يمتلك "إبراهيم" رؤية لغزة مزدهرة وتنموية تعيش في سلام مع إسرائيل ومع نفسها. يريد أن يعرف العالم أنه يمكن للفلسطينيين المتحررين من سيطرة حماس أن يبنوا مثل هذا المكان بأنفسهم، إذا حصلوا على قدر ضئيل من المساعدة الخارجية. ويشير إلى أن "معظم قيادات حماس غادروا غزة، وهم يعيشون في تركيا أو قطر، ويبنون مستقبلًا أفضل لأنفسهم ولأطفالهم". ويقول "إبراهيم": "دعوا أولئك الذين يريدون كسر الحصار.. يأتون إلى غزة ويحررونها حقًا" من خلال بناء مجتمع مدني.
اتسعت الهوة في مستويات المعيشة بين قادة حماس وسكان غزة العاديين بشكل متزايد في السنوات الأخيرة. ففي عام 2019، انتقل زعيم حماس إسماعيل هنية إلى قطر مع عائلته، بينما انتقل نائب زعيم الحركة خليل الحية إلى تركيا بعد فترة وجيزة، وقام بزيارة غزة مرتين فقط منذ ذلك الحين. ويقيم فتحي حمد، مسؤول كبير آخر في حماس، الآن أيضًا في إسطنبول، وغالبًا ما يسافر إلى بيروت لحضور اجتماعات في فنادق فاخرة. وقد حذا حذوه أكثر من عشرة مسؤولين آخرين رفيعي المستوى في حماس. لم يمر هذا النزوح دون أن يلاحظه أحد. كما نوه عزمي كشاوي، محلل غزة في مجموعة الأزمات الدولية، قائلًا: "يرى الفلسطينيون العاديون أن حماس.. [تعيش] في هذه المناطق المريحة حيث لم يعودوا يعانون ويبدو أنهم بعيدون عن القضية والقضايا الفلسطينية".
ويوجد لدى سكان غزة سبب وجيه للإحباط. ففي السنوات التي أعقبت تولي حماس السلطة، بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لغزة 1% سنويًا، أي سدس معدل النمو في الضفة الغربية. وفي فترات الهدوء النسبي، مثل 1997-1999 و2003-2005، تمتعت غزة بمعدلات نمو عالية وصلت إلى 17% سنويًا. وخلصت إحدى الدراسات إلى أنه إذا تبنى حكام غزة موقفًا تصالحيًا تجاه جيرانهم، فإن الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة سيرتفع بنسبة 40%؛ القوة الشرائية للأسر بنسبة 55%؛ والصادرات بنسبة 625%.
وفي ظروف اليوم القاتمة، على النقيض من ذلك، يرى شباب غزة أفضل فرصة لهم للحصول على حياة كريمة في الفرار إلى مكان آخر. قالت امرأة مات ابنها وهو يحاول مغادرة القطاع الساحلي عن طريق البحر: "ألوم الحكام هنا، حكومة غزة.. إنهم يعيشون في رفاهية بينما يأكل أطفالنا الأوساخ ويهاجرون ويموتون في الخارج".
