دونالد ترامب: لماذا تتخذ حملة الرئيس الأمريكي السابق للترشح للانتخابات الرئاسية 2024 شكلا مختلفا؟

  • أنتوني زورتشر
  • مراسل بي بي سي - شمال أمريكا

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

بدأ ترامب أنشطة فعلية في إطار حملته الانتخابية التي لا يزال عدد الموظفين بعا قليلا

لم يكن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 نكتة أو حيلة لجأ إليها للإفلات من الملاحقة القضائية كما يظن البعض. فهناك خطوات حقيقية اتخذها ترامب على طريق استعادة البيت الأبيض، ويضع أسسا ينطلق منها إلى محاولة جادة لفعل ذلك.

فبعد ثلاثة أشهر من إعلان ترامب نيته الترشح، انطلقت السبت الماضي أول فاعلية لحملته خارج ولاية فلوريدا، التي اختارها الرئيس السابق أيضا موطنا لحملته السابقة.

وفي نيو هامبشاير، أعلن ترامب - أثناء كلمة ألقاها في اجتماع للحزب الجمهوري هناك - أن الرئيس المنتهية ولايته للحزب سوف يتولى منصب كبير مستشاري الحملة الانتخابية. وفي مبنى الكابيتول في مدينة كولومبيا بولاية كارولينا الشمالية، حصل الرئيس الأمريكي السابق على دعم حاكم الولاية هنري ماكماستر وعضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام.

وعاد غراهام، الذي أعرب عن خيبة الأمل بعد أحداث اقتحام مقر الكونغرس الأمريكي في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021، بقوة إلى مصاف أنصار ترامب.

وتساءل غراهام، أثناء كلمة ألقاها أمام حشد من أنصار الحزب الجمهوري: "كم مرة سمعتم أننا 'نحب سياسات ترامب، لكن نريد شخصا جديدا؟'، لكن لا وجود لسياسات ترامب بدون دونالد ترامب".

ورفض ترامب مرة أخرى الاعتراف بالهزيمة في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، وقال لأنصاره إنه - على النقيض من أي بديل جمهوري محتمل آخر - سوف يكون المرشح الأكثر تأثيرا في 2024.

وقال في حديثه، الذي أدلى به في قاعة الكابيتول في كولومبيا: "من أجل تغيير النظام كلية، فأنتم بحاجة إلى رئيس يتولى النظام بأكمله، رئيس يمكنه الفوز".

دونالد ترامب "يخسر دعم" المحافظين مع صعود نجم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس

هل يتمكن بايدن من معالجة الانقسام الحاصل في المجتمع الأمريكي؟

وفي كلتا المناسبتين، استعرض ترامب ما يرى أنه سجل نجاح حققه أثناء فترة رئاسته للولايات المتحدة، بينما هاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن وسجله في ملفات الجريمة والهجرة والاقتصاد.

التعليق على الصورة،

تود جيرهاردت، رئيس اللجنة التنفيذية للحزب الجمهوري في حي شارلستون، يمين الصورة، يبيع عبوات بلاستيكية من عسل النحل صممت لتشبه هيئة ترامب.

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وكان تود جيرهاردت، رئيس اللجنة التنفيذية للحزب الجمهوري في حي شارلستون، يبيع عبوات بلاستيكية من عسل النحل صممت لتشبه شكل ترامب.

وكان جيرهاردت من أوائل الداعمين للرئيس السابق في حملته الانتخابية الماضية، وسبق له تنظيم مؤتمر انتخابي في 2016 في كارولينا الجنوبية في جزيرة كياواه الفاخرة. كما زار ترامب في مقر إقامته في "مار أيه لاغو" بهدف جمع التبرعات وتوفير عسل النحل الذي يتاجر فيه بين مكونات حقائب هدايا الحملة الانتخابية.

وقال إن "مار أيه لاغو" تشهد أجواء احتفالية وسط استعدادات فريق ترامب لخوض المعركة الانتخابية، نافيا أن تكون هناك مخاوف لدى الجمهوريين حيال ترشح الرئيس السابق وأنهم في كارولينا الجنوبية وأنحاء أخرى من الولايات المتحدة ربما يبحثون عن مرشح آخر.

وأضاف: "عندما يتحدث الناس عن مرشحين آخرين ويقولون إنني سوف أفعل ذلك، أرى أن ترامب قد حسم الأمر. إنه يمتلك كل الأكسجين في هذا المكان".

وفي وقت سابق من ذلك اليوم في أحد الأسواق المفتوحة على بعد بنايات قليلة من مبنى الكابيتول في كولومبيا، يبدو أن زيارة ترامب للمدينة بالكاد يمكن ذكرها. وأعرب أحد أنصاره، والذي كان يجلس في مقهى محلي أثناء تلك التصريحات، عن استيائه من أن يعقد الرئيس مؤتمرا انتخابيا على أملاك الدولة. لكن في المقابل، كان أغلب سكان المدينة لا يعلمون بوجود ترامب هناك.

وقال شخص آخر من سكان المدينة: "لا يبدو أن الناس لديها نفس الحماس لترامب هذه المرة".

وبينما من المقرر أن تشهد ولاية آيوا الأمريكية أول منافسة على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لانتخابات 2024، حل ترامب ثالثا في تلك المنافسة في 2016. وقد يميل المسيحيون الإنجيليون في الولاية، الذين يمثلون أغلبية الناخبين فيها، إلى اختيار مرشحين محتملين آخرين مثل نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس، ووزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو.

وأعطى الناخبون في نيو هامبشاير وكارولينا الجنوبية دفعة قوية لترامب إلى الأمام في 2016، وهو التقدم الذي حرص الرئيس الأمريكي السابق على ألا يفقده.

وربما يفعل هؤلاء نفس الشيء في انتخابات 2024، إذ فاز جميع المرشحين الجمهوريين بالانتخابات في كارولينا الجنوبية منذ عام 1980، مما يجعل المنافسة في هذه الولاية فريدة بالنسبة لحزب ترامب في المراحل المبكرة التقليدية من التصويت.

رغم ذلك، قد تمثل هذه الولاية تحديا فريدا لترامب هذه المرة. ويواجه الرئيس السابق تحديات محتملة من عضو مجلس الشيوخ تيم سكوت والحاكم السابق للولاية نيكي هايلي.

وإذا كانت هذه نقطة حاسمة بالنسبة لترامب، فقد جاءت بعد بداية استطلاعات الرأي التي بدأ وضعه يستقر فيها في أعقاب النتائج المخيبة للآمال للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي التي أُجريت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأشارت نتيجة استطلاع رأي أجراه مركز إيمرسون كوليدج بولينغ في وقت سابق من الأسبوع الجاري إلى أن 55 في المئة من الناخبين الجمهوريين يدعمون ترامب، مما يشير إلى تقدم بواقع 29 في المئة على حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي لم يعلن بعد ترشحه للرئاسة، لكن كثيرين يرونه المنافس الأقوى للرئيس السابق في الانتخابات المقبلة. وكانت نتائج استطلاع رأي أجراه مونماوث في ديسمبر/ كانون الأول الماضي قد أشارت إلى تقدم ديسانتيس بفارق كبير.

دونالد ترامب: هل يُمنع الرئيس الأمريكي السابق من خوض الانتخابات المقبلة؟ - التايمز

دونالد ترامب يحذر حاكم فلوريدا رون دي سانتيس من الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة

وأعلنت شركة ميتا، المالكة لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنها ألغت الحظر الذي كانت تفرضه على حسابات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منذ اقتحام أنصاره مقر الكونغرس الأمريكي في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021. ورغم أن الرئيس السابق لم يتمكن بعد من العودة إلى النشر على حساباته، يتوقع أن توفر له تلك العودة فرصة أخرى للوصول إلى الناخبين والحصول على المزيد من التبرعات، إذ تستعد حملة ترامب بينما لا يزال عدد الموظفين بها قليلا.

وإذا كانت المؤتمرات الانتخابية وفيسبوك هما المصدر الأساسي لتمويل حملة ترامب أثناء المنافسة التي أدت به في النهاية إلى البيت الأبيض بعد انتخابات 2016، فمحطة كارولينا الجنوبية كانت نوعا مختلفا من الممارسات الانتخابية.

وكان حضور نحو 300 شخص فقط للمؤتمر الانتخابي الذي انعقد السبت الماضي يعني أنه لم يحظ بالقدر الكافي من الاهتمام من قبل الناخبين، مقارنة بالتجمعات الحاشدة التي كانت تحضر المؤتمرات والفعاليات التي نظمتها حملة ترامب في الانتخابات الماضية وما كان يسودها من أجواء احتفالية.

وحتى يفوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة الأمريكية لمرة أخرى، يحتاج الرئيس السابق إلى دعم الأعضاء السياسيين في الحزب الجمهوري في ولايات مثل نيو هامبشاير، وكارولينا الجنوبية، بالإضافة إلى دعم أنصاره الذين يحضرون المؤتمرات الانتخابية في تلك الولايات. وبينما تظهر نتائج استطلاعات الرأي تقدم ترامب، كشفت نتيجة مسح أُجري في كارولينا الجنوبية أن حوالي 50 في المئة من الناخبين في الولاية أعربوا عن رغبتهم في وجود "شخص آخر" مع ترامب في السابق الرئاسي.

ورغم أنه لا يتبقى سوى عام تقريبا على بدء التصويت، لم يعلن أحد نيته للترشح من الجمهوريين إلا ترامب. ولذا، يختبر الرئيس السابق طرقا جديدا لعرض نفسه على الناخبين.

وقال ترامب في نيو هامبشاير، متحدثا عن نفسه: "قالوا إنه لا يفعل شيئا، ولا يعقد مؤتمرات انتخابية، ربما تراجع مستواه. لكني أكثر غضبا الآن، وأكثر التزاما من أي وقت مضى".