وبحسب مقال لـ"جينيفر ماذرز" و"ناتاشا دانيلوفا"، شن الجيش الأوكراني هجومًا مدمرًا في يوم رأس السنة الجديدة على مبنى يضم جنودًا روسًا جرى حشدهم أخيرًا في منطقة دونيتسك المحتلة.

خطوة غير عادية

تابع المقال: "اتخذت وزارة الدفاع الروسية خطوة غير عادية للإعلان بسرعة عن مقتل 63 جنديًّا، جرى تعديل الرقم لاحقًا إلى 89، وهو أكبر عدد من الضحايا جرى الاعتراف به حتى الآن في أي حادث منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022".

وأضاف: "لكن المفاجأة نفسها كانت عدم وجود معارضة عامة منظمة من أمهات الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا لهذا الإعلان عن مقتل جماعي للجنود".

وأردف: "عندما بدأ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، توقع العديد من المراقبين أن تقود أمهات الجنود الروس معارضة شعبية ضد العملية العسكرية الخاصة".

شبكة فضفاضة

مضى المقال يقول: "شكلت لجنة أمهات الجنود في روسيا CSMR، إحدى أشهر منظمات المجتمع المدني في روسيا وأكثرها احترامًا، نقطة محورية لمعارضة حروب موسكو التي لا تحظى بشعبية في أفغانستان والشيشان، ولا سيما من خلال الدفاع عن حقوق المجندين".

وتابع: "قدمت CSMR وفروعها في جميع أنحاء روسيا مشورة مجانية حول الطرق القانونية لإرجاء التجنيد الإجباري أو التهرب منه، بل وأحالت وزارة الدفاع إلى المحكمة لإجبار الدولة على الوفاء بالتزاماتها القانونية تجاه جنودها".

روسيا تؤيد حظر الخرائط التي تشكك في "وحدة أراضي" البلاد https://t.co/kGEeKFeYtN #اليوم pic.twitter.com/a8v8ch7cvy— صحيفة اليوم (@alyaum) January 9, 2023

وأردف: "لكن هذه الحركة تغيرت كثيرًا منذ التسعينيات، حيث لم تعد قوة متماسكة وموحدة، بل تطورت إلى شبكة فضفاضة من المنظمات".

وأضاف: "تعرب بعض اللجان عن دعمها القوي للقيم التقليدية والوطنية والجيش، بينما تناضل لجان أخرى من أجل حقوق الإنسان التقدمية وضد النزعة العسكرية".

واستطرد: "ناشد العديد من الأمهات الفروع المحلية للمنظمة في البداية للحصول على معلومات حول الأبناء الذين يجري إرسالهم إلى أوكرانيا".

ومع استمرار الحرب، لم تستخدم أمهات الجنود تلك الفروع للتعبير عن مخاوفهم وتضخيم أصواتهم.

وسائل التواصل الاجتماعي

أردف: "بدلًا من ذلك، لجأن إلى وسائل التواصل الاجتماعي، في البداية للبحث عن المنشورات التي قد تزودهم بمعلومات عن أحبائهم، ومن ثم إنشاء مجتمعات رقمية كبدائل للجان القديمة لأمهات الجنود".

واستطرد: "من دون دعم لجان أمهات الجنود، بشبكاتهم وخبراتهم القيمة، لا تستطيع أمهات الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا التحدث بصوت واحد".

وأضاف: "بدلًا من ذلك، ينتظمن على نطاق أصغر بكثير، عادةً حول الوحدات التي يخدم فيها أبناؤهن، أو في حادثة عسكرية معينة، أو المناطق التي جرى تجنيد أبنائهن منها. ولذلك فإن رسائلهن مجزأة وغالبًا ما تكون غير متسقة".

ولفت المقال إلى أنهن يركزن قبل أي شيء على رفاهية أبنائهن، على الرغم من أن اهتمامات الأمهات لا تترجم بالضرورة إلى معارضة مباشرة للحرب نفسها.

#أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 111 ألفًا و760 جنديًا https://t.co/3O3xExIXU8 #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 9, 2023

فرص عمل

تابع: "بدلًا من ذلك، غالبًا ما تُصاغ مطالب الأمهات باستخدام لغة الوطنية وبشكل داعم للكرملين مع انتقاد القيادة العسكرية الروسية، على سبيل المثال من خلال دعوة الدولة لإعداد أبنائهن بشكل أكثر فعالية للقتال".

وأردف المقال: "في أجزاء كثيرة من روسيا ذات مستويات عالية من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، يعتمد البقاء الاقتصادي للأسرة على الخدمة العسكرية لأبنائها، حيث يقدم الجيش فرص عمل محترمة".

ومضى يقول: "بالنسبة إلى هؤلاء الأمهات، فإن الابن الجندي الذي يُقتل في المعارك هو مأساة مزدوجة، فقدان أحد أفراد أسرته وكذلك خسارة الراتب الذي يحافظ على حياة الآخرين".

وتابع: "لذلك، لا عجب في أن بعض أمهات الجنود الروس الذين سقطوا يطالبن الدولة بتقديم تعويضات مالية لهن".