يسعى الهلال للذهاب بعيدًا في كأس العالم للأندية
الهلال يواجه الوداد في المباراة الأولى.

البطولة تقام في المغرب من ١ فبراير إلى ١١ من الشهر ذاته.

يستعد الهلال لخوض منافسات كأس العالم للأندية المغرب ٢٠٢٢ للمرة الثالثة في تاريخه، بعد نسختي ٢٠١٩ و٢٠٢١، إذ يسعى الفريق السعودي للظهور بشكل مميز والذهاب بعيدًا في البطولة.

أزرق الرياض، الذي سيبدأ البطولة بمواجهة نادي الوداد بطل إفريقيا والدوري المغربي، يطمح لتحقيق مفاجأة كبرى في البطولة، مفاجأة كالتي أحدثها المنتخب السعودي في منافسات كأس العالم قطر ٢٠٢٢ بفوزه على الأرجنتين حاملة اللقب في النسخة ذاتها، فلماذا يعد الهلال مرشحًا لتحقيق مفاجأة؟

الهلال والمنتخب السعودي .. قوام مشترك:
يعد لاعبو الهلال هم القوام الأساسي للمنتخب السعودي تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار مدرب الأخضر، وبالنظر لمباراة الأرجنتين التي أصابت العالم بذهول، فتواجد تسعة لاعبين هلاليين في التشكيل الأساسي، بالإضافة إلى ثلاثة لاعبين على دكة البدلاء.

من المؤكد أن الهلال سيفتقد لخدمات ياسر الشهراني الذي تعرض لإصابة في مباراة الأرجنتين بالمونديال، بالإضافة إلى عبدالإله المالكي المصاب بالرباط الصليبي، فيما يبقى موقف سلمان الفرج غامضًا حتى الآن إذ يواصل التعافي من إصابته للمشاركة في التدريبات الجماعية، أما بقية اللاعبين فسيتواجدون بشكل طبيعي.

يملك الأرجنتيني رامون دياز مدرب الهلال خيارات عديدة على الرغم من الغيابات الثلاثة، فالعويس الذي تألق في كأس العالم قد تكون له فرصة المشاركة أساسيًا في الفترة المقبلة على حساب زميله عبدالله المعيوف، وفي الدفاع سيكون المدافع الدولي علي البليهي متواجدًا إذ يعتمد عليه المدرب بشكل أساسي، أما في مركز الظهير الأيمن فيملك خياران، إذ يواصل سعود عبدالحميد الظهير الأيمن تقديم مستويات مميزة ويعد ورقة رابحة للزعيم، بالإضافة إلى محمد البريك.

بالحديث عن وسط الملعب، فهو المركز الذي قد يكون للهلال خيارات عديدة سواء على مستوى المحليين أو الأجانب، وبالحديث عن المحليين فإن محمد كنو كان أحد رجال موقعة لوسيل مع السعودية ضد الأرجنتين، والمؤكد أنه قادر على قيادة وسط الهلال رفقة زملائه في كأس العالم للأندية.

ويعول الهلال كثيرًا على نجمه السعودي سالم الدوسري، صاحب هدف فوز السعودية على الأرجنتين في الليلة التاريخية، وسيكون مطالبًا بتقديم مستوياته المميزة والمعهودة حين يلتقي فريقه بالوداد في المباراة الأولى، إذ بات سالم نجمًا يظهر في المواعيد الكبرى على مدار السنوات الأخيرة مع ناديه ومنتخب بلاده، وفي الهجوم سيكون صالح الشهري ورقة رابحة لدياز على مقاعد البدلاء في حال عدم الاعتماد عليه أساسيًا.

أجانب مميزين:
بجانب امتلاكه العديد من المحليين المميزين، يملك الهلال أيضًا مجموعة رائعة من المحترفين، بالحديث عن خط الدفاع، يعد الكوري الجنوبي جانج هيون سو أحد أبرز مدافعي دوري روشن السعودي، ويشكل ثنائية جيدة مع علي البليهي إذ يخوض الثنائي موسمهما الرابع سويًا.

في وسط الملعب يتواجد الثنائي الدولي أندري كارييو وجوستافو كوييار، البيروفي بات أهم لاعبي الهلال مرة أخرى، بعدما كان قريبًا من الرحيل لتراجع مستواه، عاد ليستعيد بريقه تحت قيادة مدربه الأرجنتيني الذي اعتمد عليه كثيرًا في العديد من المناسبات في وسط الملعب وليس في مركزه المعتاد كجناح، ليقدم كاريو مستويات رائعة مع الفريق.

الأمر نفسه ينطبق على لاعب الوسط الكولومبي الذي يتواجد مع الأزرق للموسم الرابع ويقدم مستويات مميزة مع الفريق، تثبت الأرقام أهمية كوييار وكارييو لدى الهلال، فالأول يعد أكثر اللاعبين في الدوري السعودي تمريرًا للكرات بـ ١,٠٠٨ تمريرة، يليه في قائمة الأكثر تمريرًا في الدوري زميله البيروفي بـ ٩٨٤ تمريرة، ناهيك عن دورهما في قطع الكرات وتدمير هجمات الخصم، إذ يملك كوييار دقة افتكاك ٦٤.٣‎%، فيما يملك كارييو دقة ٧١.٩‎%.

لم تنته خيارات دياز الهامة، فالبرازيلي ميشايل بات يشارك أكثر ويحصل على دقائق لعب أكبر مؤخرًا على الرواق الأيمن، إذ يملك العديد من الحلول التي تجبر المدافعين على ارتكاب أخطاء ضده بفضل مراوغاته وسرعته.

أما في المقدمة فيملك الهلال الثلاثي أوديون إيجالو وموسى ماريجا ولوسيانو فييتو، النيجيري الذي يتعافى من إصابة حاليًا يعد هو المهاجم الأفضل في الدوري السعودي، وهو ما برهن عليه بقميصي الشباب والهلال، بالإضافة إلى المالي الذي يكون قادرًا على المشاركة كجناح أيمن أو مهاجم ويملك قوة بدنية خارقة، فيما يكون الأرجنتيني كورقة رابحة عادة لتقوية دكة البدلاء المليئة بالخيارات.

طريق أقصر، سِجِل مميز في البدايات، وإنجاز مفقود
بالنظر إلى نظام كأس العالم للأندية، فإن فرصة التأهل للنهائي وتحقيق إنجاز تاريخي تُحفَّز الهلال كثيرًا في البطولة المقبلة، إذ سيبدأ الفريق السعودي البطولة بمواجهة نظيره الهلال المغربي، وفي حال تمكن من تحقيق الفوز سيجد نفسه في الدور نصف النهائي لمواجهة فلامنجو البرازيلي.

في المشاركة المقبلة، سيكون الهلال هو أكثر فريق سعودي ظهورًا في كأس العالم للأندية بواقع ثلاث مشاركات، بعد تواجده بنسختي ٢٠١٩ بقطر و٢٠٢١ بالإمارات، وفي تلك المشاركتين بدأ الأزرق منافساته ضد فريقين عربيين، حيث واجه الترجي التونسي بطل إفريقيا في ٢٠١٩، وفاز حينها بهدف دون رد سجله مهاجم الفريق السابق بافيتمبي جوميز.

أما بنسخة ٢٠٢١، واجه الهلال نظيره الجزيرة الإماراتي في مباراته الأولى، ونجح في الفوز عليه بستة أهداف مقابل هدف، ليتأهل إلى الدور نصف النهائي.

حافز كبير يملكه الهلال في هذه النسخة لتغيير الصورة التي ظهر بها في المشاركتين السابقتين، والحصول على مركز أفضل بل والذهاب إلى أبعد مدى في البطولة، ففي النسخة الأولى خسر من فلامنجو في نصف النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدف، وهو دافع إضافي للثأر من غريمه البرازيلي الذي حال بينه وبين الوصول للمباراة النهائية، لكن الفريق السعودي عليه تجاوز الوداد أولًا، أنهى الهلال حينها البطولة في المركز الرابع بعدما خسر مباراة تحديد المركز الثالث ضد مونتيري المكسيكي بركلات الترجيح.

وفي النسخة الماضية، اصطدم أزرق الرياض بتشيلسي في نصف النهائي، وخسر بصعوبة بالغة بهدف دون مقابل، قبل أن يواجه الأهلي المصري في مباراة المركز الثالث ويخسر برباعية نظيفة حينها تحت قيادة المدرب السابق ليوناردو جارديم