روسيا وأوكرانيا: مستشار فلودومير زيلينسكي يقول إن "تردد الغرب" في مساعدة بلده بالدبابات يقتل الأوكرانيين

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

دبابة ليوبارد صُممت كمنافس للدبابات الروسية المستخدمة في الغزو

قال مستشار للرئيس فولوديمير زيلينسكي إن "تردد" الغرب بشأن إرسال أسلحة إضافية إلى أوكرانيا "يقتل المزيد من شعبنا".

وكتب ميخايلو بودولياك على تويتر "كل يوم تأخير يعني موت الأوكرانيين".

وتأتي تصريحاته بعدما قال وزير الدفاع الأوكراني إنه أجرى "مناقشة صريحة" مع نظيره الألماني بشأن دبابات ليوبارد 2 الألمانية التي تطلبها كييف بشكل عاجل لمواجهة المدرعات الروسية.

وأصرت ألمانيا على أنها لا تمنع تسليم دبابات ليوبارد الألمانية الصنع، والتي تريد دول أخرى إرسالها.

"أجرينا مناقشة صريحة حول دبابات ليوبارد 2. سنستأنف لاحقا"، حسبما قال أوليكسي ريزنيكوف بعد اجتماعه مع الحلفاء الغربيين يوم الجمعة.

  • ما سبب التردد الألماني في تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد؟

وتوصّل الاجتماع الذي عقد في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا إلى اتفاق لتوريد المزيد من المركبات المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي والذخيرة.

وقال مستشار لريزنيكوف لبي بي سي يوم السبت إن دول حلف شمال الأطلسي الملتزمة بمساعدة أوكرانيا يجب أن تسبق العدو بخطوات عدة.

وقال يوري ساك إن الغرب بحاجة إلى إعادة تعريف ما يعنيه الوقوف مع أوكرانيا - وإن ذلك لا يعني ببساطة تحقيق الاستقرار في خط المواجهة في أوكرانيا.

وقال "أن نكون قادرين على الدفاع عن أرضنا يعني أن نكون قادرين على إنهاء احتلال أرضنا وتحرير أراضينا ولهذا نحتاج إلى دبابات ثقيلة ولهذا نحتاج إلى عربات مدرعة".

  • ألمانيا يمكنها إيقاف حرب بوتين بخطة "ليوبارد الأوروبية"- الغارديان
تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

ويُنظر إلى دبابات ليوبارد 2 على أنها تغيير محتمل للعبة بالنسبة لأوكرانيا، حيث يسهل صيانتها، كما أنها مصممة خصيصاً للتنافس مع دبابات "تي 90" الروسية التي يتم استخدامها في الغزو.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن الآراء لا تزال منقسمة بشأن تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد، ونفى أن تكون برلين تعرقل مثل هذه الخطوة.

وبموجب قوانين التصدير الألمانية، فإن الدول الأخرى التي ترغب في توريد دبابات ليوبارد - مثل بولندا وفنلندا - غير قادرة على القيام بذلك حتى تعطي برلين الإذن.

ما هي الأسلحة التي يتم توريدها إلى أوكرانيا؟

أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشركاء حلف شمال الأطلسي لمساعدتهم العسكرية، لكنه قال "لا يزال يتعيّن علينا القتال من أجل إمداد بدبابات حديثة".

وأضاف "كل يوم نوضح أنه لا يوجد بديل، وأنه يجب اتخاذ قرار بشأن الدبابات".

والدبابات التي تستخدمها أوكرانيا حاليا في معظمها نماذج سوفيتية قديمة، وغالباً ما تفوقها القوات الروسية عدداً وتسليحاً.

وهناك أكثر من ألفي دبابة من طراز ليوبارد في مخازن في جميع أنحاء أوروبا. ويعتقد الرئيس زيلينسكي أن حوالي 300 منها يمكن أن تساعد في هزيمة روسيا.

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة،

وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف (يمين) مع حلفاء كييف الأمريكيين والألمان في رامشتاين

وقال بيستوريوس إن برلين مستعدة للتحرك بسرعة إذا كان هناك توافق بين الحلفاء لكنه لا يستطيع تحديد موعد اتخاذ قرار بشأن الدبابات.

ووجدت ألمانيا نفسها في مأزق بسبب عوامل عدة بما في ذلك الدبلوماسية الدولية وإرث الحرب العالمية الثانية.

وكانت ألمانيا تتبنى سياسة عدم إرسال أسلحة إلى مناطق النزاع، لكن تم تعديلها بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.

وفي أواخر العام الماضي قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن ألمانيا أصبحت الآن من بين الحلفاء الذين يقدمون معظم المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية لأوكرانيا من خلال توفير المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي ومركبات مشاة ماردر القتالية.

لكن ألمانيا مترددة في إرسال دبابات ليوبارد ما لم تكن جزءاً من حزمة أوسع لحلف شمال الأطلسي يفضل أن تشمل دبابات إم 1 أبرامز الأمريكية القوية. ورفضت الولايات المتحدة ذلك، قائلة إن دبابات أبرامز غير عملية بالنسبة للقوات الأوكرانية لأن صيانتها صعبة ومكلفة.

وبغض النظر عن ذلك، هناك ضغوط على الولايات المتحدة لإرسال دباباتها، وإقناع ألمانيا بفعل الشيء نفسه.

ونفى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن تكون برلين في انتظار أن تتخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى. "فكرة الفتح (لباب إرسال الدبابات) هذه - في رأيي ليست مشكلة"، حسبما قال بعد اجتماع يوم الجمعة الذي شاركت فيه 54 دولة.

ولا يزال شبح الدمار الذي سببته ألمانيا في الحرب العالمية الثانية إبان الحقبة النازية يطاردها، ويتخذ المستشار أولاف شولتس مسارا حذراً بشأن أي علاقة بأي تصعيد في أوكرانيا.

وأدان يوهان وادفول، وهو سياسي بارز في الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض في ألمانيا، "سياسة الرفض" التي تنتهجها الحكومة بشأن الدبابات، قائلاً إنها ستؤثر على سمعة ألمانيا الدولية. وسأل "ماذا ينتظر شولتس؟".

  • كييف تواصل مساعيها للحصول على الدبابات الألمانية وبرلين مترددة

كما انتقد وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو تردد ألمانيا.

وغرّد قائلاً "تسليح أوكرانيا من أجل صد العدوان الروسي ليس نوعاً من ممارسة صنع القرار. إن الدم الأوكراني يُراق حقا. هذا هو ثمن التردد في تسليم دبابات ليوبارد. نحن بحاجة إلى العمل، الآن".

وخصصت الدول الغربية مليارات الدولارات للأسلحة الأخرى لكن دون التزام ألمانيا بإرسال الدبابات، لم تكن هذه هي النتيجة التي كانت أوكرانيا تأمل فيها.

والتزمت دول أخرى بإرسال دبابات، بما في ذلك المملكة المتحدة التي سترسل 14 دبابة من طراز تشالنجر 2.

وأعلنت الولايات المتحدة عن دعم جديد بقيمة أكثر من 2.5 مليار دولار الأسبوع المنصرم، بما في ذلك المركبات المدرعة.

ووعدت البنتاغون بـ59 مركبة مدرعة إضافية من طراز برادلي و90 ناقلة جنود سترايكر، وأنظمة دفاع جوي من طراز آفنجر، من بين إمدادات أخرى.

كما وعدت تسع دول أوروبية بدعم من أسلحتها بعد اجتماع في إستونيا يوم الخميس.