حمزة فاوزي
يشهد التعاون العسكري الفرنسي-الجزائري، مرحلة جديدة بعد الإعلان عن “طريق مشتركة” لم يتم الكشف عن بنو$ها، لكنها تظهر كرد على التقارب العسكري والاستخباراتي بين الرباط وتل أبيب.
وسبق أن عرفت العاصمة المغربية، الرباط، الاجتماع الأول للجنة تتبع التعاون المغربي الاسرائيلي في مجال الدفاع، والتي تم من خلاله التفاهم على توسيع مجالات التعاون لتشمل الاستعلام والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية.
وجاء في بيان للقوات المسلحة الملكية، أن ” الاجتماع تطرق إلى مختلف مجالات التعاون العسكري من اللوجيستية والتدريب فضلا عن اقتناء وتحديث التجهيزات”.
ويثير التقارب المغربي مع تل أبيب بحسب وسائل إعلام فرنسية، “حفيظة” باريس، والتي تراقب حجم الصفقات العسكرية التي تحصل عليها إسرائيل في المغرب، والتي تشمل أساسا الطائرات المسيرة، وأليات الدفاع الإلكتروني، فضلا عن الصناعات الدفاعية.
ولم يخلق هذا التعاون العسكري المغربي-الإسرائيلي، “القلق” لباريس وحدها، بل أيضا للجزائر، والتي كشفت بنفسها مدى “تحفظها” من مستوى هذا التقارب، بل عدته تهديدا متواصلا لأمنها القومي، وهو ما يفسر حسب مراقبين، تخليها عن عقيدتها الإيديولوجية المعادية لفرنسا، واللجوء لتوقيع اتفاق عسكري معها.
وتعد زيارة قائد أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، “رمزية للغاية”، إذ تعد الأولى منذ 17 عاما، وتم فيها تقديم رسالة خاصة من الرئيس الجزائري تبون، والتي تعتبرها وسائل إعلام فرنسية، بالفرصة “الذهبية” لباريس من أجل الحصول على صفقات عسكرية من الجزائر، والتي تعرف بإنفاقها الكبير، والأول على المستوى الإفريقي، في وقت باتت إسرائيل والولايات المتحدة، منافسا “قويا” في السوق المغربية.
الخبير السياسي والعسكري، محمد شقير، يقول إن ” الجزائر منذ إعلان عودة العلاقات المغربية-الإسرائيلية، وما تبعه ذلك من توقيع اتفاق عسكري أمني يشمل الحروب والصناعات الإلكترونية، عبرت “علانية” عن توجسها من هذا التعاون، وهو ما دفعها لرفع ميزانية الدفاع لمستوى قياسي وتاريخي، وكذا التوجه لفرنسا من أجل مجاراة التفوق التكنولوجي للجيش المغربي.
وأضاف شقير، في تصريحه لـ”الأيام 24″ أن ” فرنسا بدورها تنظر بعين ارتياب للتحالف الثلاثي ” المغرب-الولايات المتحدة الأمريكية-إسرائيل”، وهو ما يدفعها للضغط على الرباط من خلال تعزيز تقاربها العسكري مع الجزائر”، مضيفا: ” الجزائر وباريس تجدان نفسيهما مضطرتان للتعاون في المجال العسكري، فقصر المرادية يرغب في التكنولوجيا الفرنسية، وباريس ترغب في الحصول على نصيب من صفقات التسليح في الجزائر”.
وأشار الخبير السياسي والعسكري، أن ” الجزائر بدأت تعي بمدى ضعف الترسانة الروسية، والتي أبانت عن ضعفها فيلا الحرب الأوكرانية الحالية، وهو ما يدفعها للتوجه نحو باريس من أجل تقليص فارق “القوة” مع الرباط والتي حصلت على “درونات” إسرائيلية “فتاكة”، فضلا عن اعتزامها لتدشين مصانع خاصة بهذه الطائرات”.