أطلق مسؤولان أمميان، الثلاثاء، نداء إنسانياً لتلبية احتياجات سكان قطاع غزة في المجالات كافة، لا سيما الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بغزة، عقده مدير شؤون "أونروا" بغزة توماس وايت، ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أوتشا" لين هاستينغز، ومدير شبكة المنظّمات الأهلية بغزة أمجد الشوا.

وتزامن هذا النداء مع إعلان "أوتشا" ملخص الاحتياجات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 2023.

وحسب بيان أصدرته "أوتشا"، فإن "الظروف الإنسانية التي أفرزتها الأزمة متعددة الأبعاد في الأراضي الفلسطينية تؤثر على جميع أنحاء الإقليم وتلحق الضرر بكل مناحي حياة الفلسطينيين".

وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، قال مدير شؤون "أونروا" إن "الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءاً، حيث يعتمد 3 من كل 4 أشخاص على المساعدات الغذائية التي تقدّمها الوكالة"، موضحاً أن "نسبة انعدام الأمن الغذائي بين العائلات الفقيرة بغزة تزداد سوءاً".

وذكر وايت أن وكالته "تناشد المجتمع الدولي من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للاجئين بغزة على مستوى المساعدات الغذائية واستمرار العملية التعليمية والصحية، فضلاً عن إعادة بناء ما دمّره النزاع الإسرائيلي الأخير في أغسطس/آب الماضي، أو استكمال ما دُمّر في حرب عام 2014".

وأوضح أن أونروا "تكافح من أجل تأمين الأموال المطلوبة لتقديم الخدمات"، لافتاً إلى أنها "تعمل على معالجة الفجوات الموجودة من نقص في العاملين في مرافقها".

والأسبوع الماضي، أطلقت "أونروا" نداء للحصول على 1.6 مليار دولار أمريكي لدعم برامجها خلال 2023، وسط معاناة الوكالة من أزمات مالية كبيرة انعكست في تراجع خدماتها للاجئين الفلسطينيين.

بدورها، قالت منسقة "أوتشا" في فلسطين في كلمة خلال المؤتمر: "الفلسطينيون يعيشون العقد الخامس من تداعيات الاحتلال والقضايا الأمنية وأخرى لها علاقة بالحصار الإسرائيلي والأزمة السياسية".

وأشارت هاستينغز إلى أن "الوضع في غزة يزداد تدهوراً، والمطلوب العمل سوياً من أجل الوصول إلى الأشخاص الأكثر هشاشة وضعفاً في المجتمع".

وأوضحت أن نحو مليوني فلسطيني في غزة والضفة الغربية يحتاجون إلى المساعدات خلال 2023، مُبينة أن "ذلك يأتي وسط احتياج حاد في ظل الضعف (الاقتصادي) الكبير الذي يعيشه القطاع والضفة حالياً".

وطالبت هاستينغز الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بمواصلة الدعم المالي لوكالة "أونروا" خلال عام 2023، إذ تعد وكالة الغوث أكبر مقدم لـ"المعونة بغزة"، على حد قولها.

من جانبه، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية بغزة، إن الوضع في القطاع "تدفع ثمنه الفئات الأكثر هشاشة في ظل غياب الأفق السياسي".

وأشار في كلمته بالمؤتمر الصحفي، إلى الأزمة المالية التي تعانيها "أونروا" في ظل زيادة الاحتياجات الإنسانية وأزمة توفر المساكن جراء الاكتظاظ وشح المياه في القطاع.

ودعا الشوا المجتمع الدولي إلى "التغطية المالية لخطة الاستجابة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية (تطلقها أوتشا منذ أكثر من 20 عاماً) وتوفير الدعم اللازم لها".

ووفق المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان فإن نحو مليون ونصف مليون فرد من سكان غزة البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة، يعشون حالة فقر شديدة بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع لأكثر من 16 عاماً.

TRT عربي - وكالات