لم تدرك «أنغام م»، صاحبة الـ 33 عاما، والمقيمة بمنطقة المرج والتي أفنت حياتها في خدمة أخويها حتى تزوجا، أن حياتها سوف تنتهي وهي وحيدة ولن يكتشف أخواها وفاتها سوى بعد مرور 30 يوما من الوفاة حتى أصبحت الجثة متحللة تماما ولا تظهر ملامحها. 

وفاة الوالدين

أنغام من أسرة بسيطة مقيمة في منطقة المرج، توفي والدها وتركها هي ووالدتها وولدان، وبعد عامين توفيت والدتها، لتصبح أنغام مسؤولة عن أخويها، وظلت تخدمهما حتى تزوج الأخ الأكبر، ثم أصيبت بمرض السكري وظلت تعاني من مضاعفات المرض حتى إنها اعتقدت بأنه سوف يصبح عقبة في طريق زواجها ولذلك أخذت قرارها بأنها لن تتزوج حتى تزوج شقيقها الأصغر، وبعد عدة سنوات أراد شقيقها أن يتزوج، فرحت أنغام بخبر زواجه ولكن «يا فرحة ما تمت» حيث صارحها شقيقها بأن الفتاة التي يريد الارتباط بها وضعت له شرطا أن تقيم بمفردها وهو لا يستطيع أن يشتري شقة.

شقة بالإيجار

اجتمع الشقيق الأكبر بأنغام وشقيقه الأصغر، واستقر الشقيقان على أن يتم استئجار شقة لشقيقتهما أنغام في نفس المنطقة، ويدفع الشقيقان مبلغ الإيجار لشقيقتهما كل آخر شهر، رحبت أنغام بتلك الفكرة حتى لا تصبح عقبة في طريق سعادة شقيقها، وذهبت أنغام للشقة الجديدة، وحتى لا تسبب خلافات مع زوجتي أخويها فضلت بأن يحضروا إليها لزيارتها، وفي الأشهر الأولى من زواج شقيقها الأصغر كان دائم الذهاب لشقيقته، وبعد فترة بدأ يذهب إليها في آخر كل شهر لإعطائها الإيجار الشهري.

اكتشاف الجثة

وقبل أسبوع ذهب الأخ لشقيقته أنغام وعندما طرق الباب عليها لم تفتح له، ثم اتصل على هاتفها ليجده مغلقا، هنا بدأ القلق يدخل إلى قلبه على شقيقته، نزل الأخ إلى الشارع وظل لفترة ينتظر أسفل العقار الذي تقيم به شقيقته، وبسؤال الجيران أكدوا أنهم لم يشاهدوها منذ فترة طويلة، هنا صعد الأخ إلى شقة شقيقته وكسر الباب ليجد المفاجأة، حيث شاهد شقيقته ملقاة على الأرض جثة متحللة.

مشرحة زينهم

علي الفور اتصل بمباحث المرج، وبالانتقال تبين العثور على جثة فتاة تدعى «أنغام م»، 33 عاما، وترتدي كامل ملابسها الداخلية والخارجية، كما تبين عدم وجود بعثرة في محتويات الشقة، والعثور على متعلقاتها الشخصية، وجرى نقل الجثة لمشرحة زينهم للتشريح لبيان سبب الوفاة، وكلفت النيابة العامة المباحث لكشف ملابسات الواقعة.

الطب الشرعي

وبالأمس انتهت مصلحة الطب الشرعي من التقرير النهائي الخاص بسبب وفاة «أنغام» بأنه بإجراء الصفة التشريحية على الجثمان بناء على قرار النيابة العامة لبيان سبب الوفاة ومعرفة هل توجد شبهة جنائية من عدمه، تبين أن الوفاة حدثت قبل 30 يوما من اكتشافها وذلك من خلال فحص الجثمان وحالة تحلل الجثة التي كان عليها، وأضاف التقرير أنه من خلال تحليل العينات والتي أخذت من الجثمان وأرسلت إلى المعمل الكيماوي والمعمل الطبي بمصلحة الطب الشرعي، تبين أن الوفاة حدثت بسبب غيبوبة سكر وظلت المتوفاة في الغيبوبة لفترة حتى أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية وتوفيت.

وتم كتابة التقرير وإرساله إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.