كشفت مصادر لـ"العربية.نت" تفاصيل جديدة عن استهداف ناقلة سجناء بالخرطوم، أمس الثلاثاء، وأكدت مقتل سجين رمياً بالرصاص وهروب عشرات السجناء لجهات غير معلومة، بعد أن تعرّضت العربة التي كانت تقلهم إلى السجن لهجوم مسلح ثأراً من سجين داخل العربة.
وقالت المصادر إن المسلحين نصبوا كميناً مُحكماً قرب مركز الفحص الآلي للمركبات بطريق شريان الشمال القومي الرابط بين الخرطوم ومدن شمال السودان.
وبدأت القوة المهاجمة في إطلاق النار على سائق العربة لإجبار العربة على الوقوف. وبعد تبادل لإطلاق النار بين أفراد الشرطة القضائية والمهاجمين، تمكّن الأخير من إجبار الناقلة على الوقوف تحت وابل الرصاص. وعلى الفور قفزوا إلى ناقلة السجناء بعد فض الأقفال عنوة، وتمكّنوا من تصويب رصاصتهم إلى أحد السجناء المحكوم عليهم بالقتل العمد، للثأر من مقتل قريبهم خلال عملية مداهمة بحثاً عن متهم في بلاغ مخدرات في وقت سابق.
كما تسببت الحادثة المذكورة في إصابات خطرة لاثنين من الحرس اللذين أسعفا إلى المستشفى لتلقي العلاج وسط حراسة مشددة.
واستغل السجناء، ويبلغ عددهم حوالي 26 موقوفاً على ذمة قضايا مختلفة، حالة الفوضى والارتباك التي أعقبت الهجوم المفاجئ على الناقلة، للفرار لجهات غير معلومة. لكن مصادر رسمية أكدت لـ"العربية.نت" أن بعض السجناء الفارين عادوا أدراجهم لتسليم أنفسهم للسلطات المختصة مرة أخرى، وقالوا إنهم فروا تحت هول الصدمة جراء الهجوم المباغت على الناقلة.
من جهتها، أكدت الشرطة في بيان رسمي، أن الثأر من أحد السجناء المحكومين كان الدافع الأساسي خلف الهجوم غير المسبوق على العربة. وأكدت إلقاء القبض على الجناة وضبط السلاح والعربة المستخدمة في الهجوم.
وبدأت تفاصيل الوقائع المثيرة، يوم أمس الثلاثاء، بعدما قضت محكمة جنايات أمبدة غربي الخرطوم بالدية على مدان بالقتل العمد، وأسقطت المحكمة الحكم الابتدائي بالإعدام شنقاً بحق المدان، بعد قبول أحد أولياء الدم بالدية، لكن الحكم أغضب بعض أقارب المجني عليه الآخرين، فتوافقوا على أخذ حقهم بيدهم والثأر من المحكوم بالإعدام رمياً بالرصاص.