شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الحالية الـ(54) إقبالاً كثيفاً من الجمهور والزائرين من مختلف دول العالم، منذ اليوم الأول لانطلاقه الموافق 25 يناير، تحت شعار «على اسم مصر.. معاً نقرأ، نفكر، نبدع»، وهو يعتبر الماراثون الثقافى الأهم فى مصر، الذى بدأت فعالياته العام الحالى بمشاركة ما يقرب من 1047 ناشراً مصرياً وعربياً وأجنبياً من 53 دولة، كما تضمن لقاءات وندوات مع مبدعين ومفكرين وقامات مصرية عربية وعالمية، لتعزيز دور الثقافة فى بناء المستقبل.

وفى ضوء هذا، حرص عدد من الزائرين من الجنسيات المختلفة أن يشهدوا فعاليات المعرض، الذى اعتبر فرصة بالنسبة لهم للحصول على الكتب الثقافية والترجمات التى لم تتوافر فى أية معارض أو فعاليات ثقافية أخرى، حسب قولهم، ومن هؤلاء الزائرين زيان فؤاد، شاب إندونيسى، يدرس فى إحدى الجامعات المصرية، الذى قال، لـ«الوطن»، إنه بمجرد علمه باقتراب انطلاق معرض القاهرة، أعد قائمة طويلة من الكتب التاريخية والدينية حتى يحظى بشرائها عند زيارته للمعرض.

وأضاف: «أول سنة أحضر المعرض.. وشاهدت نظاماً ورقياً فى التعامل لم أشهده فى فعاليات ثقافية من قبل، وتمكنت من شراء العديد من الكتب التى لم أجدها سوى هنا».

«جومانا»: حرصت على زيارة المعرض مع أطفالى ليشهدوا تلك الأجواء الإبداعية

عبرت جومانا أحمد، إحدى الزائرات من سوريا، عن سعادتها بزيارة المعرض فى دورته الحالية، وهى السنة الثانية على التوالى التى تشهد فيها حضور المعرض برفقة أطفالها الصغار، وتابعت أنها حريصة على زيارة المعارض الثقافية من أجل تعريف صغارها بأهمية القراءة من خلال اقتناء بعض الكتب المناسبة لأعمارهم، فضلاً عن مشاركتهم فى العروض الترفيهية: «الأطفال انبسطوا أول ما دخلوا الجناح المخصص للطفل.. فيه منطقة ألعاب وطاولات للرسم والتلوين خلتهم مبهورين بالأجواء».

ومن زائرى دولة اليمن، فاروق الأحمدى، الذى يقيم فى مصر منذ 5 أعوام للمعيشة والدراسة، اهتم خلالها بزيارة المعرض كل عام من أجل اقتناء الروايات الأدبية المترجمة، التى لم يجدها سوى فى معرض القاهرة الدولى، وأضاف: «أفرغ وقتى لزيارة المعرض بشكل شبه يومى.. وأكتر شىء مسهل عليا الزيارة المواصلات المخصصة فى كل مكان لتوصيل الجمهور والزائرين للمعرض».

وكان يتجول أفرا صالح، شاب ماليزى، بين أرفف الكتب الدينية، خاصة كتب الفقه، فى جناح الأزهر، باحثاً عن أحد الكتب التى تفيده فى دراسته بجامعة الأزهر، إذ قال لـ«الوطن»: «تلك زيارتى الرابعة للمعرض.. سعيد جداً بتلك الروح المفعمة بالحيوية والطاقة التى وجدتها بمجرد زيارتى لهذا الحدث الثقافى الكبير.. وقد حرصت أن أحضر مع أصدقائى لشراء بعض كتب الفقه التى تفيدنا فى دراستنا».

وقالت الزائرة الجزائرية جورى إحسان إنها جاءت لزيارة شقيقها المقيم فى مصر واستغلت فرصة وجودها لزيارة معرض القاهرة الدولى للمرة الأولى كى تحضر حفل توقيع صدور الرواية الأولى لأحد أصدقائها المصريين، وتقوم كذلك بالاطلاع على العديد من المؤلفات والكتب محل الاهتمام، خاصة الروايات البوليسية المترجمة والكتب التى تتحدث عن الحضارات القديمة.

وأضافت: «سعدت كثيراً بوجودى فى المعرض الذى أتاح لى اقتناء بعض الكتب المثيرة حول الحضارات القديمة، خاصة الحضارة المصرية القديمة.. وسأعاود زيارة المعرض فى السنوات القادمة برفقة أصدقائى لكى أشهد تلك الأجواء الإبداعية معهم».

«كاتيا»: اقتنيت كتباً حول علم المصريات.. ولفت اهتمامى جناح المشغولات التراثية

أما كاتيا جون، باحثة ألمانية فى علم المصريات، فقررت، خلال زيارتها الثانية لمصر، أن تتجول بين أرفف الكتب والمراجع التى تتحدث عن علم المصريات؛ كى تساعدها فى أبحاثها ودراستها، فضلاً عن اهتمامها باقتناء المؤلفات العالمية كمؤلفات شكسبير ودوستويفسكى.

وعبرت قائلة: «قضيت يوماً مختلفاً مع أصدقائى المصريين تملؤه السعادة والبهجة.. واقتنيت مجموعة نادرة من الكتب والمؤلفات.. وما لفت انتباهى خلال تجولى فى المعرض هى المنتجات اليدوية والتراثية الفريدة، ما جعلنى أشعر بسعادة إضافية لاهتمامى باقتناء تلك المشغولات المصنوعة من الخوص والجلد».