سياسى سورى لـ«الدستور»: المفاوضات مع تركيا متقدمة.. وعلى أنقرة البدء بخطوات على الأرض

ارتفعت خلال الفترة الماضية التصريحات التركية حول رغبة أنقرة فى عودة العلاقات مع دمشق وذلك عقب قطيعة استكرت لأكثر من 12 عاما، وكان آخرها تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأن هناك لقاء قريبا مع القيادة السورية لحل الخلافات وتطبيع العلاقات بين البلدين.

لتأتى تصريحات الرئيس السورى بشار الأسد اليوم السبت، كتعليقاً على تصريحات أردوغان، إذ أكد الأسد أن دمشق لن تواصل الحوار مع تركيا إلا إذا كان هدفه إنهاء الاحتلال، ووقف دعم التنظيمات الإرهابية.

وفى هذا السياق، قال الدكتور محمد كمال الجفا، المحلل السياسي السوري والخبير العسكري: قطعت المفاوضات الأمنية بين سوريا وتركيا شوطا متقدما وأثمرت على تثبيت تفاهمات مهمة متعلقة بالخطوط العريضة لآلية حل تدريجي للمشكلات المتجذرة في العلاقات بين البلدين.

وأوضح الجفا فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن انتهاء اللقاء بين البلدين على مستوى وزراء الدفاع بين البلدين برعاية روسية نتج عنه صدور بيانات إيجابية من كل الأطراف حيث دفع هذا الاجتماع قيادات البلدين وخاصة التركية إلى الخروج ببيانات إيجابية متسارعة عن قرب حدوث اجتماع على المستوى الوزاري حيث لاحظنا اندفاعة تركية متلاحقة لتحديد مواعيد قريبة جدا لهذا الاجتماع مع تحفظ وصمت سوري وعدم اطلاق أي تصريحات حول مواعيد قريبة قد تم تحديدها لإنجاز هذا اللقاء.

وأضاف الجفا أن دمشق شهدت حراكا دبلوماسيا متلاحقا بدأه وزير الخارجية الإماراتي ثم تبعه مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، واليوم توجت بزيارة وزير الخارجية الإيراني وكل هذا الحراك جزء أساسي منهم هو موضوع التقارب السوري التركي.

وتابع الجفا: “دمشق أدركت حاجة تركيا عامة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان خاصة لهذه اللقاءات وأدركت أن العامل الزمني ضاغط على أردوغان وحزبه وبالتالي لابد لها الا أن توسع مروحة الضامنين من حلفائها وادخال هؤلاء في صلب أحقية مطالبها من تركيا وبالتالي تثبيت حقوقها المسلوبة من قبل تركيا والدول التي تآمرت عليها”.

ولفت الجفا إلى أن تصريحات القيادة السورية اليوم أن كانت الرئاسة أو الخارجية أوضحت بشكل لا لبس فيه المطالب السورية الواضحة من تركيا وهي تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين روسيا وتركيا في قمة مارس 2020 وانسحاب الجيش التركي بالكامل من الأراضي السورية والاعتراف بدور تركيا في تدمير سوريا ومطالبتها بدفع تعويضات للدولة السورية واعادة ما تم سرقته من معامل وبنية تحتية ونقلها الى تركيا.

وحول أبرز الملفات العالقة التي تعوق تطبيع العلاقات، قال الجفا إن الملفات العالقة بين الدولتين عديدة ونستطيع أن نعتبرها مطالب سورية تسعى سوريا للحصول على اتفاقيات مكتوبه وهي، تسعى سوريا أولًا الى الحصول على تعهد تركي بسحب قواتها كاملة من سوريا وبضمانة من حلفائها، تطلب سوريا من تركيا تصنيف كل المجموعات الإرهابية التي تحمل السلاح ضد الدولة والجيش السوري على أنها ارهابية إن رفضت التسويات والمصالحة مع الجيش السوري وتسليم سلاحها بالكامل للدولة السورية.

وأضاف الجفا أن سوريا تسعى من خلال بنك المعلومات الذي تملكه عن المجموعات الإرهابية غير السورية إلى وضع تصورات وآلية وبرنامج زمني لنقلها إلى خارج سوريا وعدم قبول تركيا توطينهم داخل الحزام الأمني الذي ترغب تركيا بإقامته على كامل الحدود التركية السورية.

وحول أبرز مطالب سوريا من تركيا، أوضح الجفا أن مطالب سوريا هي اعتراف تركي صريح بدور تركيا في تدمير سوريا واعترافها بدورها في دعم كل المجموعات المسلحة وترغب سوريا بأن تقوم تركيا بدفع تعويضات للشعب السوري وأن تقوم بالقضاء على المجموعات الارهابية التابعة لها والداعمة لها وأن تقوم بتسليم المعابر الحدودية والطرقات الدولية التي تتواجد فيها مجموعات تابعه لها إلى الدولة السورية.

وأكد الجفا أن المطالب السورية ليست تعجيزية وهي مطالب محقة وكما تريد تركيا من سوريا اعتبار كل المجموعات الكردية المناوئة للدولة التركية مجموعات إرهابية فعلى تركيا اعتبار كل من يحمل السلاح ويقوض أمن الدولة السورية هم مجموعات إرهابية ويجب محاربتهم والقضاء عليهم.

الجفا: تركيا اليوم بحاجة ماسة لإنجاز أي اتفاق مع سوريا ولا يمكن لأردوغان أن يدخل الانتخابات إلا بتوقيع اتفاق مع دمشق

وحول توقعاته بمدى التزام تركيا بمطالب سوريا وخاصة الانسحاب من الأراضي التي دخلتها، قال الجفا: تركيا اليوم بحاجة ماسة لإنجاز اي اتفاق مع الدولة السورية ولا يمكن لأردوغان أن يدخل الانتخابات النيابية والرئاسية الا بتوقيع اتفاق مع سوريا لأن الملف السوري هو جسر عبور لكل الأحزاب التركية لتحقيق مطالب شعبية أساسية للأتراك وهي إعادة اللاجئين والتخلص من أعباء اللجوء السوري لمن هم من غير صاحبي رؤوس الأموال واليد السورية المهنية الماهرة ولتخفيف التوتر في الشارع التركي وخاصة القوميين المتشددين والذين يعتبرون أن التواجد السوري المكثف في بعض القرى والمدن وضمن تجمعات ضخمة يهدد حتى التركيبة السكانية لبعض المناطق التركية.

وتابع الجفا: "لذلك سوريا تسعى إلى توسيع مروحة الضامنين من الحلفاء في اي لقاءات أو مفاوضات مستقبلية مع تركيا والحصول على خطوات ميدانية في الأرض مثل سحب نقاط الجيش التركي وإغلاق مكاتب المعارضة والقنوات الاعلامية ووقف التمويل وتسليم الطرق الدولية هي خطوات استباقية مطلوب من تركيا تنفيذها ووضع خارطة طريق بضمانة حلفائها هي الطريقة الوحيدة لالتزام تركيا بمخرجات أي خارطة طريق يتم الاتفاق عليها بين الجانبين".

واختتم الجفا تصريحاته قائلًا: "إذا لا اتفاق سوري تركي حتى البدء بخطوات ميدانية على الأرض وعلى تركيا البدء بها ميدانيا وبسرعة قبل الانتقال إلى مرحلة اللقاءات السياسية بين الجانبين".

تاريخ الخبر: 2023-01-15 00:21:41
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية