بخطوات ثابتة وحثيثة تسير مصر قدماً فى استعادة دورها المحورى داخل قارتها الأفريقية بعد عقود من الإهمال والتهميش سواء كان عن عمد أو غير عمد ، وقد بدأت مصر تدرك جيداً خاصة فى العقد الأخير أهمية القارة السمراء على جميع المستويات خاصة وأنها تمثل أحد أبعاد الأمن القومى لأرض الكنانة ، من هذا المنطلق فتحت أم الدنيا ذراعيها من جديد لتحتضن دول إفريقيا خاصة مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الأمور فى مصر ،وإدراكه التام لأهمية عودة مصر إلى ريادتها داخل محيطها الأفريقى، نجاحات عديدة تم تحقيقها فى السنوات الأخيرة كللت مجهود الاقتراب من الدول الأفريقية ، بدأت باسترداد مصر عضويتها فى الاتحاد الأفريقى فى يونيو2014 كما حصلت على عضوية مجلس الأمن والسلم الإفريقى لمدة 3 سنوات، وترأست لجنة المناخ فى الاتحاد الإفريقى لعامين، بالإضافة إلى حصولها على العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن الدولى وانخراطها فى العديد من القضايا والملفات التى تشكل أجندات دول القارة، لتعلن بداية عهد جديد فى العلاقات مع القارة السمراء ومساندة الأشقاء الأفارقة فى تحقيق التنمية.
وإيماناً بالدور المصرى داخل القارة الإفريقية بدأ المسئولون فى مصر فى توسعة الأنشطة التنموية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية داخل مختلف دول القارة ، وفى هذا الملف تستعرض « الأخبار « مظاهر تلك الأنشطة المختلفة التى تؤكد ولا تدع مجالاً للشك بأن مصر استعادت دورها الذى تستحقه وريادتها داخل قارة أفريقيا .
لم يقف الأزهر مكتوف الايدى تجاه ما تشهده قارة افريقيا من تطوير وتنمية على كل المستويات بل بادر سريعا بتوجيهات من إمامه الأكبر الدكتور احمد الطيب بأن يكون متواجدا وعنصرا فعالا فى قلب القارة السمراء عبر طرق عديدة فيولى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اهتمامًا كبيرًا بدعم الطلاب الأفارقة، وتنمية الروابط الإنسانية التى تدل على عمق العلاقات بين مصر والدول الإفريقية، ونجح الأزهر الشريف فى ترسيخ دوره الريادى فى القارة الإفريقية من خلال مضاعفة جهوده وتنويعها؛ لتشمل إيفاد العديد من القوافل الإغاثية والطبية للبلدان الإفريقية، وقوافل السلام لنشر ثقافة التعايش السلمى والتسامح بين أبناء القارة بدلًا من العنف والكراهية.
وأنشأ شيخ الأزهر، المقر الإقليمى لاتحاد جامعات شمال إفريقيا بجامعة الأزهر، كما شكل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية بالأزهر الشريف، ووجه بضرورة استثمار وتوظيف كل عناصر الثّقل الأزهرى فى إفريقيا لدعم القارة السمراء عبر قوافل إغاثية وطبية لمساعدة المحتاجين وعلاج غير القادرين، وقوافل دعوية لنشر ثقافة التعايش والتسامح بدلًا عن الكراهية والعنف، إضافة إلى استقبال طلاب 46 دولة إفريقية للدراسة بجامعة الأزهر ومعاهده، وتدريب الأئمة الأفارقة على آليّات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المُستحدَثة، وإنشاء معاهدَ أزهريّةٍ ومراكزَ لتعليم اللغة العربية، فضلًا عن الدَّور المحورى لبعثات الأزهر التعليمية والدعوية فى نشر تعاليم الإسلام السمحة فى ربوع القارة الإفريقية.
ولم تتوقف جهود الأزهر على الدعوة والتعليم والتوعية، بل اضطلع الأزهر بتقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين فى ربوع أفريقيا سواء كان ذلك بسبب جفاف أو ضعف فى الإمكانات أو نزاع مسلّح حرم البلاد من التمتع بخيراتها.
وفى الوقت الذى غفلت دول عظمى ومنظمات دولية عن الأزمة فى إفريقيا الوسطى، ولم تحرك مشاهد العنف المتزايدة لها ساكنًا، لم يقف الأزهر الشريف مكتوف الأيدى إزاء هذا الوضع المأساوى بل بادر بالتدخل والوساطة لحل الأزمة بين الأطراف المتصارعة بالبلاد من خلال وفد أزهرى التقى شخصيات محورية فى الصراع الدائر، كما التقى عددا من صناع القرار ساعيًا للتقريب بين وجهات النظر وتحقيق مصالحة وطنية تحقق السلام المنشود لجميع الأطراف.
وأرسل شيخ الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين قافلة السلام لعاصمة أفريقيا الوسطى بانجى خلال شهر يونيو عام 2015م.
وأمر الإمام الأكبر مرصد الأزهر بمتابعة القارة السمراء شرقًا وغربًا وما يحدث فيها ويحلّل ويفنّد ويردّ، حتى يكون الأزهر دائما فى قلب الأحداث، مع أبناء القارة الإفريقية يدعمهم بالحجة الثابتة ويساندهم بالتوجيهات السديدة ويقدّم لهم الوقاية اللازمة من فكرٍ هدّام تعمل جماعات الدم والتخريب على نشره فى ربوع القارة.
