التعليم: كل شيء وارد في طريقة تقويم امتحانات آخر السنة


أحمد جمال

لم تحسم رؤيتها الخاصة بطريقة تقويم امتحانات نهاية العام، حتى الآن، لأن المسيطر على امتحانات الفصل الدراسي الأول المقرر أن تنطلق في التاسع من يناير هو السير على حبال مختلفة دون الاستقرار على أسلوب واحد، مع استمرار المزج بين الامتحانات التقليدية التي لا يُستخدم فيها الكتاب المدرسي والاعتماد على ، ما أفرز الاستعانة بـ«ورقة المفاهيم» كحل وسط، وكذلك الوضع بالنسبة لأداء امتحانات على التابلت أم العودة للامتحانات الورقية، واختارت الوزارة أيضَا المزج بين الأسلوبين.

بالنسبة لامتحانات صفوف النقل بدءاً من منظومة التعليم الجديدة (الصفان الرابع والخامس الابتدائي) وحتى الصف الثالث الإعدادي تم الاستقرار على أن تكون بعيداً عن جدل الأوبن بوك أو التابلت، لكن الوضع يختلف بالنسبة للصفين الأول والثاني الثانوي التي تجرى فيها الامتحانات هذا العام ورقية للذين لم يتسلموا التابلت أو لا تتوفر لدى مدارسهم بنية تكنولوجية تسمح بأداء الامتحانات عبر التابلت وكذلك طلاب المنازل، وباستثناء ذلك فإن باقي الطلاب سيخوضون عبر التابلت.

ويتضمن امتحان الفصل الدراسي الأول لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي أسئلة اختيار من متعدد يتم الإجابة عليها إلكترونيا وتشكل 85% من إجمالي الأسئلة، وأخرى مقالية يتم الإجابة عليها ورقيا وتكون نسبتها 15%، كما أن الوزارة قررت تسليم ورقة مفاهيم للطلاب وحظرت على الطلاب اصطحاب الكتاب المدرسي أو دخول أي أوراق أخرى تخص المنهج الدراسي، ووصلت إلى صيغة وسط بين الامتحانات التقليدية وامتحانات «الأوبن بوك».

وأفصحت أميرة يونس، أدمن جروب مصر للتعليم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن مجموعة من المخاوف التي تشغل بال أولياء الأمور قبل انطلاق الامتحانات، على رأسها كيفية تعامل المديريات والإدارات التعليمية مع مشكلات عجز الورق التي ظهرت في الامتحانات الشهرية مع زيادة تكاليف الطباعة، ما قد ينتج عنه تكديس الأسئلة وبخطوط صغيرة للتوفير وفى تلك الحالة يكون الطالب قد تعرض للظلم.
وأوضحت أن طلاب الصف الخامس لم يتم تدريبهم بالشكل الجيد قبل انطلاق الامتحانات وأن الوزارة أتاحت العام الماضي نماذج استرشادية ساعدت الطلاب قبل انطلاق الامتحانات بخلاف هذا العام الذى اكتفت فيه بنموذجين فقط لكل مادة يتضمن صيغة الامتحانات وتستهدف بالأساس الموجهين وليس الطلاب.

وأشارت إلى أن طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي يخشون من إمكانية أن تأتى الامتحانات الورقية أصعب من الإلكترونية أو العكس، وهناك مطالب بتوحيد الامتحانات حتى لا يتعرض الطلاب للظلم، ورحبت بقرار الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم الذى وجه بزيادة مساحة الورق للجزء المقالي في ورقة المفاهيم لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي العام، حتى يتبقى جزء كمسودة يستطيع الطالب استخدامها أثناء الامتحان.

ومن جانبها قالت هبة علام مؤسس جروب مصر تتقدم بالتعليم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن طلاب الثانوية العامة ليس في معزل عن عدم الاستقرار على طرق التقويم لأن الوزارة قررت مثلاً هذا العام عودة أسئلة القصة بالنسبة لمادة اللغة العربية في حين أنها لم تكن مدرجة في امتحانات العام الماضي وبالتالي فإنه الطلاب لا يعرفون طبيعة الأسئلة التي ستكون عليها كما أن الأسئلة الموجودة عليها في الكتاب المدرسي تركز على الحفظ وهو ما يخالف فلسفة امتحانات الثانوية العامة، وكذلك الوضع بالنسبة لعودة سؤال التعبير الذى لم يتدرب عليه الطلاب منذ أن كانوا بالصف الثالث الإعدادي مع إلغاء هذا النوع من الأسئلة خلال العامين الماضيين.

وتمنت علام أن تختفى ظاهرة عدم توافق المعلمين على إجابات المواد المختلفة كما الحال بالنسبة للعامين الماضيين وهو ما أحدث مزيداً من الارتباك لدى الطلاب مع ضرورة إتاحة نماذج الإجابة وتعريف الطلاب بتوزيع الدرجات.

ومن جانبه قال الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات سابقًا، إن الأزمة الرئيسية تتمثل في عدم وجود دراسات تحلل مدى نجاح طرق التقويم التي جرى الاعتماد عليها خلال العامين الماضيين وما إذا كان يستوجب استكمالها من عدمه، وأن الوزارة لم تتح النتائج الكاملة لامتحانات التابلت لقياس مدى تقبل الطلاب لها من عدمه كما أن بيانات نتائج امتحانات الثانوية العامة بالأسلوب الجديد لم تخضع لدراسات من جانب أساتذة التقويم.

واعتبر أن أساليب التقويم هي المدخل الرئيسي لإصلاح المنظومة التعليمية وهي التي بمقتضاها من الممكن أن تحقق المنظومة نجاحاً أو قد تعطل أي مسارات للتطوير، وبالتالي فإنه مهما أقدمت الوزارة على تعديل المناهج وإصلاح أوضاع المعلم دون أن يشمل ذلك التقويم فلن يؤدى ذلك لنتائج إيجابية وسوف تستمر ظاهرة الدروس الخصوصية ولن تتوقف عملية التظلمات من الدرجات التي تبرهن على أن هناك أخطاء في التقويم.

وأكد أن إجراء امتحانات بنظام الأوبن بوك يتطلب مناهج تساير أسلوب التقويم وهو أمر لا يتوفر بالنسبة لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي، كما أن المعلم لابد أن يكون على علم بمنهجية التدريس التي تتماشى مع هذا النوع من الامتحانات، والمشكلة الأبرز أن أساتذة التقويم وواضعي الامتحانات ليس لديهم الخبرات الكافية لوضع امتحان يُسمح فيه بدخول الكتاب المدرسي وهو ما دفع الوزارة للتراجع خطوات إلى الخلف وتحظر دخوله مع السماح بإتاحة ورقة للمفاهيم، والأهم أن «الأوبن بوك» لا يصلح لكل المواد ولا يستخدم في مراحل التعليم الأساسي في غالبية دول العالم.

وشدد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي بجامعة عين شمس، على أن وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الأخيرة سعت إلى تطوير نظم التقويم والامتحانات في المرحلة الثانوية العامة بحيث أصبحت الأسئلة لا تقتصر فقط على قياس مستويات التذكر والفهم باعتبارها أدنى المستويات المعرفية، ولكنها امتدت لتقيس المستويات المعرفية العليا (من تطبيق وتحليل وتركيب وتقويم)، كما تم إدخال منظومة التابلت في المرحلة الثانوية، وبالطبع فإن تطبيق أي تجارب جديدة في مجال التعليم قد تعتريه بعض المشكلات في الواقع مما يجعل متخذي القرار يعدلون القرارات المتصلة بالامتحانات بشكل مستمر.

وأوضح أن الوزارة استقرت نسبيًا على شكل امتحان المرحلة الثانوية خلال العامين الماضي والحالي حيث يتضمن أسئلة اختيار من متعدد (يتم الإجابة عليها الكترونياً)، وأسئلة مقالية (تتم الإجابة عليها ورقيا) وإن اختلفت  نسب نمطى الأسئلة خلال العام الحالي (85% اختيار من متعدد، 15% مقالي)، عن العام الماضي (70 % اختيار من متعدد، 30% مقالي)، ويمثل تحديد تلك النسب في امتحانات العام الحالي هو إعداد للطلاب على امتحانات الثانوية العامة التي ستتضمن نفس تلك النسب مما سيحقق استقراراً أكبر خلال السنوات القادمة.

 وفيما يتعلق بالمزج بين الأوبن بوك والامتحان التقليدي، فإن فلسفة النظام الجديد للامتحانات في الثانوية العامة تعتمد على تضمين أسئلة مصممة لقياس المستويات العقلية العليا لدى الطلاب وترتكز على إعمال الطالب لعقله واستخدامه عمليات معرفية مثل الاستنتاج والاستدلال والتفكير التباعدي، ومثل هذه العمليات العقلية لا تتطلب من الطالب حفظ التفاصيل أو القوانين المتضمنة في المناهج، بل يكفيه الاطلاع على تلك التفاصيل في الأوبن بوك لكى يبدأ استخدام عملياته العقلية في الإجابة على الأسئلة.

وشدد على أن تحقيق أكبر قدر من العدالة بين طلاب صفوف النقل يتطلب توحيد طرق الإجابة على الامتحانات في جميع المدارس فلا يجب أن تكون الامتحانات ورقية بالكامل في بعض المدارس، وورقية وإلكترونية في مدارس أخرى، وأن تكون أسئلة الامتحانات متكافئة في مستويات السهولة والصعوبة بين جميع الإدارات وهذا يمكن تحقيقه بسهولة من خلال الاستعانة بما يُسمى (بنوك الأسئلة).

وأكد على أهمية وضع آليات واضحة تضمن إعادة الامتحان للطلاب الذين واجهتهم صعوبات في استخدام التابلت من خلال تجهيز نسخ ورقية احتياطية أو إعادة الامتحان مرة أخرى في وقت لاحق لهؤلاء الطلاب، واستبعاد أي سؤال به أخطاء سواء في الصياغة أو المحتوى أو يحمل أكثر من بديل صحيح، وتحديد آلية تصحيح الأسئلة المقالية والاختيار من متعدد بوضوح، وإتاحة نماذج الإجابة للطلاب عقب انتهاء الامتحانات لجميع الطلاب، وتطبيق كافة القواعد الخاصة بتنظيم الامتحانات بشكل عادل على جميع المدارس دون تمييز.

أقرأ أيضا:

تاريخ الخبر: 2023-01-08 12:20:40
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

فيديو.. أشرف داري يسجل هدفا رائعا في مرمى مولنبيك

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:09:05
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 71%

إشادة إفريقية بجهود الملك محمد السادس لصالح الشعب الفلسطيني

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:09:02
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 75%

معطيات جديدة بشأن إغلاق قطر مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:09:08
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 84%

الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري.. تعيينات جديدة وتجديد مهام

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:10:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

تفاصيل تعيينات جديدة بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:09:11
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 76%

كلية الآداب الرباط.. الفكر الفلسفي المغربي يحتفي بنور الدين أفاية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:10:04
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

بمشاركة المغرب.. افتتاح القمة الـ 15 لمنظمة التعاون الإسلامي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:10:05
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

"فيفا" يكشف موعد تاريخ قرعة كأس العالم للفوتسال

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:10:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية