«90 ثانية تفصل البشرية عن لحظة النهاية»، تحذير جديد أطلقه مجموعة من العلماء، عندما قاموا بتقديم ساعة يطلقون عليها اسم «ساعة يوم القيامة» بمقدار 10 ثوان، ليكون الوقت المتبقي حتى «منتصف الليل»، 90 ثانية فقط، بعد أن كان 100 ثانية العام الماضي، ويُقصد بتعبير منتصف الليل، اللحظة التي ستكون فيها الأرض غير صالحة لاستمرار بقاء الجنس البشري.

وذكرت مجموعة «نشرة علماء الذرة»، المسؤولة عن إدارة «ساعة يوم القيامة»، التي تم إنشاؤها في عام 1947، في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة، أنه تم تحريك عقارب الساعة للأمام بمقدار 10 ثوان، مساء أمس الثلاثاء، مما يعكس تزايد التهديدات والمخاطر التي تتعرض لها البشرية، نتيجة مجموعة من الأسباب، تستعرضها «الوطن» في السطور التالية.

التصعيد النووي للأزمة الأوكرانية

وقالت راشيل برونسون، الرئيس التنفيذي لـ«نشرة علماء الذرة»، في بيان له، أن الأزمة الأوكرانية تُعتبر أحد الأسباب الرئيسية وراء إقدام المجموعة على تحريك عقارب ساعة يوم القيامة للأمام بمقدار 10 ثوان، لتصل إلى 90 ثانية فقط حتى لحظة النهاية، خاصةً في ظل تزايد تصعيد المواجهات العسكرية، واتساع دائرة المعارك، وتزايد الحديث عن احتمالات استخدام أسلحة نووية.

وأوضحت: «أننا نعيش في زمن خطر غير مسبوق، ووقت ساعة يوم القيامة يعكس هذا الواقع، إنه قرار لا يقلل من شأنه خبراؤنا»، وفق ما أوردت شبكة (CNN) الأمريكية، مضيفة: «لدى حكومة الولايات المتحدة، وحلفاؤها في الناتو، وأوكرانيا قنوات متعددة للحوار، نحث القادة على استغلالها جميعاً إلى أقصى حد ممكن، لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء».

التهديدات البيولوجية و«كوفيد-19»

كما أشارت مجموعة «نشرة علماء الذرة»، إلى أن التهديدات البيولوجية مازالت تشكل أحد الأسباب الرئيسية وراء تحريك ساعة يوم القيامة، في ضوء التداعيات الخطيرة التي خلفتها جائحة «كوفيد-19» في مختلف أنحاء العالم، والتي كانت وراء ضبط الساعة عند 100 ثانية فقط حتى منتصف الليل، خلال السنوات من عام 2020 حتى 2022.

وتابع البيان، بينما تمكنت الدول المتقدمة من السيطرة على الجائحة، فإن الاستجابة في جميع أنحاء العالم ظلت «غير كافية»، مشيراً إلى أن البلدان الفقيرة ظلت لفترة طويلة بدون لقاحات، إلى حد كبير، في ظل مخاوف من تجدد الجائحة، التي لم تعرف البشرية مثيلاً لها في التاريخ الحديث، أو ظهور تهديدات بيولوجية أخرى قد تكون أكثر فتكاً.

فرصة أخيرة لوقف التغيرات المناخية

كما جاءت التغيرات المناخية، ضمن الأسباب الرئيسية لتحريك ساعة يوم القيامة، خاصة وأن الكثر من الدول ترفض التخلي عن الفحم كمصدر للطاقة، وهو ما يعني أن تلك الدول، ومنها الصين والهند، لن يكون بمقدورها تحقيق هدف «صافي انبعاثات صفر»، الأمر الذي يهدد بعدم تحقيق هدف اتفاق باريس لمنع الاحترار العالمي بأكثر من 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وأشار البيان، إلى أن أنحاء مختلفة من العالم شهدت العديد من الأحداث المتطرفة الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي بلغت حد الكوارث، مثل الفيضانات والعواصف والأعاصير والجفاف، كما اعتبر أن الدول المتقدمة فشلت في تنفيذ التزاماتها بموجب المعاهدات الدولية، لتوفير الدعم المالي والتكنولوجي للدول الفقيرة للحد من تأثيرات التغيرات المناخية والتكيف من التداعيات الناجمة عنها.

يذكر أنه تم إنشاء «ساعة يوم القيامة» عام 1947، بهدف تحذير البشرية من مخاطر الأسلحة النووية، ويجري اتخاذ قرار إعادة ضبط عقارب الساعة بشكل سنوي، من قبل «مجلس العلوم والأمن»، ضمن مجموعة «نشرة علماء الذرة»، و«مجلس الرعاة»، الذي يضم 11 عالماً من الحاصلين على جائزة نوبل، وليس الهدف من الساعة قياس التهديدات الوجودية، وإنما لفت نظر البشرية إلى التهديدات التي تنذر بفناء الحياة على الأرض.