أعلنت عدة دول أوروبية والولايات المتحدة تقديمها حزم مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا، كان آخرها فنلندا التي كشفت عن شحنة من المساعدات بقيمة 434 مليون دولار أمريكي.

جاء ذلك بالتزامن مع انطلاق اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومسؤولين من الدول والجهات الداعمة لكييف الجمعة، في قاعدة رامشتاين الأمريكية بألمانيا.

وقالت وزارة الدفاع الفنلندية في بيان إن الحزمة الجديدة تضاعف القيمة الإجمالية للمساعدات الدفاعية الفنلندية لأوكرانيا بمقدار ثلاثة أضعاف، ليصل إجمالي المساعدات حتى الآن إلى 590 مليون يورو (نحو 638 مليون دولار).

وأضافت أن حزمة المساعدات الأحدث تشمل معدات ثقيلة وذخيرة "ليس من بينها دبابات ليوبارد 2".

وقال ميكا بينونن، المستشار الخاص لوزير الدفاع الفنلندي، إن قرار منح كييف دبابات ليوبارد 2 التي تملك فنلندا نحو 200 منها "سيجرى اتخاذه بشكل منفصل، بعد مناقشات مع الحلفاء في قاعدة رامشتاين".

وكانت فنلندا أشارت في وقت سابق، إلى إمكانية إرسالها دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع إلى أوكرانيا "إذا كان بين الحلفاء اتفاق".

وعلى هذا النحو، كشفت الحكومة الهولندية أنها تبحث "إمداد أوكرانيا بمقاتلات من طراز إف 16"، إن طلبتها كييف.

وقال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا، متحدثاً في البرلمان، إن مجلس الوزراء سينظر بـ"عقلية متفتحة" في طلب كييف الحصول على مقاتلات "إف 16" الأمريكية، حسبما ذكرت صحيفة "إن إل تايمز" المحلية.

وأضاف خلال مناظرة برلمانية عقدت الخميس: "لا محظورات حول تسليم المعدات الاعتيادية إلى أوكرانيا"، مشيراً إلى أن هولندا ترسل فقط ما تطلبه كييف.

ووفقاً للصحيفة، طلب سغورد سغوردسما، النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي الهولندي في وقت سابق من مجلس الوزراء تزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف 16" ومركبات مشاة قتالية.

وقبيل انطلاق اجتماع الدول والجهات الداعمة لأوكرانيا في قاعدة رامشتاين، أعلنت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار أمريكية، لمساعدتها على التصدي للهجمات الروسية.

وعلى الصعيد ذاته، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس الخميس إن بلاده تخطط لإرسال 600 صاروخ "بريمستون" إلى أوكرانيا لدعمها في الحرب.

وبريمستون، صاروخ جو-أرض طورته القوات الملكية البريطانية، ويتميز بتعدد استخداماته إذ يمكن إطلاقه على أهداف برية وبحرية وحتى على أفراد.

بدورها، أكدت وزارة الدفاع الدنماركية أنها سترسل أنظمة مدفعية من طراز "سيزار هاوتزر" إلى أوكرانيا.

"لا نتوقع شيئاً من اجتماع رامشتاين"

وفي سياق متصل، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة إن بعض الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا، مضيفاً أنه يأمل في أن يُتخذ قرار إرسالها خلال محادثات رامشتاين.

وينصب التركيز الأساسي في المحادثات على ما إذا كانت ألمانيا ستسمح بإعادة تصدير دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا. وتستخدم الجيوش الأوروبية في أنحاء القارة هذه الدبابات.

وقال بوريل لصحفيين في مدريد "هذا هو النقاش الذي سيدور في رامشتاين اليوم، والذي سيكون الاتحاد الأوروبي ممثَلاً به. علينا أن نمنح أوكرانيا الأسلحة اللازمة ليس فقط لصد الهجمات كما يفعلون حالياً، وإنما لاستعادة أراضٍ أيضاً".

وأضاف "أعتقد أن أوكرانيا بحاجة إلى الأسلحة القتالية والدبابات الثقيلة التي طلبتها وبعض الدول الأوروبية مستعد لتقديمها وأتمنى أن يكون هذا هو القرار".

غير أن وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلز، التي لن تشارك في محادثات رامشتاين، قالت لصحفيين إنها لا تتوقع أي قرارات سياسية بشأن الدبابات في الاجتماع.

وقالت: "هذا ليس اجتماعاً للبت في أي شيء، إنه اجتماع طبيعته فنية يُعقد بشكل دوري كل شهر (...) لتقييم الاحتياجات الفورية لأوكرانيا"، مضيفة أن إسبانيا يمثلها مسؤولون عسكريون كبار فيه.

وفي العام الماضي، قالت إسبانيا في البداية إنها تدرس إرسال نحو 40 دبابة ليوبارد 2إيه4 موجودة في قاعدة عسكرية بسرقسطة إلى أوكرانيا، لكن روبلز في وقت لاحق استبعدت حدوث ذلك لأن الدبابات "في حالة يرثى لها تماماً".

"تردد ألماني"

وبالعودة إلى الموقف الألماني، فلا يزال القرار لم يحسم بعد. إذ نفى وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس، أن تكون بلاده تمنع من جانب واحد تسليم دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، مؤكداً أن قراراً لم يُتخَذ في هذا الشأن بعد.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الجمعة خلال انعقاد اجتماع الحلفاء في "رامشتاين".

وقال إن الحكومة الألمانية "ستكون مستعدة للتحرك السريع بشأن هذه القضية، إذا كان هناك إجماع بين الحلفاء".

وأضاف: "ثمة أسباب وجيهة لعملية التسليم، وتوجد أسباب أخرى تمنع ذلك، وبالنظر إلى الصورة الكاملة للحرب المستمرة منذ عام تقريباً، يجب تقييم جميع الإيجابيات والسلبيات بعناية شديدة".

وأوضح بيستوريوس أن ألمانيا ستنظر في حجم دبابات "ليوبارد 2" المتوفرة لدى الجيش ومخزونات الدفاع لتكون جاهزة فيما يتعلق باتخاذ قرار محتمل في المستقبل.

وكانت كييف ناشدت تسلّم دبابات "ليوبارد 2" الألمانية، إلا أن الحصول عليها حتى من الدول التي تملكها، بينها بولندا وفنلندا، يتطلب موافقة برلين.

وتخشى دول الناتو أن تتسبب بعض الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا بتصعيد وتيرة الصراع، وتحوله إلى حرب بين موسكو والحلف.

ويعود إصرار كييف على دبابات "ليوبارد" بعدما كشف خبراء عسكريون أنها "ستكون فاصلة في مسار المعارك"، حسبما نقلت وسائل إعلامية.

وتتميز "ليوبارد 2" بمنحها حماية شاملة للطاقم من التهديدات مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات.

فضلاً عن احتوائها على أنظمة تبريد بمقصورة الطاقم، ومولد طاقة إضافي، وهاتف يسمح للطاقم بالاتصال الخارجي.

وفي وقت سابق اليوم، قلل الكرملين أهمية اجتماعات رامشتاين، واعتبرت موسكو أن "تقديم الغرب دبابات لأوكرانيا لن يغير شيئاً على الأرض، ولن يوقف روسيا حتى تحقيق أهدافها".

TRT عربي - وكالات