صدر حديثاً كتاب "صفحات مجهولة من أرشيف الثقافة المصرية" للكاتب والباحث محمد سيد ريان.

الكتاب يتضمن فصولاً عديدة عن تجارب ثقافية فريدة مرت بها الثقافة المصرية على مدار تاريخها المعاصر منذ ثورة يوليو 1952 وحتى الآن، تحمل قدراً كبيراً من الأهمية لضرورة استكمالها والعمل على تطويرها وتحديثها.

قضايا كثيرة تثيرها تلك الصفحات المجهولة والكنوز المنسية داخل الأرشيف الثقافي في ظل مرحلة مهمة وفارقة؛ مثل بدايات وزارة الثقافة، وبيان وزير الإرشاد القومي فتحي رضوان أمام مجلس الأمة في 21 أغسطس 1957 الذي يعد من أهم وثائق السياسة الثقافية في مصر، كما يتناول الكتاب فترة تولي الصاغ صلاح سالم الوزارة في فترة مضطربة من تاريخ ثورة يوليو، وكذلك حديثه عن الدكتور عبدالقادر حاتم وإطلاقه الشعار الشهير "كتاب كل ست ساعات، ومسرحية كل أسبوعين..!".

كما يتعرض الكتاب لوقائع النقاش الطويل في أوساط المثقفين المصريين في الفترة من 12 مارس إلى 14 يوليو عام 1961 حول تعريف ودور المثقف فى ثورة يوليو. وقد بدأ هذا النقاش بسلسلة من المقالات كتبها لطفي الخولي، في هذا الوقت، وعبر محمد حسنين هيكل عن موقف ورؤية الدولة تجاه المثقفين ودورهم فى مقالاته بالأهرام.

كما تحدث الكتاب عن قافلة الثقافة الأولى التي تحركت إلى قرية مليج فى 30 ديسمبر سنة 1961، وتجمعات الكتاب والمثقفين والثورة الثقافية علي شاطئ الإسكندرية في سبعينيات القرن الماضي.

كما يرصد الكتاب الفترة التي تولي فيها الأديب الكبير يوسف السباعي الوزارة ودوره في فترة حرجة من تاريخ هذا الوطن.

وكذلك المشروع الثقافي الذي طرحه الدكتور سليمان حزين وسماه (ميثاق العمل الثقافي في مصر) 1980 وغيرها من الصفحات المجهولة. 

كما يتعرض الكتاب لمؤتمرات مهمة في تاريخنا الثقافي مثل مؤتمر المثقفين الذي عقد بدار الأوبرا 1959 ومؤتمر الكتاب العربي عام 1967.

ويقول محمد سيد ريان في مقدمة كتابه: «للبحث فى التاريخ الثقافي متعة كبيرة جذبتني منذ سنوات عديدة، وركزت جهودي بالتنقيب في محاولات الإصلاح والتجديد الثقافي منذ نشأة الكيانات الثقافية الحديثة بالعالم العربي بحثاً عن حلول لأزمة الثقافة العربية».

وتابع: «فالثقافة هي أبرز أدوات القوة الناعمة المصرية، ولا توجد دولة لديها ما تملكه مصر من مقومات للقوة الناعمة، فهي بلا شك تعد المثال الأقوى لتلك القوة الناعمة على مدار تاريخها القديم والوسيط والحديث والمعاصر».

واختتم مقدمته؛ "وقد بين الدكتور حسين فوزي فى كتابه الرائع (سندباد مصري) أن التاريخ المصرى هو" قصة واحدة طويلة، تدور حوادثها حول أشخاص عديدين، ولكن بطلها واحد، هو الشعب المصري".