كشف الناطق باسم النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية، أمس، عن القيام بإجراءات استباقية من طرف الصيادلة ومنتجي الأدوية لمواجهة موجة البرد التي تشهدها أغلب مناطق الوطن، لا سيما في ظل توقعات بأن تبلغ الإصابات بالأنفلونزا الموسمية ذروتها شهر فيفري المقبل.
وأكد المتدخل بأن الصيادلة الخواص سارعوا إلى تعزيز المخزون من الأدوية المضادة لنزلات البرد والزكام، عبر اقتناء كميات كافية من الوحدات الإنتاجية، من أجل وضعها تحت تصرف المرضى، وذلك تزامنا مع بداية الاضطرابات الجوية التي تعرفها أغلب الولايات، لا سيما المناطق الداخلية التي تراجعت بها درجات الحرارة إلى مستويات دنيا.
وأفاد العضو القيادي في النقابة الوطنية للصيادلة الخواص في تصريح "للنصر" بأن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصناعة الصيدلانية حققت استقرارا في سوق الأدوية، ومكنت الصيادلة من تجديد المخزون من مختلف أصناف المنتجات الصيدلانية، من ضمنها المضادات الحيوية والشراب المضاد للسعال ومسكنات الحمى والآلام.
وأكد المتدخل بأن قطاع الأدوية في الجزائر أفضل بكثير مقارنة بما هو عليه الوضع في بلدان عدة، موضحا بأن الاضطراب في سلسلة التموين تراجع بشكل كبير، بفضل الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل السلطات العمومية من أجل ضمان الأمن الصحي، عن طريق تدعيم الإنتاج الوطني من الأدوية.
وبادرت من جهتها الوحدات الإنتاجية التابعة للقطاع الخاص، وكذا شركة صيدال التي توفر 40 بالمئة من الاحتياجات الوطنية من الأدوية، إلى رفع وتيرة النشاط، ومضاعفة إنتاج الأصناف الموجهة لعلاج نزلات البرد والانفلونزا الموسمية، تحسبا لإمكانية الدخول في موجة جديدة للزكام الموسمي، بسبب الاضطرابات الجوية الأخيرة، إلى جانب الانطلاق في إنتاج أصناف جديدة موجهة لفئة الأطفال.
ويؤكد ممثل التنظيم بأن الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا خلال الثلاث سنوات الماضية، أكسبت الصيادلة خبرة في التعامل مع المستجدات التي تطرأ على الوضع الصحي العام، من بينها موجات الزكام الموسمي التي أصبح تسييرها يتم بحكمة وعقلانية، بما حال دون تسجيل ندرة أو خلل في سلسلة التموين بالأدوية. كما جعلت أزمة كوفيد 19 المواطنين أكثر التزاما بالتدابير الوقائية ضد الزكام الموسمي، مما ساهم في استقرار الوضع الصحي منذ بدء فصل الشتاء، مؤكدا بأن الكثير من الأفراد قلصوا حركة التنقل والزيارات منذ بدأت موجة البرد الأخيرة، خاصة بالمناطق الداخلية والولايات التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج.
وساعدت التدابير الوقائية الطوعية التي أصبحت ثقافة راسخة لدى العديد من الأشخاص، وفق المصدر، في استقرار حالات الإصابة بالأنفلونزا، لكنه توقع تسجيل إصابات جديدة في الأيام القادمة، دون أن يؤثر ذلك على نجاعة الإجراءات الاحتياطية والتدابير الاستباقية المتخذة من طرف الجهات المسؤولة على تنظيم سوق الأدوية، على رأسها وزارة الصناعة الصيدلانية.
ويسهر من جهته مرصد اليقظة الذي تم استحداثه من قبل وزارة الصناعة الصيدلانية خلال الجائحة، على تتبع الطلب الداخلي على الأدوية و مراقبة مستوى مخزون الأمان، من أجل استباق الحلول قبل حدوث ندرة في السوق، عن طريق عقد اجتماعات دورية، والتحري في المراسلات التي تصله من الصيادلة الخواص حول تذبذب التموين.
وأضاف مراد شابونية في ذات السياق، بأن المرصد يتفاعل بشكل فوري مع كل إخطار يصله من النقابة، ويتم التدخل من قبل الوصاية لمعالجة الخلل في حينه، موضحا بأن وزارة الصناعة الصيدلانية شددت على الصيادلة الخواص بضرورة التأكد من صحة قائمة الأدوية الناقصة، قبل رفعها إلى المرصد.  
لطيفة بلحاج