كشفت دراسة بحثية جديدة لقياس سلوك استهلاك الكافيين لدى الطلاب الجامعيين، أجريت على 964 طالبا في جامعة جازان كعينة للدراسة، استهلاك 4% من الطلاب ضعف الكمية الموصى بها بشكل يومي ما بين 800-1500 مليجرام، وتناول 194 طالبا وطالبة أكثر من 400 مليجرام يوميا من الكافيين بنسبة 20%، في وقت بلغ متوسط الاستهلاك في اليوم 185 مليجرام، وتصدر طلاب الجامعة في المراحل الدراسية المبكرة في السنتين الأوليين قياس الدراسة الأعلى مقارنة بطلاب السنوات الدراسية الأخرى.

معدل طبيعي

بلغ معدل استهلاك الكافيين اليومي بشكل طبيعي بمقدار 400 مليجرام أو أقل لطلاب الجامعة، بحسب المستوى الموصى به من قبل هيئة الدواء والغذاء في المملكة 80%، وبلغ معدل الاستهلاك الزائد للكافيين يوميا بمقدار أكثر من 400 مليجرام 20%.

مصادر الاستهلاك

تصدرت القهوة مصادر استهلاك الكافيين لدى عينة طلاب جامعة جازان بـ32%، وحلت الشوكولاتة ثانيا بـ16%، ومشروبات غازية ثالثا بـ12%، ومشروبات الطاقة رابعا بـ9%، واسبريسيو خامسا بـ6%، وشاي مثلج سادسا بـ5%، والشاي سابعا بـ4%، ومشروب كاكاو ثامنا بـ3%.

مادة طبيعية

أكدت طالبة الطب والباحث الرئيسي منى الفيفي أن الكافيين مادة غذائية طبيعية منبهة توجد بكميات متفاوتة في نباتات مختلفة مثل حبوب القهوة، وأوراق الشاي، مشيرة إلى أن الكافيين متواجد بشكل متفاوت في المنتجات، حيث توجد نسبة عالية منه في القهوة، ومشروبات الطاقة، مقارنة بمنتجات أخرى مثل الشاي أو الشوكولاتة، مضيفة إلى أن القهوة تحظى بشعبية عالية في المجتمع السعودي، حيث إنها جزء أصيل من ثقافة المجتمع، ولدى القهوة حضور ثقافي ترجم في عام 2022 بتسميته "عام القهوة السعودية"، ويصاحب هذا الحضور الثقافي تحفيزا للاستثمار الوطني في القهوة، خصوصا مع إنشاء الشركة السعودية للقهوة.

أعراض جانبية

أشارت الفيفي إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء توصي أن يكون الحد الأقصى من استهلاك الكافيين لدى البالغين 400 مليجرام يوميا، حيث يتم امتصاص الكافيين بالجسم بعد استهلاكه بفترة تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعتين، ويستمر تأثيره في الجسم لعدة ساعات، مبينة أن الكافيين يعتبر من المنبهات، ومحفزا للجهاز العصبي، لكن الاستهلاك العالي للكافيين قد يؤدي إلى حدوث أعراض جانبية تؤثر على الجهاز العصبي مثل القلق، وصعوبات النوم، وتسارع نبضات القلب، والصداع، واضطرابات الجهاز الهضمي، وأن هناك فئات من المجتمع يوصى بأن يتوخوا الحذر عند استهلاك المنتجات المحتوية على الكافيين، مثل المصابين بأمراض القلب، والشرايين، والمصابين بارتجاع المريء، والمصابين بقرحة المعدة.

تفاوت الاستهلاك

أكدت الفيفي أن استهلاك الكافيين يتفاوت بحسب الأشخاص والمجتمعات، حيث لوحظ تباين في معدل استهلاك القهوة بحسب الفئات العمرية، والازدياد المتسارع في عدد من المقاهي في المملكة، تصاحبه زيادة في استهلاك الكافيين، خصوصا لدى فئة الشباب في المجتمع السعودي، ويشمل ذلك طلبة الجامعات.

نتائج الدراسة

أكد مشرف الدراسة البحثية أستاذ طب الوبائيات بكلية طب جامعة جازان أستاذ دكتور إبراهيم قصادي، أن الدراسة الحالية هدفت إلى قياس معدل استهلاك الكافيين لدى طلبة جامعة جازان من خلال إجراء مقابلات شخصية مع 964 طالباً وطالبة، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى نتائج ممثلة في أن مشروبات القهوة، والمشروبات الغازية، والشوكولاتة، ومشروبات الطاقة كانت من أهم مصادر الكافيين لدى الطلبة، وأن أغلبيتهم يستهلكون معدلات طبيعية من الكافيين، وتوجد أقلية تتجاوز النسبة الموصى بها، مضيفا أن نتائج الدراسة من الممكن تعميمها على الفئات الطلابية المماثلة في الجامعات السعودية، لزيادة التوعية لدى طلبة الجامعات، والفئات الأخرى من المجتمع، بأهمية الاستهلاك المعتدل للقهوة، والمشروبات المحتوية على الكافيين، والتحذير من الاستهلاك المفرط الذي قد يؤدي إلى آثار صحية ينبغي تجنبها.