خلال الأيام القليلة الماضية أثار بلوجر شهير ضجة كبيرة بعد نشره لفيديوهات على قناته الشخصية بموقع الفيديوهات "يوتيوب"؛ لمحاولة كشف غموض الحضارة المصرية من خلال عدة نظريات لباحثين غربيين ومصريين، وقال "البلوجر": خرجت تلك النظريات للنور في الثلاثين عاما الأخيرة.. وتلك النظريات صادمة بشدة، ومخالفة لكل ما تلقيناه منذ الصغر حول الحضارة المصرية.

ويتابع: كم يبلغ عُمر الأهرامات؟ من نحت أبو الهول؟ ما سر الإعجاز الهندسي في جميع المسلات والمعابد والتماثيل؟ كيف انتهت الحضارة المصرية؟ أدلة عديدة نحاول الإجابة عنها من خلال تلك الحلقات.

• علم الآثار الزائف

يستعين البلوجر في هذه الفيديوهات بعدة مصادر خارجية من كتب وغيره، ويدعي أنها تاريخ بديل أو علم بديل؛ إلا أنها في حقيقة الأمر تندرج تحت عنوان "علم الآثار الزائف"، أو "علم الآثار الهامشي"، وهو مجال يقوم بتفسير التاريخ الماضي على أسس لم يعترف بها مجتمع الآثار العلمي، الذي يرفض أساليب تجميع البيانات بطرق تحليلية مقبولة.

وتنطوي هذه التفسيرات العلمية الزائفة على استخدام القطع الأثرية أو المواقع أو المواد المكتشفة لبناء نظريات لا أسس علمية لها لإثبات ادعاءاتهم الزائفة، وتشمل هذه الأساليب المبالغة في الأدلة، والاستنتاجات المثيرة أو الرومانسية، وحتى تلفيق الأدلة.

لا توجد نظرية أو نهج موحد للآثار الكاذبة، ولكن هناك تفسيرات مختلفة كثيرة للماضي تتعارض بشكل مشترك مع تلك التي طورها المجتمع العلمي، ويدور بعض هذه الأفكار حول فكرة أن المجتمعات البشرية القديمة والما قبل تاريخية قد تواصلت مع حياة ذكية من خارج كوكب الأرض لتطوير حضارتها، وهي فكرة نشرها أشخاص مثل المؤلف السويسري إريك فون داينكن في كتبه مثل كتاب "عربات الآلهة؟" (1968). 

ويرى آخرون، بدلا من ذلك، أنه كان هناك مجتمعات بشرية في الفترة القديمة متقدمة تقنيا بشكل كبير عن حضارتنا، مثل أتلانتس، وقد تشيع هذه الفكرة شخصيات مثل جراهام هانكوك في "بصمات للآلهة" (1995).

• علماء الآثار الأكاديميين

إلا أن علماء الآثار الأكاديميين انتقدوا بشدة علم الآثار الهامشي، إذ يعتبر جون ر. كول أشد العارضين لها، وصفها بأنها علم يعتمد على "الإثار، وسوء استخدام المنطق والأدلة، وسوء فهم المنهج العلمي، والتناقضات الداخلية بين الحجج" تمت مقارنة العلاقة بين علم الآثار الهامشي والبحث الأكاديمي كالعلاقة بين نظريات التصميم الذكي والبيولوجيا التطورية من قبل بعض علماء الآثار.

• علماء الآثار الزائفة

يستخدم علماء الآثار الزائفة عادةً بسبب الافتقار إلى الدلائل العلمية أشكالًا أخرى من الدلائل لدعم براهينهم. على سبيل المثال، يستخدمون عادةً المقارنات الثقافية المُعممة"، ويأخذون العديد من الآثار والتحف من مجتمع واحد، ويسلطون الضوء على التشابهات مع مثيلاتها من مجتمع آخر ليدعموا استنتاجًا مفاده أنّ لهما أصل مشترك، كحضارة قديمة ضائعة مثل أطلانطس وقارة مو، أو تأثير من خارج الأرض. يخرج هذا الآثار والتحف بشكل كامل من سياقاتها الأصلية، وهذا شيء محرم بالنسبة لعلماء الآثار الأكاديميين، الذين يرون السياق ذا أهمية قصوى.