متوسط ​​درجات الحرارة عبر عام 2022 -الذي شهد سلسلة من الكوارث الطبيعية غير المسبوقة التي أصبحت أكثر احتمالية وفتكًا بسبب تغيّر المناخ- تجعله خامس عام من ناحية الدفء منذ أن بدأت السجلات في القرن التاسع عشر، وفقًا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ.

تفاقم موجات الحر

تعرضت باكستان وشمال الهند لموجة حارة ربيعية استمرت شهرين مع استمرار درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت)، تلتها فيضانات باكستان التي غطت ثلث البلاد، وأثرت في 33 مليون شخص، وتسببت في نحو 30 مليار دولار أمريكي من الأضرار والخسائر الاقتصادية.

وقال كوبرنيكوس في تقرير سنوي إن فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا سجلت متوسط ​​درجات حرارة قياسية جديدة لعام 2022، إذ عانت أوروبا ككل عامها الثاني الأكثر سخونة على الإطلاق، حسبما أورد موقع "ساينس ألرت".

وتفاقمت موجات الحر عبر القارة بسبب ظروف الجفاف القاسية.

زادت درجات الحرارة الأوروبية بأكثر من ضعف المتوسط ​​العالمي خلال الثلاثين عامًا الماضية، حيث أظهرت المنطقة أعلى معدل زيادة في أي قارة في العالم.

وقالت سامانثا بورجيس، نائبة رئيس خدمة تغير المناخ في كوبرنيكوس، في بيان: "كان عام 2022 عامًا آخر من التقلبات المناخية المتطرفة في جميع أنحاء أوروبا والعالم".

وأضافت: "هذه الأحداث تسلط الضوء على أننا نشهد بالفعل العواقب المدمرة لعالمنا الدافئ".

كما شهدت مساحات شاسعة من الشرق الأوسط والصين وآسيا الوسطى وشمال إفريقيا متوسط ​​درجات حرارة غير مسبوق عبر عام 2022 بأكمله.

وأبلغت الصين وأوروبا الغربية عن آثار سلبية على الزراعة والنقل النهري وإدارة الطاقة المتعلقة بالظروف الجوية.

لا علامة على التباطؤ

شهدت المناطق القطبية للأرض درجات حرارة قياسية العام الماضي أيضًا.

ووصلت محطة فوستوك النائية في عمق المناطق الداخلية من شرق القارة القطبية الجنوبية إلى درجة حرارة معتدلة نسبيًا تحت الصفر 17.7 درجة مئوية (0.14 درجة فهرنهايت)، وهي الأكثر دفئًا على الإطلاق في تاريخها البالغ 65 عامًا.

ووصل الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أدنى حد له في 44 عامًا من سجل الأقمار الصناعية في فبراير، خلال صيف نصف الكرة الجنوبي.

وفي الطرف الآخر من الكرة الأرضية، شهدت جرينلاند درجات حرارة أعلى من المتوسط ​​بـ8 درجات مئوية في شهر سبتمبر، مما أدى إلى تسارع فقدان الغطاء الجليدي الذي أصبح مساهماً رئيسياً في ارتفاع مستوى سطح البحر.

السنوات الأكثر سخونة

تعد السنوات الأكثر سخونة المسجلة على مستوى العالم - بترتيب تنازلي - 2016 و 2020 و 2019 و 2017، وفقًا لكوبرنيكوس.

كما استمرت تركيزات غازي الدفيئة الرئيسيين اللذين يتسببان في الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي - وهما ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) - في ارتفاعها على مدار عقود إلى مستويات قياسية.

مستويات قياسية من الانبعاثات الحرارية

ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى 417 جزءًا في المليون - وهو أعلى مستوى في أكثر من مليوني عام.

وارتفع الميثان إلى 1894 جزءًا في المليار إلى مستويات لم نشهدها منذ 800000 عام.

وقال فينسينت هنري بيوش، مدير خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي: "تستمر التركيزات في الغلاف الجوي في الارتفاع دون أي علامة على التباطؤ".

وأضاف "لقد تعرّض عالم بالكاد يزيد عن 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية إلى موجات حر وجفاف ودرجات حرارة قياسية ، ويتجه نحو 2.8 درجة مئوية فوق هذا المعيار".

وتدعو اتفاقية باريس، التي وافقت عليها جميع دول العالم تقريبًا في عام 2015 ، إلى وضع حد لظاهرة الاحتباس الحراري بدرجة 1.5 درجة مئوية ، والتي يقول العلماء إنها ستحد من تأثيرات المناخ على مستويات يمكن التحكم فيها.

لكن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان من إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري - المحرك الرئيسي للاحترار - استمرت في الارتفاع ، حتى مع تسارع إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي.