جذبت فعالية معرض بينالي الفنون الإسلامي المقام في جدة، الذي يعتبر الأول من نوعه الزوار الذين أشادوا به وبالعروض المتنوعة والمميزة من حيث الابتكار والأفكار وتحقيق ذلك على أرض الواقع من قبل فنانين تم اختيارهم يتميزون بالإبداع سواء المتجسد أو السمعي أو المعنوي، وسبق أن أعلنت مؤسسة بينالي الدرعية عن موقع بينالي الفنون الإسلامية الأول من نوعه ليقام داخل صالة الحجاج الغربية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة جدة.

فعالية فريدة

تتمحور فعالية بينالي الفنون الإسلامية حول «أول بيت» لتحتفي بالكعبة المشرفة وبمسجد الرسول في المدينة المنورة. وانطلقت هذه الفعالية الفريدة من نوعها يوم 23 يناير 2023 وتستمر حتى 23 أبريل حيث تعكس التراث العمراني والثقافي والإسلامي وتعمل على دعم ازدهار الفنون بشتى أشكالها في المملكة.

ويهدف المعرض للتطلع إلى مستقبل الفنون الإسلامية وتعرف على تاريخها ويركز على تناول مكة باعتبارها نقطة محورية بالنسبة لجميع المسلمين ومهمة لديهم، وعبر المنصة المميزة التي يوفرها البينالي للدمج بين المقتنيات الفنية التاريخية والأعمال الفنية المعاصرة، ويركز المعرض على التصورات الدلالية عوضا عن الأوصاف الحرفية، ومن الملاحظ أنه لا يركز على الفنون الإسلامية بفروعها بقدر عنايته بفن الإسلام. ويعتبر هذا الحدث الجديد ثمرة التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة النقل والخدمات اللوجيستية والهيئة العامة للطيران المدني، وسيسهم في إثراء دور صالة الحجاج عبر الاحتفاء بالثقافة والفنون الإسلامية، ورفد المشهد الفني المحلي في جدة والمملكة على مدار العام.

قسمان للمعرض

يحتوي المعرض على قسمين داخلي وخارجي جميعها تقدم حوارا متناغما بين المواقع المقدسة وطقوس العبادات التي تلهم الفنانين لتصويرها وترجمتها، وتوثيق انعكاساتها على وجدان الفرد والجماعة.

وتتمحور المعارض الفنية الداخلية حول فكرة «قبلة المسلمين»، التي تضع مكة المكرمة في قلب الحدث، أما تحت مظلات صالة الحجاج الغربية سابقا، فإن الأعمال الفنية التركيبية الخارجية ستكون فريدة من نوعها، وستستلهم إنتاجها من أهمية مكة المكرمة وتفرد الكعبة المشرفة بصفتها أول بيت وضع للناس وعلى امتداد الموقع، ستعرض تشكيلة متنوعة من الأعمال الفنية المعاصرة والمقتنيات التاريخية، التي سيكون أهمها في جناحين منفصلين يحتويان على مقتنيات أثرية من المسجد الحرام والمسجد النبوي.

فريق دولي

تم تعيين من قبل المؤسسة فريق دولي من القيّمين الفنيين للإشراف على فعاليات بينالي الفنون الإسلامية، يضم كلا من الدكتور سعد الراشد، عالم الآثار السعودي الرائد؛ والدكتورة أمنية عبدالبر، الباحثة بمتحف فيكتوريا وألبرت بلندن؛ والدكتور جوليان رابي، المدير الفخري للمتحف الوطني للفن الآسيوي التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية؛ وسمية فالي، المؤسسة المشاركة لشركة الهندسة المعمارية والأبحاث التجريبية «كونترسبيس»، وهي الفائزة بلقب الشركة المعمارية المستقبلية على قائمة «100 نكست» من مجلة «التايم» وستقوم المؤسسة باستضافة معرض واحد كل عام ستتناوب بين تنظيم بينالي الدرعية للفن المعاصر، وبينالي الفنون الإسلامية.

وتهدف كل هذه الجهود النوعيّة إلى الاحتفاء بالمنتجات الفنية والثقافية والإبداعية على مستوى العالم، وتعزيز ريادة المملكة وحضورها في المشهد الفني والثقافي، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.