نشطاء بيئيون ينتقدون تعيين الإمارات مدير شركة بترول أبوظبي رئيسا لقمة المناخ "كوب 28"


إعلان

  أثار اختيار الإمارات رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية الخميس رئيسا لمؤتمر الأطراف حول كوب 28 الذي تستضيفه الدولة الخليجية الغنية بالنفط نهاية هذا العام، حفيظة ناشطين مدافعين عن البيئة المناخ. 

والخميس، تقرر رسميا تكليف سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة النفط الحكومية العملاقة (أدنوك)، والذي يشغل أيضا منصب المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي بهذا الدور.

وستكون الإمارات، العضو البارز في منظمة الدول المصدرة للنفط، ثاني دولة عربية تستضيف المؤتمر بعد مصر التي استضافت الدورة 27 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 2022. 

لكن هذه هي أول مرة منذ انطلاق مؤتمر الأطراف في والذي قادته وزيرة البيئة الألمانية حينها أنغيلا ميركل، يتم تعيين مدير شركة بترول لقيادة مفاوضات المناخ. على أن المبدأ هو أن يتم التناوب على رئاسة مؤتمرات الأطراف كل عام بين خمس مجموعات إقليمية رئيسية تحددها الأمم المتحدة، هي أوروبا، أفريقيا، آسيا والمحيط الهادئ، أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، (). وتحتضن الإمارات المؤتمر المقبل بما أن هذا العام هو دور دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ لاستضافة القمة المناخية العالمية.

كما قررت الإمارات حسب وكالتها الرسمية للأنباء تعيين كل من معالي شمّا المزروعي رائدة المناخ للشباب في المؤتمر، وسعادة رزان المبارك رائدة المناخ في المؤتمر. 

  • من هو سلطان أحمد الجابر؟ 

سلطان أحمد الجابر هو وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات العربية المتحدة منذ يوليو/تموز 2020. وباعتباره قاد الفريق المعني بتأسيس شركة مصدر للطاقة المتجددة في أبوظبي، والتي تمتلك أدنوك حصة 24 بالمئة فيها، فإن الجابر يتمتع بالخبرة في مجال العمل الصديق للبيئة إضافة لما قام به من دور محوري في تنمية محفظة أصول الطاقة المتجددة لبلاده، رغم كونه مديرا لشركة نفطية. كما أنه يشرف على تسريع استراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية في أدنوك التي تم إقرارها أواخر 2022. وهو أيضا رئيس مجلس إدارة شركة موانئ أبوظبي. 

ووفقا لبيان أصدره مكتبه، فإن الجابر سيعمل على وضع جدول أعمال مؤتمر كوب 28 وسيلعب دورا محوريا في المفاوضات بين مختلف الحكومات للتوصل إلى توافقات في الآراء. وقد صرح الجابر، الذي قال البيان إنه سيكون أول رئيس تنفيذي يشغل منصب رئيس مؤتمر الأطراف، بأن بلاده ستركز على أن "تكون الدورة القادمة من مؤتمر الأطراف أكثر واقعية واحتواء لجميع الآراء". مؤكدا على أن الإمارات "ستحرص على الوصول إلى مخرجات عالية الطموح". 

وهو متحصل على دكتوراه في الاقتصاد والإدارة من جامعة كوفنتري البريطانية، وماجستير في إدارة المشاريع والاقتصاد من جامعة ولاية كاليفورنيا، وبكالوريوس العلوم في هندسة الكيمياء والبترول من جامعة جنوب كاليفورنيا، حسب . 

وقد برز الجابر في 2006 حينما أسس مصدر المجموعة الاستثمارية للطاقة المتجددة، التي تساهم فيها أدنوك وترتبط ارتباطا وثيقا بالدولة. 

  • "أمر مقلق وتضارب في المصالح" 

وبما أنه قد تقلد مناصب حكومية مختلفة أبرزها وزير دولة منذ 2013 ووزير الصناعة منذ 2020، ولعب أدوارا في مجالات متعددة منها ما هو في صناعة النفط ولكن أيضا في مجال البيئة، فإن مسيرته تجسد بشكل مثالي استراتيجية المناخ في أبوظبي التي تستثمر بشكل كبير في مجال الطاقات المتجددة حول العالم مع الاستمرار في استغلال النفط الخام الذي يوفر أكثر من نصف دخل الدولة، حسبما نقل موقع "" الفرنسي المتخصص في البيئة والمناخ، والذي انتقد التعيين ونقل انشغال نشطاء البيئة وقلقهم بشأن هذا القرار.

حيث قال ديفيد تونغ المسؤول في منظمة "أويل تشينغ إنترناشونال Oil change international " التي تناضل للتخلص من الوقود الأحفوري: "إنه أمر مقلق للغاية أن نرى تعيين رئيس تنفيذي لشركة نفط لإدارة مفاوضات المناخ.. هذا التعيين يمكن أن يقوض مصداقية مؤتمر الأطراف". 

من جانبها، نقلت صحيفة البريطانية نفس القلق، حيث قال المدير التنفيذي لشبكة العمل المناخي الدولية تسنيم إيسوب Tasneem  Essop: [إذا تم تعيين الجابر رئيسا لمؤتمر كوب 28] فسيكون من الضروري أن يُطمئن العالم بأنه سيتنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة أدنوك. لا يمكن أن يدير مسار معالجة الأزمة المناخية مع هذا التضارب في المصالح، بقيادته صناعة مسؤولة عن الأزمة نفسها".

هذا، وتدعو الإمارات ومنتجو الطاقة في الخليج إلى انتقال واقعي للطاقة بحيث تواصل الهيدروكربونات لعب دور لضمان أمن الطاقة مع الالتزام في الوقت نفسه بخفض الانبعاثات الكربونية. وتتعهد الإمارات، التي كانت أول دولة في المنطقة تصادق على اتفاق باريس، بالوصول بصافي الانبعاثات للصفر بحلول 2050. وسيشهد مؤتمر كوب 28 أول تقييم عالمي منذ تبني اتفاق باريس التاريخي في 2015. 

فإذا، ما هي مخاوف نشطاء البيئة بعد تعيين الجابر رئيسا لقمة المناخ 28 كيف تنظر الإمارات إلى ظاهرة التغير المناخي وما دورها في مكافحتها؟ إنتاج البترول وحماية البيئة.. معادلة مستحيلة؟ 

  • "رئيس شركة تبغ يقود مؤتمرا لمعالجة السرطان" 

ترى زينة خليل الحاج مديرة الحملات في غير الحكومية والتي تعنى بالبيئة وقضايا المناخ، بأن تعيين سلطان الجابر هو بمثابة تعيين "رئيس شركة تبغ لقيادة مؤتمر لمعالجة السرطان". وهي تقول: "المهتمون بالمناخ ينتقدون تعيين سلطان جابر رغم دوره في مصدر، بسبب ترؤسه لشركة أدنوك النفطية في دولة الإمارات. من الصعب تقبل أن يكون مدير شركة نفط هو من يقود مؤتمرا لمعالجة مشاكل المناخ. فنحن نعرف بأن شركات النفط هي السبب الأساسي للمشكلة والمأساة المناخية التي نعيشها في حياتنا اليومية. السنة الماضية لما كنا في مؤتمر كوب 27 بمصر، كان هناك تخوف من أن كثيرا من القرارات لن تتجه نحو المنحى المناسب، حيث كان أكثر من ثلاثمائة داعم لشركات النفط  ضمن فرق عمل الدول المشاركة. فكيف الحال إذا ما كان رئيس المؤتمر هو من شركات النفط! هذا هو سبب تخوفنا". 

وتضيف محدثتنا: "أكبر مثال على هواجسنا، هو أنه خلال مؤتمر شرم الشيخ السنة الماضية كانت هناك موافقة من معظم الدول بنسبة كبيرة لمناقشة تقليص تدريجي لمعظم الوقود الأحفوري وليس فقط الفحم الحجري، لكن ورغم موافقة دول مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية والهند فقد تم إلغاؤه من النص النهائي للمؤتمر بسبب الضغط الذي مارسته حسب رأينا شركات النفط. وبنظري أنا شخصيا بسبب الضغط الذي كانت مصر تواجهه من الدول العربية المنتجة للنفط. هذا تخوفنا الأساسي ولدينا أيضا شكوك حيال أن يكون تعيين سلطان جابر قرارا مناسبا". 

كما تقول الحاج: "هل هي معادلة مستحيلة أن يكون لديك إنتاج نفط وتسعى إلى حماية البيئة؟ هي ليست مستحيلة إن تم الالتزام بالتقليص التدريجي للاعتماد على النفط وإنتاجه. لا يمكن الاستمرار في إنتاج النفط والقول بأننا نحمي المناخ والبيئة فهذان أمران متناقضان تماما. لا يمكننا الحديث عن الاستمرار بإنتاج النفط وحرقه إذا تكلمنا عن حماية المناخ والبيئة. يمكن لمثل تلك الدول المنتجة للنفط مثلا أن تتخذ قرارا بتغيير اقتصادها واعتمادها وتقليص تدريجي لإنتاج النفط للانتقال نحو حالة دولة تعتمد على النفط بشكل متكامل. المشكلة الأساسية التي نواجهها هي أن الاقتصاد العالمي معتمد كليا على النفط، كيف يمكن تغيير ذلك؟ هذا ممكن لكن في حال اتخاذ قرارات والتزامات فعلية بتقليص تدريجي للاعتماد على النفط من حيث استخدامه لكن أيضا بالنسبة لاعتماد اقتصادات الدول على إنتاجه. في نظرنا كناشطين بيئيين نحن نؤمن بإمكانية التوصل إلى هذه الغاية لكن من خلال الالتزام الحقيقي، وليس بوعود من قبيل الاستمرار في إنتاج النفط والقيام بحملات تشجير مثلا، وهي من الأشياء التي نسمعها ونعيشها وهي غير مقبولة". 

  • "الجدل ليس بسبب تعيين الجابر.. وللإمارات رؤية مناخية" 

في المقابل، يرى عمر شوشان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية في الأردن ومختص في سياسات المناخ، بأن "تعيين سلطان الجابر لرئاسة مؤتمر الأطراف بكل تأكيد جاء لخبرته التراكمية في مجال التغير المناخي من الناحية السياسية والفنية منذ سنوات طويلة، واشتباكه في الهيئات الاستشارية للتغير المناخي لدى الأمم المتحدة. أما الانتقاد من الناشطين في مجال المناخ فهو لا يأتي بسبب التعيين بحد ذاته وإنما بسبب استضافة المؤتمر لأحد أعضاء منظمة أوبك الكبار المصدرين للوقود الأحفوري (الإمارات) وهذا ما شهدناه في مؤتمر غلاسكو التي تستضيف العديد من شركات النفط العالمية". 

وقال شوشان: "أعتقد بأن دولة الإمارات تملك رؤية مناخية واضحة من الناحية السياسية والاقتصادية في الاستثمار بالطاقة المتجددة والانتقال التدريجي في الاعتماد على مصادر طاقة المستقبل وهذا يتضح في حجم الاستثمارات الداخلية والخارجية في سوق الطاقة النظيفة. كما تسعى جاهدة لتقديم نموذج عالمي في الطاقة المتجددة من خلال شركة مصدر ونشاطها الدولي في دعم التوجهات الاستراتيجية للوصول للحياد الكربوني وقد يساعدها أكثر الفائض المالي المتحقق خلال السنوات المقبلة حسب توقعات البنك الدولي لمنطقة الخليج وزيادة الاستثمارات الخضراء". 

كما أوضح رئيس اتحاد الجمعيات البيئية: "بكل تأكيد فإن بيت القصيد في حل المعضلة المناخية يكمن في وقف حرق الوقود الأحفوري وبلا شك أن العالم يفتقد للجاهزية الكافية للانتقال للطاقة المتجددة. هذا ما أسفرت عنه الأزمة الروسية-الأوكرانية وزيادة الطلب من جديد على النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري لتوليد الطاقة الكهربائية ودفع عجلة الصناعة والاقتصاد العالمي دون توقف. وكما قالت أوبك بشكل واضح إنها ستستمر في إنتاج الوقود الأحفوري مادام العالم بحاجة له. يدفعنا هذا أحيانا كمهتمين بقضايا البيئة والتغير المناخي إلى فقدان الأمل في إمكانية التوصل لحلول جذرية لأزمة المناخ، بسبب عدم جدية السياسيين والاقتصاديين في مواجهتها. أعتقد أننا شبعنا خطابات ومؤتمرات وحان الوقت للعمل بصدق لأن فاتورة الخسائر البشرية والاقتصادية تزيد يوما عن يوم. ولأن من يراهن على الاستمرار في ذات النهج الحالي سيهدد الأمن والاستقرار العالمي".

أمين زرواطي

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

تاريخ الخبر: 2023-01-12 18:17:31
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 94%
الأهمية: 87%

آخر الأخبار حول العالم

القيامة‏…‏والمجد

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:21:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

الأرصاد: لاتزال الفرصة مهيأة لهطول الأمطار بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:23:53
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٧)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:21:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

«ستاندرد آند بورز»: الاقتصاد السعودي سينمو 5 % في 2025 - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 09:23:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية