قصة الحوار الأخطر بين «جينا لولوبريجيدا» وزعيم كوبا «فيدل كاسترو»

- بدأت ترتيباته برسالة شخصية إلى سفارة هافانا فى موسكو تطلب لقاء «فيدل»

- تم إجراؤه وسط انشغال الزعيم الكوبى ببناء محطة نووية وتهديدات «الفهود السود»

- كاسترو: أصعب لحظات حياتى وأكثرها مرارة حين توفى رفاقى مثل «جيفارا»

- الممثلة الإيطالية: فيدل كان رجلًا غير عادى والأسطورة حوله لها مبرر قوى

فى السبعينيات من القرن الماضى أجرت جينا لولوبريجيدا حوارات مع بول نيومان، وسلفادور دالى، وهنرى كيسنجر، وديفيد كاسيدى، وأودرى هيبورن، وإيلا فيتزجيرالد، والمنتخب الألمانى لكرة القدم، حتى إنها تمكنت من الحصول على مقابلة حصرية مع فيدل كاسترو، زعيم كوبا الشيوعية. وفى عام ١٩٧٣ تم نشر مجموعة من أعمالها تحت عنوان «Italia Mia».

 

 

 

ولكن يظل الحوار الأهم والأخطر هو حوارها مع فيدل كاسترو، زعيم كوبا؛ نظرًا لعدم وجود تواريخ محددة، فمن المحتمل أن يكون اللقاء مع جينا قد تم قبل أو بعد رحلة طويلة، أطول من رحلة المغنية فرح ماريا، عبر إفريقيا وأوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتى. النقطة المهمة هى أن هاتين الشخصيتين تصادمتا وجهًا لوجه: الأجمل فى العالم والأكثر شهرة فى كوبا.. هذه بداية قصة حصرية عن فيدل كاسترو قامت بها جينا، نُشرت فى المجلة الإيطالية «GENTE».

وللأسف أن هذا الحوار تم تجاهله عالميًا، خاصة أن به إدانة صريحة لأمريكا أنها مُصرة على عدم إيجاد حوار مع كوبا؛ وفى هافانا اعتبر البعض أن هناك تقليلًا من الثورة بإجراء حوار مع رمز سينما الإغراء الأمريكية.

تقول جينا لولوبريجيدا: «عندما خطرت لى فكرة التصوير الفوتوجرافى مع فيدل كاسترو، سألت نفسى ما إذا كانت تلك التجربة ستكون خطيرة. أنا أسمع أنه محاط دائمًا بجنود مسلحين، ولكن الفكرة أيضًا أبهرتنى. لم يتم تصوير كاسترو أو إجراء مقابلة معه من قبل مع أى شخص».

بعد وصف هافانا وفيدل كاسترو، تتحدث الممثلة الإيطالية عن كاسترو، ويتحدث الزعيم الكوبى عن أسعد أوقات حياته «مع الثورة»، وأشد الأوقات إيلامًا «وفاة كاميلو سيينفويجوس وتشى جيفارا». 

قال فيدل كاسترو: إنه إذا تغيرت سياسة الولايات المتحدة مع كوبا ستكون العلاقات مختلفة. سيكون مستعدًا للتحدث مع كيسنجر، الذى يراه كاسترو «رجلًا ذكيًا للغاية وقادرًا». وتتابع جينا لولوبريجيدا قصتها قائلة: «بعد قضاء ١٠ أيام فى كوبا، أستطيع القول إن فيدل رجل غير عادى وإن الأسطورة التى خلقت عنه لا ينقصها مبرر. إنه دافئ ومتفهم، وبدا لى إنسانًا للغاية. لم يرفع له صوت، ولكن همسات بدلًا من ذلك. خطبه التى تستمر فى بعض الأحيان ٨ أو ١٠ساعات، أنام الكوبيين مغناطيسيًا».

كانت جينا لولوبريجيدا فى موسكو، عندما كتبت رسالة شخصية إلى كاسترو فى هافانا وتم إرسالها عبر السفارة.

رد فيدل كاسترو بعد ٤ أيام من استقبالها. ذهبت جينا لولوبريجيدا إلى هافانا بـ«ثمانى كاميرات، و٢٠٠ لفة فيلم، و١٠ أزواج من الجينز الأزرق الجديد، وفنى صوت ومصور وصديق أمريكى.

«كنت أنا وصديقى نتشمس شبه عرايا فى حديقة المنزل عندما ظهر الرجل وأعلن عن حضور فيدل. ابتسم لى، وتظاهر بعدم ملاحظة ملابسى الضئيلة. صافحنى، مرحبًا بى فى كوبا».

تتابع جينا لولوبريجيدا: «لا أحد يعرف أين يعيش فيدل. عندما سألته إن كان كذلك صحيح أنه نام فى الجيب الذى كنا نركب فيه، على العجلة، بدأ يضحك. كان طلبى الوحيد الذى لم يتم استيفاؤه هو مقابلته فى منزله. شرح لى كاسترو استحالة ذلك بجدية بالغة. كانت حياته الخاصة أيضًا مكرسة للثورة». 

الشىء الذى أثار إعجاب جينا لولوبريجيدا فى تجربتها بهافانا كانت «العلاقة غير العادية بين فيدل والكوبيين. تحدث معهم كأنه صديق ضاع منذ زمن طويل، ويسألهم فيدل بصوته الناعم حول عملهم وأين يعيشون وما المشاكل التى يواجهونها. لا يمكن معرفة ما الوضع الذى كان قبل الثورة ولا ما حدث عند كاسترو. لقد تولى السلطة وهرب الأرستقراطيون الأغنياء. 

فى بداية المقابلة، سألت جينا لولوبريجيدا، «ماذا عن أسعد أوقات حياتك؟، وأجاب كاسترو: «من الصعب القول، لأن هناك شيئًا محزنًا حتى فى الداخل، السعادة العظيمة كانت نهاية الحرب الثورية، كان وقتًا سعيدًا للغاية، من أسعد الأوقات فى حياتى. لقد مررت أيضًا بلحظات من المرارة وحزن على وفاة رفاقى فى النضال، عندما توفى سينتفويجوس وتشى جيفارا. هناك دائمًا حزن فى الحياة، المناسبات السعيدة قليلة».

وردًا على سؤال حول سبب عدم زواجه؟ - لم يكن مرتبطًا بأحد فى تلك الفترة- قال فيدل كاسترو إنه ليس على دراية بالإحصاءات المتعلقة بالزعماء المتزوجين وغير المتزوجين، لكنه أكد لى أن المرأة تحتل مكانة مهمة للغاية فى بلده وفى مشاعره.

وردًا على سؤال آخر من جينا، قال فيدل كاسترو: «إن الولايات المتحدة قطعت العلاقات معنا. من أجل حل هذه المشكلة، فإنه ضرورى لكلا الجانبين التوصل إلى بعض الاتفاق، والأمر متروك لهم لاتخاذ الخطوة الأولى. يجب على سياسة الولايات المتحدة أن تتغير، وأعتقد أننا يمكن أن نبدأ مرحلة جديدة حينها. إنها مسألة وقت، وعلينا أن نتحلى بالصبر». 

عندما سئل: «ما هو مستقبل الثورة؟» 

أجاب كاسترو: «الفكرة الآن هى البناء والتقدم. والمثل الأعلى هو مواصلة تنميتنا الاجتماعية والاقتصادية. نرغب أيضًا فى تغيير ضمير الإنسان والكفاح من أجل مجتمع أفضل. هذا هو ما نعنيه عندما نتحدث عن الشيوعية. مستقبل الثورة هو تحقيق مجتمع اشتراكى يعيش فى سلام وأخوة وليس فى حرب. هذا هو ما نحن نريده».

.. فى النهاية جاءت لولوبريجيدا إلى كوبا كمصورة صحفية، كانت حينذاك «أجمل امرأة فى العالم»، كان فيدل كاسترو منغمسًا فى بناء محطة طاقة نووية سوفيتية فى كوبا وكان قلقًا للغاية؛ لأن قادة نيويورك من «الفهود السود» اتهموه بإرسال السود إلى موت محقق فى إفريقيا.

* الفهود السود «Blackpanther»‏ حركة حقوقية لسود الولايات المتحدة نشأت بعد مقتل «مالكوم إكس» وما أعقبه من توترات راح ضحيتها أكثر من ٣٠٠ مواطن أسود، وقد كانت المنظمة تحمل السلاح ولا تنبذ العنف ودخلت فى اشتباكات عديدة مع الشرطة، مما جعل الكثير يصنفها كإرهابية آنذاك. ومن مناضليها «أفينى شاكور» والدة المغنى الأمريكى الشهير توباك شاكور.

المقابلة لم تظهر فى الصحافة الوطنية، وغادرت جينا كوبا سعيدة، لكنها تعلمت أن تدخن نفس السيجار الذى دخنه فيدل.

تاريخ الخبر: 2023-01-20 21:22:29
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية