الديوان يضم أكثر من 90 قصيد، قامت بإعداده ابنته البندري الأشقر، التي ذكرت أنها نقلت القصائد من أوراقه ودفاتره الخاصة ومن ثم رسمت الغلاف له، نقّح الديوان وقدم له الأديب الكبير عبد الرحمن بن زيد السويداء.

ويعد الشاعر عبدالله الأشقر -رحمه الله- رمزًا من رموز الشعر الشعبي، فقد عُرف بشعره الجزل في كافة أغراضه، وقد اشتهرت له عدة قصائد وحفظها الناس ورددوها أمثال:

يا زين فزع وقض الرأس

خل الأزارير دلاعه

أغدي بشوفك يزول

وأملى النظر منك لو ساعه

كل شرب بالهوى له كاس

وانا معك حيلتي ضاعه

غلاف ديوان شاعر الجبلين - اليوم

غزارة المفردات اللغوية وقوة السبك وتأثير الإيقاع

تميزت قصائد الشاعر بجودتها وقوة سبكها وتأثير إيقاعها على السامع وسلامة أسلوبها وسهولة حفظها، فهي تتأجج بالعاطفة المتوقدة التي تسلب الألباب لمتذوقي الشعر الشعبي، ويتميز شعره بغزارة المفردات اللغوية التي لا يشابهه في هذا الجانب إلا القليل من الشعراء مثل قوله:

نطحني فارع دالع يشوح الريح بقرونه

معز يطرق الجذلة يحسب المطرق خالي

وتتعدد الصور وتتلون في هجينياته القصيرة، بحيث تتماشى مع الفن الغنائي الهجيني الذي يغنى على أكوار الإبل مثل:

عزي قلب صفق بكفوف

مع الخضر طاير شوفه

يا ناس انا بالخضر مكلوف

عيني عن البيض مكلوفة

اللي قرونه على السرجوف

تعلق الثوب بردوفه

يا زين واعمل معي معروف

خل الرمامين مكشوفة

خل النحر دايم مكشوف

تراني ما أمل من شوفه

عبد الله بن صالح يتميز شعره ببلاغة التراكيب

الشاعر عبد الله بن صالح الأشقر من الشعراء القلائل الذين تميز شعرهم ببلاغة التراكيب، استدعى في أبياته قوة المعاني واستخدم بفن شاعري طباق الأوصاف وتشابهها، فأتت تلقائية سهلة تدخل النفس وتلمس المشاعر والعاطفة لكونها جاءت انعكاسا لبيئتها، نظمها بقريحة شاعر، له أسلوب متفرد خالٍ من التكلف، ولذا حازت لغته على الإعجاب، ومكنت الذائقة لحفظها من محبيه وترديدها في مجالسهم لسلاسة موسيقاها، فله عديد من الهجينيات والسامري والمسحوب التي ترنم بها الناس وتناقلوها كثيرًا مثل قوله:

يا من لقلب ورد واحتال

ورد الدبى مع شفا القاعي

يا ناس طرد الهوى غربال

يرث براعيه الأوجاعي

دايم وراعيه ضيق بال

من علة بين الاضلاعي

القلب لو تربطه بحبال

عن الهوى يوم ما طاعي

كما اشتهر شاعر الجبلين أيضا بقصائد الحماسة "العرضة"، ونظم قصائد ما زالت تُغنى في المناسبات مع فرق الفنون الشعبية وقصائده الوطنية، فلا تقل روعة عن قصائده العاطفية، مثل قصيدته العرضة التي يقول فيها:

يا عيال شيلو ما بقي عمر طويل

كله عمار لا حقه ديانها

وانا احمدا للي لا عطى ما هو بخيل

يعطي عطايا ما يريد اثمانها

اللي جعل لي لابة ماله مثيل

عند القبايل راجح ميزانها

صبيان حايل باللقا تشفي الغليل

عوج المراكض لا سمك دخانها

وترك رحمه الله موروثًا بأجمل القصائد وأعذبها في كل أغراض الشعر، وسيتوفر الديوان على موقع أكاديمية الشعر الى ان يتوافر في المكتبات السعودية.