حمزة فاوزي
يستعد المغرب وإسبانيا لعقد الاجتماع رفيع المستوى، في ظل انتعاش “واضح” للعلاقات بين الجاريين، وسعي كلا الطرفين لإنجاح هذه القمة المرتقبة، عبر استدراك كل المعيقات التي تحول دون ذلك، من خلال إبعاد بعض من وزراء تحالف “بوديموس” اليساري عن الاجتماع.
عشر وزراء يرافقون سانشيز
وقال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن ” القمة المرتقبة بين المملكتين، ستعرف حضور 10 وزراء فقط”، معللا ذلك إلى أن “تحديد هذا العدد يأتي ارتباطا بأهمية القطاعات التي تعالجها القمة”، وهو ما تفسره وسائل إعلام محلية، بالإشارة “المباشرة” من حكومة تضم في داخلها أصوات معارضة لدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، بعدم رغبتها في وجود أي مؤشرات قد “تؤثر” على نجاح الاجتماع.
ويأتي تصريح ألباريس، بعد” تشديد” مغربي على عدم حضور بعض من الوزراء الذين ينتمون لتحالف “بوديموس”، المعروفين بعدائهم للوحدة الترابية للمملكة، ودعمهم الصريح لتنظيم البوليزاريو، غير أنه وبحسب صحيفة “إل كوفيدونسيال”، فقد سمحت المملكة بحضور وزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي الإسبانية، يولاندا دياز، إلى الاجتماع.
وترى الصحيفة ذاتها، أن الرباط ترغب في توقيع اتفاقات في المجال الاقتصادي وكذا الاجتماعي، وعلى العكس من ذلك فهي تبقى معترضة على حضور وزراء وجهوا انتقادات “لاذعة” للحكومة بعد دعمها لمخطط الحكم الذاتي، وهنا الحديث عن إيرين مونتيرو، وزيرة المساواة، وألبرتو غارزون، وزيرة الاستهلاك.
وفي ظل وجود تحالف بين حزب العمال الاشتراكي الذي يقود الحكومة الحالية، وحزب “بوديموس” اليساري، تطرح تساؤلات، حول مدى تأثير تغييب وزراءه عن القمة المغربية-الإسبانية، إذ سبق أن كان زعيمه السابق والمعتزل للحياة السياسية بابلو إغليسياس، “عقبة”، أمام انعقاد قمة ثنائية سنة 2015.
تسهيلات مغربية
في هذا السياق ومن أجل قياس نسب تأثير احتمال غياب تحالف “البوديموس” على القمة المغربية-الإسبانية، يقول المحلل السياسي، العمراني بوخبزة، إن ” الوضع الداخلي للحكومة الإسبانية يعيش على وقع إشكالات “كثيرة”، خاصة فيما يتعلق بعلاقة التحالف الذي يجمع بين “بويدموس” وحزب “العمال الاشتراكي”، وهو ما يتفهمه المغرب بشكل كبير، إذ يستبعد أن تزيد الرباط من وضع “تعقيدات”، و “شروط” إضافية أمام قائمة الوزراء المرافقين لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز، الأخير الذي بحسب تعبيره، قدم “الكثير” من الإشارات الإيجابية للدفع بمستوى العلاقات.
وأضاف بوخبزة في حديثه لـ “الأيام 24″، أن ” حديث وسائل الإعلام الإسبانية عن سماح الرباط بحضور وزراء من تحالف “بوديموس” للقمة، ليس “رضوخا”، وإنما “تسهيلا” من الرباط لإنجاح القمة”، مضيفا: “حضور هؤلاء الوزراء الذين بطبيعتهم الإيديولوجية يتبنون أفكارا “مغلوطة” تجاه المملكة، ستشكل زيارتهم “فرصة” للوقوف على حقيقة الأوضاع، وربما منطلقا لتغيير نظرتهم النمطية تجاه بلد إفريقي مغاربي يعمل بكل وسائله من أجل تحقيق التنمية لمختلف أقاليمه، خاصة مدنه بالصحراء المغربية”.
فرصة لتجاوز الصور “النمطية “
وأردف المحلل السياسي، أن ” المكون الداخلي لتحالف “بوديموس”، أصبح يشهد جناحا يتبنى رؤى مغايرة وبعيدة عن التطرف، وكذا عن الصور “النمطية”، التي حاولت قيادته السابقة زرعها في الوسط الاجتماعي والسياسي والحقوقي الإسباني، باستخدام مختلف الوسائل الممكنة”.
وخلص المتحدث ذاته، إلى أن ” تغيير أفكار بعض الأوساط اليسارية بإسبانيا، والتي تتبنى الفكر اللإنفصالي تجاه الوحدة الترابية للمملكة، قد تكون القمة المرتقبة، وسيلة “ناجعة” من أجل تحقيق ذلك، وهو ما سيعد انتصارا إضافيا للديبلوماسية المغربية بعد تحقيقها لدعم تاريخي لمخطط الحكم الذاتي”.
