تحركات جديدة للجان المقاومة مع اقتراب نهاية العملية السياسية في السودان


في الوقت الذي دخلت فيه العملية السياسية مرحلتها النهائية، بدأت لجان المقاومة بالعاصمة السودانية الخرطوم الموقعة على الميثاق الثوري في أكتوبر الماضي، إجازة هياكلها التنظيمية. 

التغيير: فتح الرحمن حمودة

ومنذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، ظلت لجان المقاومة في قيادة الحراك الشعبي المندد بالانقلاب والمطالب بالسلطة المدنية رافعة شعارات اللات الثلاثة «لا تفاوض لا شراكة لا شرعية».

ومع توقيع قوى سياسية، في ديسمبر الماضي، اتفاقاً إطارياً مع قادة الانقلاب، من المنتظر أن يتوج باتفاق سياسي نهائي، رغم رفضه من قوى سياسية مؤثرة أبرزها حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي، إلى جانب لجان المقاومة.

وعقب التوقيع على الاتفاق الإطاري، وفي إطار استطلاع آراء لجان المقاومة والإجابة على تساؤلاتهم حول المشاورات السياسية، جمع لقاء الوسطاء الدوليين وعدد من التنسيقييات بالعاصمة الخرطوم، أبلغتهم من خلاله رفضها للاتفاق.

مراسم توقيع الإتفاق الإطاري بين أطراف الأزمة السودانية

 

تباين آراء لجان المقاومة

 

 

يقول المتحدث باسم لجان مقاومة الخرطوم، أحمد عصمت لـ«التغيير» إن اللجان أصبحت غير مركزة مع العملية السياسية الجارية، مشيراً إلى أنهم باتوا ينظرون إليها، على أنها مجرد خضوع واستسلام للانقلابين.

 وأوضح، أن عملية صناعة القرار داخل اللجان ستظل ثابتة من خلال الرجوع إلى القواعد، مشيراً إلى أنها الطريقة الأفضل في تعجيل سرعة اتخاذ قراراتها.

وفي أكتوبر الماضي، وقعت تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم وعدد من ولايات السودان، بجانب كيان «غاضبون بلا حدود» على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب الذي شمل عدة بنود أبرزها إلغاء الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا لسلام السودان.

وكشف عصمت في حديثه لـ«التغيير»، أن اللجان الآن بصدد تكوين حكومة موازية من خلال تشكيل المجالس المحلية. وأشار إلى أن الخطوة بحسب ما جاء في بند الحكم المحلي للميثاق الذي نص على أن المجالس الثورية والتشريعية تنتخب مباشرة من الأحياء وأن شرعيتها مأخوذة من الشعب.

أما عضو لجان مقاومة بالولايات، محمد أحمد يقول لـ«التغيير»، إن الميثاق الثوري لتأسيس سلطة شعب وحده لا يمثل وجدان لجان المقاومة السودانية، ما لم تدمج بقية المواثيق المتعددة للجان إلى جانب رؤى المقاومة في جميع ولايات البلاد.

 وأضاف “من دون ذلك لا يمكن الذهاب في اتجاه تقديم رؤية سياسية تستوعب كحل لفترة انتقال”.

ويرى أحمد أن محاولة تشكيل حكومة موازية ستكون مجرد خطوة ضغط ولا يمكن تحويلها إلى واقع، مشيراً إلى أنها قد تؤدي إلى زيادة تعقيدات المشهد السياسي، مفضلا عدم تمترسهم في حلول قال إنها ستساعد في المحافظة على جو الأزمة.

وأصبح المشهد السياسي في السودان أكثر تعقيدا على الرغم من دخول العملية السياسية مرحلتها النهائية في محاولة لطي ملف الأزمة الراهنة وسط تباين الرؤى المختلفة لقوى الثورة حولها بين مؤيدين ورافضين نتيجة للأزمات التي خلفها الانقلاب.

 

 

ثلاثة خيارات

 

 

يقول الأستاذ الجامعي، بكري الجاك لـ«التغيير»، إن لجان المقاومة أصبح لديها ثلاثة خيارات، وهي المواصلة في الحشد مع التخلي عن أي طموح سلطوي، أو الانخراط في عملية البناء القاعدي، أو محاولتها في بناء تنظيمي سياسي.

ويرى الجاك، أن فكرة المواثيق اثبت أن هنالك «منغيستو» سياسي بغياب التنظيم. مضيفاً  ” ينظر للمحاولة الحالية على أنها مجرد حديث سياسي”، مشيرا إلى أنه من الصعب أن تجتمع جميعها على تصور واحد نسبة لتنوعها.

ومنذ التوقيع على الاتفاق الإطاري بين المدنيين وقادة الانقلاب في ديسمبر الماضي، تباينت الآراء داخل لجان المقاومة بالعاصمة الخرطوم بين القبول والرفض، أما في بقية مدن السودان حتى الآن، فهنالك لجان لم تعلن عن موقفها فيما يخص العملية السياسية الحالية.

ومن المتوقع خلال أيام، أن تعقد لجان المقاومة بولاية الخرطوم مؤتمرا صحفيا للإعلان عن نسختها النهائية فيما يتعلق بالميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب.

تاريخ الخبر: 2023-01-31 21:23:51
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية