الشهر .. و هذا هو الصباح

حيث ابن الملك السماوي السرمدي

ولد من البكر المخطوبة و الأم العذراء

جلب لنا الخلاص العظيم من العلا

لذلك غني له الحكماء القديسين

إنه سوف يحررنا من القصاص المميت

و مع أبيه سوف يصنع لنا السلام الأبدي

هذا المظهر المجيد.. هذا النور الذي لا يحتمله بشر

و شعلة المجد تلك التي امتدت أشعتها

حيث اعتاد هو بذلك المجد علي طاولة المحفل السمائي

أن يجلس وسط الثالوث

فقد رقد جانبًا و هنا ليكون معنا

متخليا عن المجد الأزلي

و اختار أن يسكن معنا في بيت من الطين الزائل

قولي يا إلهة الشعر السمائية.. ألن يقدم عرقك المقدس

هدية للطفل الإله؟

أليس لديك قصيدة أو ترنيمة أو لحن مهيب؟

للترحيب به في مسكنه الجديد هذا

الآن بينما لم تستطع السماء مع شمسها و كواكبها التي لم تطأها قدم

أن تأخذ بصمة من النور القادم

و يظل كل من يستقبله يطيل النظر إلى الأسراب النورانية؟

انظروا كيف أتى من المشرق البعيد

وأسرع العرافون.. الذين قادتهم النجمة.. بعطورهم الذكية:

اركضوا، امنعوهم بنشيدكم المتواضع

ضعوه باتضاع عند قدميه المباركتين

لكم الشرف أن تكونوا أول من يحيي الرب

و ينضم صوتكم إلى جوقة الملائكة

حول مذبحة السري الذي تمسه النار المقدسة

كان الشتاء قاسيًا

عندما كان الطفل الذي ولد من السماء ..

المقمط بملابس فقيرة.. يرقد في المزود الحقير

لكن الطبيعة كانت تهابه

فقد خلعت زينتها المبهرجة

حتى تتعاطف مع سيدها العظيم

فلم يكن الوقت مناسبًا

لتظهر للشمس عشقها المفعم بالحيوية

………

لم يسمع صوت حرب أو معركة حول العالم

أهمل الرمح و الدرع و علقا في مكان مرتفع

توقفت مركبات الحرب المتلاحمة

و لم تلطخها دماء الأعداء

…….

كان الرعاة يجلسون فوق العشب عند بزوغ الفجر

يتبادلون أطراف الحديث

في مجلسهم البسيط

ربما لم يخطر ببالهم سوى “بان” العظيم

ربما قصص حبهم أو أغنامهم

كانت تلك الأفكار الساذجة

هي كل ما يشغل بالهم

حينئذ استقبلت قلوبهم وآذانهم

تلك الموسيقى العذبة

………..

لكن انظروا ها هي العذراء المباركة

قد وضعت طفلها لينام

و حان الوقت لتنتهي أغنيتنا الطويلة المملة

فإن أصغر نجمة مولودة في السماء

قد هيأت سيارتها اللامعة

إن الهها النائم قد حضر و معه مصباح من صنع الإنسان

أما الملائكة الوديعة الحاضرة دائمًا

المتسربلة بالنور فقد مكثت معه لتخدمه

“بان” إله الغابات و المراعي عند الإغريق

تاريخ الخبر: 2023-01-08 09:22:01
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

«نزاهة»: إيقاف 166 فاسداً في 7 وزارات - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:23:39
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

إيقاعات الجاز تصدح بطنجة بحضور مشاهير العازفين من العالم

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:24:52
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

الصين: وصول رواد فضاء المركبة الفضائية “شنتشو-17” لبكين

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:24:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية