«اسم المريض: صدقة جارية.. العنوان: الجنة» كلمات تعبر عن جزاء الإحسان دونت في خانات المعلومات الشخصية على روشتة عيادة طبية، متبوعة برسالة معبرة عن معنى التكاتف كتبها طبيب بمحافظة الشرقية لمرضاه، حوت العديد من المعاني الإنسانية.

«عزيزي المريض، إذا كنت لا تمتلك، ولا ترغب في دفع ثمن الكشف لا تخجل أن تطلبه مجانًا، فهذا حقك وهذا واجبي، ولا تنسى أن تطلب مشروبك المفضل من السكرتيرة» تلك الكلمات كانت مضمون الرسالة التي كتبها الدكتور يحيى النجار على روشتة عيادته متبوعة بأرقام تليفونات العيادة مطالبًا المرضى غير القادرين بالاتصال بالأرقام للحفاظ على حياء المريض وخصوصيته.

«إن هذا العمل واجب علينا مع أهالينا، ولا ننتظر عليه جزاءً أو شكر، بل هو واجبي تجاه المرضى، وجزائه دعواتهم التي هي أغلى شيء» بهذه الكلمات عبر الدكتور يحيى كامل النجار، أخصائي جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، عن ردود الأفعال التي تلقاها فور تداول مواقع التواصل الاجتماعي صورة الروشتة والرسالة المكتوبة عليها، مؤكدًا أن مهنة الطب هي مهنة إنسانية أولًا وأخيرًا.

وأضاف لـ«الدستور» أن كتابة هذه الكلمات على الروشتة، هي لتعريف المريض غير القادر بأن العيادة مفتوحة له دائمًا، مشيرًا إلى أنه كتب أرقام التواصل مع السكرتارية ليتم الحجز المجاني قبل تواجد المريض بالعيادة حفاظًا على خصوصية المريض وعدم التسبب له في أي إحراج.

واأضح أنه قد بدأ هذه المبادرة منذ فترة، ولكنه قام بتجديد التأكيد عليها وأنه ينتظر المرضى غير القادرين لتوقيع الكشف المجاني عليهم، سواء من داخل محافظة الشرقية أو خارجها: «معاك هتكشف مش معاك هتكشف، احنا بنكمل بعض، ووجودنا في عمل الخير عشان نساعد أهالينا.»

وأكد «النجار» أن الطبيب هو يد الله الشافية، ومهنة الطب من أسمى المهن، لذا كان يسمى الحكيم: «مينفعش نسيب عيان عشان معهوش مقابل الكشف، ده مش هيكلفنا حاجة، بالعكس بشوف مردوده عليا من ستر وصحة وحب الناس».

وأشار إلى أنه يعمل على تقديم النصائح الطبية بشكل مجاني عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والإعلان عن كافة المبادرات المجانية، لكي تصل لجميع الأهالي سواء في الحسينية أو خارجها لكي ينتفع بها المرضى.  

لم تكن تلك الرسالة هي الأولى للطبيب الإنسان، بل سبقها بعدة أيام رسالة أخرى على روشتة العيادة أيضًا عنوانها «علم ينتفع به» وكانت تحث الابتسامة والكلمة الطيبة قائلّا: «ربما لا يحتاج المريض إلى العلاج بقدر ما يحتاج إلى الكلمة الطيبة بالابتسامة الصادقة النابعة من القلب»، كما أعلن أيضًا عن الكشف على الأطفال الأيتام مجانًا.