الغيرة سلاح ذو حدين
الغيرة سلاح ذو حدين
الغيرة.. هل هي دليل الحب أم دليل عدم الثقة في الغير أو في النفس؟! وفي بحث شيق أجرته مجموعة من علماء النفس والاجتماع المتخصصين في العلاقات الأسرية تناول الباحثون الجانب الخاص باستخدام الغيرة كسلاح لجذب انتباه واهتمام الزوج أو الخطيب. وكسب حبه ورعايته فالخطيبة أو الزوجة لا تتحمل تجاهل زوجها لها أو إهماله أو عدم رعايته. وهي تتصور أنه قد نسي حبه وفقد حماسه واهتمامه نتيجة وجود منافسة لها تكاد تدخل حياة الزوج لتفسد عليها حياتها الأسرية السعيدة.
ويقول جورج سبنكر أحد علماء الاجتماع الذين اشتركوا في هذه الدراسة إن الرجل يشعر بعد الزواج بأن زوجته أصبحت ملكا له. ولا خوف من أن يفقدها أو يفقد حبها. ومن هذا الاعتقادالخاطئ ينزلق إلي خطأ أفظع وهو أن يقلل أو يكف تماما عن الاهتمام بزوجته ورعايتها ومنها كلمات الحب والحنان, وتضيق الزوجة بهذا الإهمال والتجاهل وتثور حميتها فتلجأ إلي كل طريقة لتستولي علي اهتمام زوجها وحبه مرة أخري. ويؤذي مشاعرها تماما سلوك الزوج. وتتألم لأنه يعتبرها كما لو كانت قطعة من أثاث البيت يمتلكها وقد تعود وجودها في مكان ما بالبيت. وقد يبدي إعجابه بإمرأة أخري وبأسلوب كلامها وطريقة ملبسها ورشاقتها وزينتها. في الوقت الذي لا يلحظ تسريحة شعر زوجته الجديدة أو ثوبها الأنيق أو زينتها التي حاولت بها أن تجذب اهتمامه.
والمرأة حينما تعييها الحيل تلجأ إلي استخدام سلاح الغيرة. تلجأ في سلوكها وحديثها إلي ما يمكن أن يثير غيرة الزوج ويحرك مخاوفه. ويقول جورج سبنكر إن سلاح الغيرة قد يغير المرأة. وقد يعيد إليها اهتمام زوجها. وقد يثير حبه وحميته. ولكنه سلاح خطر ذو حدين فهو قد يؤدي إلي كوارث تودي بأمن واستقرار الحياة الزوجية نفسها. إن الزوج يريد أن يكون واثقا تماما من سلوك زوجته. واثقا من حبها. ومن أن تفكيرها وحياتها كلها له هو وأولاده. وأنه ليس هناك إنسان آخر يشاركه اهتمام زوجته. وهو لا يستطيع أن ينجح في حياته العامة وفي عمله وينتبه إلي مستقبله إلا إذا كانت حياته الزوجية مستقرة. وثقته كاملة في زوجته. لذلك فإن استخدام سلاح الغيرة من جانب الزوجة كاللعب بالنار قد يحرق الطرفين ومن هنا كانت خطورته.
ويقول البحث إن الغيرة الحقيقية قد تعطي طعما للحياة الزوجية تفسد هذه الحياة وتؤذيها إذا تدخلت الغيرة العمياء في كل شيء. فالزوج يضيق بغيرة زوجته بحق وبغير حق. ويضيق بأسئلتها واتهاماتها. وتجسسها.
ويحس بكل تصرفات زوجته وكأنها قيد علي حياته يحصي عليه أنفاسه والزوجة تضيق بغيرة زوجها الزائدة. وتجرح كرامتها وكبرياءها. وتتصورها عدم ثقة بها. مع أن الغيرة في واقع الأمر عدم ثقة بالنفس قبل كل شيء.
وينتهي البحث إلي أن الغيرة مشاعر طبيعية ولكنها لا يجب أن تترك علي سجيتها حتي تستفحل وتسمم الحياة الزوجية. وأن استخدام سلاح الغيرة لإثارة حماس الزوج أو الزوجة سلاح خطر ولا تؤمن عواقبه. وأن الحياة الزوجية يجب أن تبني علي الثقة والاحترام المتبادل والصراحة في معالجة المشكلات وعدم الالتجاه إلي الأساليب الملتوية التي تحط من الكرامة وتمس الكبرياء.