صفقة طائرات مع الكويت تجدد الجدل حول شركة بايكار التركية

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة،

الطائرة التركية المسيرة بيرقدار تي بي 2

وقعت شركة بايكار التركية للصناعات العسكرية صفقة، بقيمة 370 مليون دولار، مع وزارة الدفاع الكويتية، لبيع طائرات قتالية مسيرة من طراز "بيرقدار تي بي 2"، حسبما أفادت وكالة الأناضول.

وذكر بيان صادر عن الشركة الأربعاء أن "بايكار بدأت عام 2023 بعقد تصدير قيمته 370 مليون دولار، وقّع مع وزارة الدفاع الكويتية".

ولم يكشف البيان عن عدد الطائرات المسيرة التي شملتها الصفقة، أو موعد تسليمها للكويت.

وأضاف "بالاتفاقية الموقعة بين بايكار ووزارة الدفاع الكويتية، ارتفع عدد الدول التي وقعت (الشركة) معها عقود تصدير طائرات بيرقدار تي بي 2 المسلحة إلى 28 دولة".

  • الانتخابات التركية 2023: ما التحديات التي يواجهها أردوغان؟
  • تركيا "تقبض على 44 عميلا للموساد الإسرائيلي"

ووفقاً لبيانات نشرتها بايكار، فقد وقعت الشركة خلال عام 2022 عقود تصدير مع 27 دولة، بإجمالي عائدات بلغت 1.18 مليار دولار.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • كيف تستخدم روسيا وأوكرانيا طائرات "كاميكازي" المسيّرة؟
  • حرب الطائرات المسيرة: ما هي الشركة التي ترفض بيع مسيراتها لروسيا؟
  • اتفاق تصدير الحبوب: روسيا تستأنف المشاركة في الاتفاق بعد أيام من سحب دعمها له
  • الانتخابات التركية 2023: ما التحديات التي يواجهها أردوغان؟

قصص مقترحة نهاية

وكانت محادثات لتوقيع اتفاقية التصدير بين شركة بايكار ووزارة الدفاع الكويتية قد بدأت في عام 2019، وعلى إثرها حققت الطائرة المُسيَّرة نجاحاً كبيراً في رحلتها التجريبية بالكويت في يوليو/ تموز من العام نفسه.

وحققت المُسيَّرة رقما قياسياً جديداً في تاريخ الطيران التركي، من خلال التحليق المستمر لمدة 27 ساعة و3 دقائق في ظروف جغرافية ومناخية صعبة، مثل ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية في الكويت.

جدل سياسي

وجذبت طائرة بيرقدار التي تنتجتها شركة بايكار الاهتمام الدولي في السنوات الأخيرة، بعد استخدامها في أوكرانيا والعراق وليبيا، وفي الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورنو كاراباخ.

وتأتي الصفقة بعد خلاف أخير بين مسؤولي الحكومة التركية وزعيم حزب معارض، بشأن تمويل الشركة.

وثار النقاش بعدما ادعى زعيم حزب الديمقراطية والتقدم المعارض، علي باباجان، أن "كل موارد الدولة تقريباً تحوّل إلى شركة واحدة"، وهي بايكار.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

سلجوق بيرقدار هو مهندس مشروع الطائرات المسيرة وصهر أردوغان

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

ومن أسباب الجدل أن الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة بايكار، سلجوق بيرقدار، هو زوج ابنة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وفي تصريحات أدلى بها علي بابجان في وقت سابق، وصف تكنولوجيا الطائرات المُسيَّرة في تركيا بأنها "مصدر فخر"، لكنه دعا إلى مزيد من "المنافسة".

وقال "في حكومتنا (في حال فوز مفترض للمعارضة في الانتخابات) سنمهد الطريق للشركات التي تقوم بعمل جيد في ظل تكافؤ الفرص، وسيكون هناك القليل من المنافسة. قد تكون (بايكار) خائفة من المنافسة".

وأضاف: "الانتخابات تقترب وهذه الصناعة (الدفاع) هي واحدة من أهم المشاريع الدعائية في يد الحكومة. لقد وصل هذا المشروع إلى مثل هذه النقطة، (ما يشير إلى أنه) مقدس، ولا يمكن الاقتراب منه. آسف ولكن بالطبع سوف نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية".

لكن بابجان قال فيما بعد إن كلماته أُخرجت من سياقها.

ورداً على ذلك، تعهد سلجوق بيرقدار في تغريدة على تويتر بأن شركة بايكار لن تصبح جزءاً من "أجندات سياسية قذرة"، مديناً "الافتراء الصارخ والأكاذيب".

كما نفى هالوك بيرقدار، الرئيس التنفيذي لشركة بايكار، مزاعم باباجان، قائلاً إن الشركة لم تستخدم قط قرضاً في مشاريعها ولم تتلق أبداً دعماً لتطوير الأبحاث.

وقال في تصريحات أدلى بها في 16 من يناير/ كانون الثاني الجاري: "لقد جلب وجود بايكار المنافسة وفعالية التكلفة".

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تزوج سلجوق بيرقدار من سمية أردوغان عام 2016

غالباً ما يسلط المسؤولون الأتراك، بمن فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان، الضوء على التطورات في صناعة الدفاع المحلية في البلاد كدليل على تنامي القوة الوطنية.

وأصبح اتجاه تركيا لتطوير صناعة الدفاع المحلية أداة رئيسية في يد الحكومة، لتعزيز شعبيتها في السنوات الأخيرة.

وزادت أنقرة استثماراتها في الأسلحة المصنعة محلياً، بما يتماشى مع تركيزها على الإنتاج "المحلي والوطني" وسعيها للحصول على دور عالمي أكبر.

"عسكرة السياسة الخارجية"

وتتصدر الطائرات المُسيَّرة تركية الصنع هذا النهج، وتتصدر عناوين الصحف الدولية وتعزز الكبرياء المحلي.

وفي الآونة الأخيرة، سلمت شركة بايكار طائرتها المسيرة المتطورة "أقنجي" إلى الجيش التركي، في حفل رفيع المستوى في أغسطس/ آب الماضي.

ويحذر منتقدون من أن مثل هذه المشاريع تشير إلى عسكرة السياسة الخارجية التركية والمجتمع التركي.

لكن من المرجح أن تظل الاستثمارات الدفاعية في مقدمة أولويات الحكومة لتعزيز شعبيتها، وسط تحديات محلية ودولية تواجه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.

ويمتزج هذا النهج مع استخدام أنقرة الطموح للقوة الخشنة في محيطها الخارجي القريب، خلال السنوات الأخيرة.

وشنت تركيا عمليات عسكرية متعددة لتشكيل مجال نفوذ أكبر، وتوسيع عدد قواعدها الخارجية واستخدام قوات بالوكالة.

ولعبت الأسلحة المنتجة محلياً دوراً رئيسياً في النزاعات في شمال العراق وسوريا وليبيا. وكانت الطائرات المسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2 التابعة لبايكار عاملاً أساسياً، في استعادة أذربيجان لإقليم ناغورنو كاراباخ من القوات الأرمينية في عام 2020.

كما ارتفعت الصادرات التركية من الأسلحة جنباً إلى جنب مع زيادة الاستثمارات الدفاعية.

ويقول معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إن صادرات تركيا من الأسلحة، بين عامي 2016-2020، زادت بنسبة 30 بالمئة مقارنة بالفترة بين عامي 2011-2015. لذلك صعدت تركيا إلى المرتبة 13 عالمياً في هذا المجال.

وجذبت صادرات الطائرات المسيرة اهتماماً خاصاً، وقدم الصراع في ناغورنو كاراباخ نافذة تجارة مفيدة، إذ انتشرت لقطات لضربات الطائرات المسيرة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتشتري دول مثل أوكرانيا، قطر، أذربيجان، بولندا، ألبانيا، كازاخستان، المغرب، صربيا، السعودية، لاتفيا، والعراق طائرات مسيرة تركية الصنع أو تخطط لشرائها.

وقال أردوغان في تصريحات مؤخراً: "لسنا مكتفين ذاتياً فحسب، بل جعلنا هذا الفائض متاحاً لأصدقائنا وحلفائنا".